إبراهيم عثمان يكتب : متفرقـــات

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

متفرقـــات

▪️ واحدة من أعجب الأكاذيب المفضوحة لحكومة قحت البائدة أنها كانت تنفي وجود ثوابت للشعب السوداني بينما يصل اعترافها بوجودها حد الإعتماد على المتاجرة بها لتكون هي بالذات البضاعة الوحيدة الحقيقية التي تبيعها للخارج !

▪️ بدأت قحت عهدها برفع عصا موسى عاليةً تراها كل الأعين، ثم ابتدعوا حملة الشكر الكبرى لكي يثبتوا بأن العصا عاملة وتصنع المعجزات التي تلمسها كل الأنفس، وما هي إلا أشهر قليلة حتى أنقسموا بين منكرٍ لتلويحهم بالعصا من الأصل، وبين زاعمٍ بأن الدولة العميقة قد صادرتها مسبقاً، بتركة العقوبات التي دعموها فلم تعمل أصلاً، وزاعمٍ بأنها قد كسرتها، بالتعويق، في أثناء عملها المعجز !

▪️ عندما تتجاور حملة الشكر الأكبر في تاريخ السودان، والتي يُفترَض أن تعني أننا أمام الإنجازات الأكبر، مع الاستخدام الأكبر للشماعات، بما يعني أننا أمام الفشل الأكبر، ففي ذلك إثبات لا يقبل التشكيك على إن حكومتنا هي الأكثر تضليلاً وتجهيلاً للشعب في تاريخ السودان . فالمفروض أن المشغولين بالشكر على الإنجازات الكبرى لا يحتاجون إلى الشماعات، وأن المقتنعين بالشماعات كمبرر للفشل لن يجدوا ما يشكرون حمدوك عليه، أما الذين يجمعون بين الإثنين فقد كان الناس لطفاء معهم حين اكتفوا بوصفهم بالقطيع !

▪️ عندما يتعملق الأقزام يصبح التبليد غايةً، والتجهيل مقصداً، والتغبيش هدفاً ،بدافعية الرغبة، وبحتمية الهوى، وبإلزام وإلحاح الحاجة، إذ لن تخيل العملقة الزائفة على الذكي، ولن تجوز على المتعلم، ولن تغم حقيقتها على صافي الذهن ..

▪️ بحثت عن غبينة تبرر تنمره على صانعيه فلم أجدها، ولم أجد سوى: سلطة سلبها منهم يخشى ضياعها، وشركاء يتملقهم ليتنازلوا عن غبينتهم تجاهه، وخارج يأمر فيُطاع .. على سبابيه الآملين في اسهامه في الدوس كعربون صداقة وإرهاص شراكة قادمة تتيح لهم استئناف مسيرة الظلم، عليهم أن يعلموا بأن من بلغ عدم وفائه مستوى أن يتلذذ بالغداء بمن صنعوا له أطيب فطور، لن يجد حرجاً في أن يتعشى، في الظرف المناسب، بمن حاولوا مراراً تسميم وجباته !

▪️ خلعت حجابها الذي كانت ترتديه نفاقاً، وميَّعت صوتها الذي كانت تضبطه نفاقاً، ورندكت لغتها التي كانت ترصِّنها نفاقاً، وتعابثت بلغة جسدها التي كانت تحشمها نفاقاً. ثم بعد الإطمئنان إلى اكتمال المواكبة، لملمت المذيعة المتبرجة أطراف خبرتها وأعطت المشاهدين محاضرة في ذم النفاق، وأخرى في مدح الثبات على المبدأ، وثالثة في التحول الإيجابي، ورابعة عن مآثر دسيس مان !

▪️ يمثل حالة فريدة من اللاإنتماء والإنتماء في ذات الوقت. لا حزب له، لكنه مع كل الأحزاب عدا ما يكره، لا فكر له لكنه مع كل الأفكار إلا ما يعادي .. “حامنديراه” الفكرية دائرتها مكتملة، لا بداية لها ولا نهاية .. إيمانه بلا غد، وعدم إيمانه بلا أمس .. مع أمثاله سيزدهر سوق الخم وستنتشي أحزاب الفكة الخجلة من فكرتها. ثقافته السياسية لا تتجاوز “زيوت” المنبرشات، وخزعبلات عبد المنعم سليمان، واهازيج دسيس مان الكولومبية، وتفاهات ماما أميرة .. أعياه البحث عن حزب يجمع نثارات فكرته الهلامية إلى أن جاءت “قحت” فعدها حزبه المثالي !

