الخرطوم : الراية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
بعير التيار وفأر كمال عمر
( نحن ضد أي اصطفاف أيديولوجي، وبعير التيار الإسلامي العريض تمخّض فولد فأراً ) كمال عمر ل “الترا سودان”
▪️ دعونا من أن “توحيد أهل السودان” هو شعار هلامي دعائي يصعب تحقيقه، بل يصعب تصوُّر كيفية تحقيقه .
▪️ ودعونا من أن الذي يضعه كعنوان لنشاطه يجب أن يتوفر فيه شرط عدم معاداة أطراف سودانية مهمة لا يمكن أن يقال إن وحدة أهل السودان يمكن أن تتحقق بدونها .
▪️ ودعونا مما يفرضه هذا الهدف من التركيز على أبعد الأطراف عن بعض لتقريب وجهات النظر بينها، بدلاً من الاصطفاف مع أحدها ضد الآخر ..
▪️ ودعونا من المسلمة التي تقول إن الساعي الحقيقي لتوحيد أهل السودان لن يكون عمدته للتقرب إلى بعضهم هو تقديم الرشا وعرابين الصداقة لهم في شكل خطابات ضد “أعداء” يحاول أن يثبت أنهم مشتركين .
▪️ ودعونا مما يمكن أن يُقال عن أن هذه الدعوة وبهذا التكرار إنما جاءت كرد فعل – سطحي ومتعجل وذي طابع سجالي – على وحدة التيار الإسلامي .
▪️ ودعونا من عدم اعتراض المتحدث هذا على الاصطفاف الأيديولوجي اليساري ..
▪️ ودعونا من أن وحدة التيار الإسلامي لا تتعارض مع “وحدة أهل السودان” ويمكن أن تكون خطوة نحو الاتفاق على مشتركات حد أدنى بعيداً عن مواضيع الخلاف الرئيسية التي يمكن أن تحسمها الانتخابات ..
▪️ ودعونا من غياب أي ترجمة بحجم الهدف في شكل مساعٍ فعلية ذات صلة بعملية التوحيد . ويمكن أن يقال بأن المسعى الحقيقي الآن هو الدخول الفردي في تحالف قحت ..
▪️ ودعونا مما يعنيه ذلك من سعي للالتحاق بتحالف أيديولوجي وتقديم التنازلات وقطع مسافة التلاقي من طرف واحد ..
دعونا نتجاهل كل هذا الذي يمكن أن يُقال وغيره، ونركز على فحص صحة دعوى أن ( بعير التيار الإسلامي العريض تمخّض فولد فأراً )، لنرى إن كانت تنهض على أرجل أم مجرد سفسطة كلامية وبيع وهم ذي صلة بالغيرة والمغالبة الساذجة، ولنقارن بينها وبين الشوط الذي قطعه الأستاذ كمال عمر والأستاذان عبد الرازق لتحقيق مسعاهم لتوحيد أهل السودان .. مستصحبين الحقائق التالية :
▪️ أن التيار الإسلامي العريض قد جمع غالب المدعوين للانضمام إليه ..
▪️ أنه قد اختار قيادته بمستوى جيد من التوافق ..
▪️ أن علاقاته جيدة مع كثير من القوى الوطنية، وقد تتطور إلى تحالف أوسع .
في مقابل :
▪️ أن الأستاذ كمال عمر والأستاذان عبد الرازق لا يستطيعان أن يشيروا إلى خطوة واحدة قد قطعوها في اتجاه تحقيق “وحدة أهل السودان” تزيد عما يتحدثون عنه من بوادر قبول بهم في أوساط قحت ..
▪️أن الحوار المباشر الذي ترعاه الآلية الثلاثية قد انطلق بمشاركتهم، مع غياب قحت – المركزي، و”تجم” خاصته، والشيوعي، و”تجم” خاصته، وراسطات لجان الأحياء وملوك الاشتباك وغاضبون، وحتى هؤلاء الغائبين ليسوا على قلب رجل واحد، الأمر الذي يشير إلى أن وحدة أهل السودان، بالمعنى الذي يقصدونه، بالتركيز على قحت واليسار ، لم تزدد إلا صعوبةً بعد شروعهم في العمل من أجلها ..
فأي بعير هو ذلك الذي تمخض فأرا ؟
إبراهيم عثمان