الخرطوم :الراية نيوز
بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
الاصم.. انكفأ القدر على الارض..!!
مرحلة الاعداد للثورة السودانية كان من اكثر المضنيات التي واجهت مراكز صناعة التغيير لدى امريكا، فالتغيير كان يتطلب اختراق الدوائر الضيقة حول الرئيس، فوجدوا ضالتهم في الضابط الاداري ، واختراق في عظم اللجنة الامنية، فكان ثقل الانزال، في المهندس، والذي بدوره اكمل عمليات التجنيد لبقية الفريق تحت اشرافه المباشر .
وعند صناعة تجمع المهنيين، اوهموا الحزب العجوز بان التجمع ملك خاص له، يتدثر به ويتخفي، لان اسم الحزب العجوز يسبب حساسية عالية للشعب السوداني ربما تصل مرحلة ( الكاروشة) وبلع الحزب الطعم، وتصدرت قياداته المشهد، وولغ في مال السفارات الحرام.
ثم كانت المهمة التي جعلت المهندس يهرش راسه تارة، ويهز (كرشه) تارة اخري، البحث عن شاب يمكن ان يمثل نواة تتجمع حوله الثورة الشبابية، ويستطيع المهندس الماكر السيطرة علي الوطن، ولكن كيف له ذلك، سهرة واحدة للمهندس في ملفات مصادره داخل الاحزاب السياسية، جاءت بمحمد ناجي الاصم، اعظم كومبارس ثوري في الشرق الاوسط، يجيد تمثيل المشهد المرسوم، وعند نهاية دوره يقبض الثمن علي (عينك يا تاجر) ويغيب عن المشهد، الا عند الضرورة التي يراها المهندس.
والاصم بعد جلوس الحرية والتغيير للتفاوض مع العسكر يخرج بلحن الموت فينصب المشانق للحرية والتغيير، يستنكر عليهم فعلهم الاخير، ويعلن عن فشلهم الذريع، ويعقد المقارنة بينهم وبين الكيزان، ثم يرجح كفة الكيزان عليهم، كانه يتوب في سكرات موته.
وفي حديثه هذا يعقد المقارنة بين شهداء الكيزان وشهداء الثورة، فيشير الي مكانه الشهداء عند الكيزان، والتجاهل وعدم الاكتراث عند قحت، كانما يسير في طريق الهداية بعد ضلال كبير.
ويقدم اعتزارا لامهات الشهداء، وكاني به يقول لهم، لقد قدمنا ابناءكم قربانا، لمعركة مع الكيزان، اكتشفنا موخرا، انها كانت معركة فاشلة، لعدم توفر الكفاءة بين الجانبين، بين من كان يحكم بعلم ودارية وحكمة، ومن يريد ان يحكم بالصراخ والمبررات الواهية (النظام البائد.. الكيزان.. الدولة العميقة) وغيرها من المبررات التي تصب في خانة العجز وضعف امكانية الفعل.
ولعل ابلغ رسالة توبة، احسب انها لاتندرج تحت النصوحة، هي دعوة الاصم للامهات، بان امسكوا اولادكم، ولا تدفعوا بهم الي الشارع فيكفى ما قتلناهم لجني السراب، وفي سبيل الكذبة الكبري (حرية.. سلام.. عدالة) شعارات لا نصبر علي بعضها، وبعضها الاخر لا نقوي علي التعايش معه.
هل خروج الاصم بكل هذه الاعترافات والرجاءات هو مدخل لمهمة جديدة سيلعبها الاصم، ويكفي قدر طعام قحت على الارض، لرفع قدر اخر علي النار، لا يراهن الناس على جيد سبكه من عدمه.