الخرطوم : الراية نيوز
محمد أبوزيد كروم يكتب :
دين مزمل فقيري!!!
على المستوى الشخصي ارتبطت بتواصل وعلاقة طيبة بمزمل فقيري قبل سنوات ليست بعيدة ،وقد أجريت معه حوار لصحيفة الصيحة في العام 2016 تقريباً وأحدث هذا الحوار ضجة كبيرة لإفاداته المثيرة والعنيفة في ذلك التوقيت.. لم يكن مزمل نفسه مقتنعاً بمقدرتي على نشر الحوار في الصيحة.. ففي ذلك الوقت كان الرجل مثيراً للقلق وكانت الصحف والصحفيين على مسافة بعيدة منه خوفاً من الوقوع في المحظور مع السلطة أو خوفاً من هجوم مزمل على الكل..
في تلك الفترة كان يلتف حول مزمل الكثير من الشباب لمعركته ضد العلمانيين والشيوعية ولجرأته الكبيرة.. تواصلت العلاقة بيني ومزمل في حدود التواصل الاسفيري وبعض اللقاءات المتباعدة وللحق فإنه على الجانب الشخصي ودود في تواصله مع الناس وكذلك الأستاذ أبوبكر آداب لا يقل عنه في ذلك.
– كنت أرى في مزمل ذلك الشاب الداعية الذي يقاتل للحق قبل أن يأفل بريقه ويزول بسبب خلافاته وعدوانيته مع كل الدنيا لاحقاً .. أذكر أنه في حواره معي قد هاجم كل الدنيا و لم يترك أحد وهاجم الأستاذ الداعية سيد قطب هجوماً شديداً، وسيد قطب بالنسبة للشيخ الراحل المهندس الطيب مصطفى مالك وناشر الصحيفة استاذ ومعلم ومع ذلك بشيء من الفيتو الخاص استطعت نشر الحوار كاملا بكل مدفعياته الثقيلة، ولم يرفض ذلك أو يعترض شيخنا الراحل رغم رأيه في مزمل.. المهم كنت أرى في مزمل خير..
– بعدها وقبل أقل من عامين عملنا انا وزميلي عبد الهادي عيسى على فتح منبر قناة أمدرمان الفضائية التي كنا نشرف فيها على الأخبار وبعض البرامج السياسية لمزمل فقيري.. كل هذا بدافع أن مزمل يعمل على نشر الخير والفضيلة!!
– ولكن هل كان مزمل كذلك.. الحقيقة لا.. أظن كل الناس قد تابعت خلافاته مع شيخه السابق محمد مصطفى عبد القادر وتسميته لمزمل بالعصبجي وشاتم النبي وهجوم مزمل على محمد مصطفى والفجور المتواصل في الخصومة بينهما لسنوات طويلة بالرغم مما كان بينهم وبالرغم من أنهم شيوخ دين!!
– مزمل رجل متناقض وغير متصالح مع ذاته ومواقفه في ذلك كثيرة، أذكر أنني كنت معه انا وصحفي معروف على بوابة مقر صحيفة الصيحة بعد ان زارنا فيها لنشر خبر كسبهم لقضية لا أذكرها وذلك في العام 2018 او نهايات 2017 تقريباً.. وكنا نناقشه في قضايا البلد في ذلك الوقت وطالبناه بضرورة توجيه نقد للرئيس البشير في إطار الدعوة حتى يسهم في الإصلاح ويساعد على سد الخلل وقلنا له هذا دورك.. رفض مزمل بشدة أي هجوم على البشير وكال له المدح.. حتى أن الصحفي الآخر زاد عيار الهجوم على البشير فك الله أسره، هنا تغير وجهه رفضاً للهجوم على البشير وربما طالبنا بالاستغفار لا أذكر..
غير ذلك سمع الناس وشاهدوا مقطعه الموجود وهو يمدح في البشير ويقول عليه رئيسنا حفظه الله ورعاه وغيرها من عبارات المدح.. ثم بعد سقوط البشير يصفه بالمجرم!! أليس ذلك نفاق يا شيخ مزمل!!
– لا أحد سلم من لسان مزمل إلا من هو في السلطة.. وهو يستند على قاعدة عدم جواز معارضة الحاكم ولكن لا يؤديها بحقها كاملاً..
لم نر مزمل يهاجم إسرائيل او يرفض التطبيع معها أو يدعم المقاومة.. كما لم يهاجم السعودية والإمارات في حرب اليمن ولم يستنكف على السعودية انفتاحها الأخير لبلاد الحرمين.. ولكنه يهاجم الصوفية والإخوان المسلمين المساكين.. أليس هذا استهبال يا شيخ مزمل!!
– إن من بركات مزمل أنه يهاجم الشيوعية والعلمانية ويهاجم أنصار السنة والسلفيين والإخوان المسلمين ويهاجم إخوانه المختلفين معه ولا يرى شخص يمشي في الطريق القويم غيره.. من غرائب مزمل أنه كان يواصل حكومة قحت وزاره وزير دينها المعزول نصر الدين مفرح..
-إذا راجعنا سجل مزمل سنجده ملئ بالشتم والإساءة للكثيرين ولمن هم أكثر منه علما وفقه ومعرفة.. هاجم مزمل كل الناس.. هاجم الشيخ الجليل عبد الحي يوسف هجوماً شديداً وشيخ عبد الحي أكثر من مزمل علماً وديناً وجهاداً وورعاً وانسانية وزهد ونشهد بما نعرف.. ولم يترك في حربه الأخيرة جهة حتى معمر موسى القيادي في تيار المستقبل شتمه ووصفه بالكوز وبث له تسجيل قديم يتحدث فيه معمر عن أمر ديني ومعمر ليس كوزاً ولا رجل دين.. معمر حده الليبرالية والنيوليبرالية.. ولكنه الهجوم على الكيزان.. اخر ظهور لمزمل كان قبل أيام وهو يستعرض مقطع من المؤتمر الصحفي للتيار الإسلامي العريض ويكيل فيه الهجوم على حضوره ويصف ذلك بعودة الكيزان والمؤتمر الوطني.. وهو الذي كان يعيش ويتعايش مع المؤتمر الوطني.. ومعروف لمصلحة من يحدث هذا!!
– لم يترك مزمل شخص أو جهة لم يهاجمها من جماعات الدعوة والاسلام.. لم يرحم لسانه لا الصوفية ولا السلفية ولا الإخوان المسلمين ولا الأحزاب الإسلامية.. مزمل يلعن ويكفر الجميع وكأنه لا يعلم أن المسلم ليس بطعان ولا لعان.. سألت نفسي لماذا يفعل مزمل ذلك.. لماذا يهاجم الجميع!!
– في أي دين هذا الذي يفعله مزمل الذي يمدح البشير في السلطه ويسبه بعدها.. أي دين هذا الذي يسعى مزمل للتقليل فيه من العلماء والدعاة والاساءة لهم ويبذل كل مجهوده لذلك.. أي دين هذا الذي يدعيه مزمل ولا يدافع به عن الأقصى أو يهاجم فيه دولة الكيان الصهيوني ولا يرفض فيه المنكر في بلاد الريال والدراهم.. ولكن يفعلها في السودان.. ولم أجد أي دين من هذا إلا دين مزمل فقيري!!
محمد أبوزيد كروم