▪ في داخله كوكتيل تناقضات يظن أنها الاتساق في أبهى صوره، يساعده على ذلك نوع من المنطق المرن الذي لا ضابط له إلا المصلحة الآنية، يقبل ويرفض على أساسها.. منطق تكتب قواعده الحاجة وللاستخدام لمرة واحدة، فإن كرر استخدامها غداً فستهدم قضية اليوم .. بين أقواله وأفعاله فصام نكد، وكأنه شيوعي يحاضر في مناهضة الإمبريالية !

▪ أناني بشكل فج، ومدعي زهد في ذات الوقت، وصاحب حيل وخطط ومؤامرات لإشباع الأنانية والتعمية عليها، يحاول أن يكون حريفا في ذلك .. وكأنه الحزب الشيوعي عشية محاصصة !

▪ في داخله علمانية قارة وراكزة لم تهددها “عوادي الزمن الديني”، ولم تهزها “زعازع المنطق اللاهوتي” .. مع أمثاله سيطمئن د. حيدر إبراهيم علي على مستقبل “الإلحاد الشعبي” الذي طالما كتب محذراً من الحكم “الإسلاموي” الذي يهدده.

▪ كان عندما يسمع أحدهم يجيب على سؤال البديل ( للإنقاذ ) بقوله : ( أي بديل ولو كان الشيطان نفسه)، تزغرد دواخله ويطمئن على مستقبل التفاهة، لم لا يفعل وهو يعلم بأنها إجابة في الإتجاه الصحيح الذي يوصل إلى معسكره ؟!.

▪تائه جوال يدعي الوسطية، لكنه يبدو كمن يبحث عن مستقر فكري فلا يجده، فيصبح نموذجا للمسخ الفكري؛ مع الجميع إلا من يكره. يتطرف في ذلك إلى درجة تجعل الكراهية هي فكرته .. وكأنه إسلامي “اهتدى” ووجد أن الحق يتقاسمه عفلق وماركس ومحمود وناصر وقرنق.

▪️الذي يقيس تحضر أخته بحجم الجزء المكشوف من جسدها، لا تستغرب إذا قاس تقدم بلاده وتحضرها بحجم المكشوف من أسرارها وسيادتها وعِرضها .

▪️”الزول الإيجابي” – بتعبير الناشط البوشي – الذي لا يهمه أخته أين سهرت وما حجم التنازلات التي قدمتها لتمتين العلاقة مع “صديقها”، بحجة “بوشية” من شاكلة أن (الحاجة دي غريزة وما بتتمنع وممكن تعملها بوراك) الذي يطلق العنان لتعبيره ليحوم المعنى قريباً من ( بموافقتك أفضل من بدونها) لا تستغرب إن كان هذا هو ديدنه – وديدن كل معسكره الذي لا يقول له لا – في النظر إلى كل القضايا، خاصة تلك المتعلقة بشرف الوطن .

▪️ المسلم لذي تقوم فكرته على رفض أي دور للإسلام في الشأن العام بحجة التعدد والتنوع، لا يمكن أن تكون داخله أمنية بأن يهدي الله كل أطراف التعدد إلى الإسلام حتى ينعم بالشريعة التي حرمه منها حرصه على احترام التنوع ! بالعكس سيضخم من حجم التنوع، وسيسعد بكل خارج من الإسلام يفيد في هذا الغرض، وسيبحث عن حجج أخرى داعمة من شاكلة عدم الصلاحية لعصرنا وغيرها، ولن يخرج من هذه المعمعة وقلبه سليم تجاه الإسلام (بألف لام التعريف) .

▪️ الذي يعلي من أهمية الهوية والثقافة المحلية ويبني مشروعه السياسي عليها، ويتعصب إلى هويته الفرعية شديدة الخصوصية، ويجيش أهلها للدفاع عنها بالسلاح في مواجهة أي “تلاقح” ثقافي وهوياتي وطني، ثم يفتح الأبواب مشرعة أمام أي “غزو” غربي يأتي على هذه الخصوصية، التي يحارب من أجلها، جملةً ويجتثها من جذورها، الذي يفعل هذا لا يمكن أن يُلام من ينظر إليه كقواد فكري .

▪️ الذي يهرب من تاريخنا الإسلامي إلى الوراء حيث التاريخ الوثني ليستمد منه الرموز والأيقونات، وإلى الأمام حيث عوالم ما بعد الحداثة ليستمد منها القيم والمعاني، لا بد أن بداخله مشكلة حقيقية مع الإسلام لا تتمثل فقط في رغبته المعلنة في طرده من المجال العام .

▪️ البعث لا يعرف الثورات الديمقراطية، إرثه إرث إنقلابات وتصفيات للرفاق قبل الخصوم، ولذلك من شابه حزبه الأم فما ظلم؛ وجدي صالح؛ التجسيد الأقصى للإنقلابي البعثي العابر لخط التماس الدموي العراقي السوري، لولا أن عسكر لجنة التمكين لا يكفون لأداء المهمة، لما أغنته “حلبجة” سودانية عن “حماة” مثلها .. صدام والأسد يتعايشان داخله بأريحية تحتار فيها روح الرفيق، المغدور على خط التماس، عبد الخالق السامرائي .

▪️ الثورة” التي بدأت “بكنداكة نحنكا ليك” دون تحفظ يخصم من أيقونية القائل، لا بد أن تنتهي بإزالة التحفظات على “حقوق الطفل” التي كانت لا تسمح باقتياد والد الكنداكة، البالغة والطفلة، مخفوراً إلى السجن، بشكوى منها، إن تدخل في “خصوصياتها التحنيكية”.

▪️ الثورات الحقيقية يتم تخليدها في الوجدان بالملاحم، و”ثورة” “حنبنيهو” تم تخليدها ب ( هَيْ عطل عطل أم العطلة)، وقد كان الشفاتي الكولومبي على درجة من سلامة الحدس ودقة التوقع حتى إن عدة ملاحم لن تكفي لوصف مأساوية واقع العطل والعطلة.

▪️ في مقابل رومانسية وعود البدايات عن “العبور” جاءت واقعية “مد الأرجل على قدر اللحاف”، والشعب وحده مطلوب منه دفع ثمن الأولى من وعيه، وثمن الثانية من جيبه .

▪️ قحت هي المستفيد الوحيد من فردوس البلادة الذي يعيش فيه قطيعها؛ تعيش على حسابه، تبيع قيمه ومبادئه لسادتها في الغرب، تطلب منه الشكر على مآسيه، تعيش على سرقة وعيه قبل ماله … قحت مدينة باستمرارها لحلف غير مقدس بين البلادة والعمالة .

▪️ كان الفشل قبل كفاءات قحت يتسابق مع النجاح، ينتصر هنا ويتعثر هناك، فيدور معظم الجدل حول أيهما أكثر، أما مع كفاءاتهم القاتلة فقد أعلن الفشل انتصاره النهائي، بحيث انتقل الجدل إلى أي الشماعات أكثر إقناعاً، ومن عجب أن تواكب ذلك أكبر حملة شكر في تاريخ السودان .. الفشل مدين للقحاتة بغسيل سمعته .

▪️ لا أدري كيف لعاقل سوي سليم الفطرة أن يؤيد قوماً يضعونه بين أمرين كلاهما مر : إما أن يجاريهم ويضحي من أجلهم ببعض عرضه بالقبول بأن يحددوا لأسرته نمط الحياة المتساهل/المتحرر الذي يريدون … أو أن يعاندهم فيعيش داخل بلاده معاناة الأسر المسلمة المحافظة في الغرب، حين تحاول أن تصنع بيئة تربوية خاصة لأبنائها بعيدة عن تأثيرات المحيط ..

▪️ أكبر إعادة اعتبار لأبي جهل وأبي لهب قام بها مسؤولون في بلد مسلم ؛ مفرح : أبحث عن عبدة الأحجار .. القراي : الطير الأبابيل كانت تدافع عن الأصنام لا الكعبة.

▪️ عن محمد أحمد عن حبوبته حاجة السُرّة ، قال قالت ( إن أحدهم ، من حكومات ما بعد الإنقاذ، ليتخذ دون إعلان – وبأسهل من إلقاء تحية – القرار بشأن زيادة سعر سلعة ألف جنيه أو أكثر، ما لو ورد ١٪؜ منه على عمر بن البشير لجمع له شورى الحركة والحزب والشركاء والخبراء، وتردد، ثم تراجع، أو خفَّض الزيادة، وأكثر من الشرح والاعتذار وأنفذ المعالجات التخفيفية ) رواه الحال المايل

▪️ سألني : أي طريقة علمية للدعاية والتأثير تلك التي ترى أن القحاطة قد استخدموها ليلتهم القطيع كل أعلافهم الرديئة ؟ قلت : لا تسألني عن العلم والطرق العلمية إذا كانوا قد أقنعوهم بأن إصلاح المناهج الدراسية، وتربية النشء، وتعليمهم الإسلام الوسطيي الصحيح، يتحقق بصورته المثلى على يد رجل يؤمن بأن شيخه استغنى عن اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العبادات .

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمانالرايةقحتمتفرقـــاتمقال
تعليقات (0)
أضف تعليق