الخرطوم : الراية نيوز
بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
المؤتمر الشعبي.. رمضاء الشورى..!!
من اخطاء التيارات، والجماعات الاسلامية في العالم، انها تكرس لبروز قيادات محدودة، مقارنة بالكم الهائل من الاشخاص الذين يشكلون منسوبيها، والذين ان استعرضت امكانياتهم، لوجدتها تفوق امكانيات القيادات المصنوعة، بقدر معلوم للوصول بهذه الحركات الي دائرة التفكير المغلقة، ومواطن صنع القرار ذات النزعة المتبنية، لا الفاعلة، ولا المؤثرة، لذا في الغالب ان غياب هذه القيادات يكشف ظهر هذه الحركات، والتيارات، ويجعلها في( الصقيعة) ، خاصة اذا ما ابتلاها الله بقيادات تجيد تقليد طريقة الحديث والتمظهر، وتفتقد الفكر، وتغيب عنها الفكرة، وترهق مؤسساتها ان وجدت، بادعاء المعرفة، وبينها وبين الحكمة ما بين السموات والارض
لماذا لا تشغل هذه الحركات والتيارات نفسها ببناء قادة المستقبل والذين يتعاقبون على ولاية امرها بطريقة سلسلة تجنبها الصراعات، والافعال التي لا تتماشي مع مبادئها الراسخة.
والمؤتمر الشعبي الذي اطلق على الشيخ الترابي امام الحريات، يقف اليوم عاجزا عن ممارسة الحرية، ما بين تيار يمثله الشباب وعدد لا يستهان به من الشيوخ يدعون لفتح باب الشوري ، في ظل حبس رئيسها والامين العام للحزب، استدراكا لمرحلة جديدة وواقع جديد، يجب الانفتاح نحوه، والتعامل معه بواقعية وعقلانية وتفصل في تموضع الحزب على مسرح السياسة المتحرك الان بسرعة كبيرة.
الا ان (اللمين) الذي اصبح امينا، وزمرة ممن يتبعونه، تخيفهم الشوري، وتقلق مضاجعهم، فينبرون محاربين لها، حتي تلتصق بهم مقولة شيخهم الترابي، كانما كانوا هم المعنيين بها حين قال : الجماعات الاسلامية يعلون من قيمة مبدأ الشوري في الخطاب، ويتنكرون لها في الممارسة.
والامين المكلف للشعبي، ومعه كمال عمر، كان الاجدر والاوفق لهما، ان يذهبا بساخن حديث الامس، الي ردهات الشوري بدلا من نشر الغسيل علي الملا.
الامين المكلف يبدو ان مهنته الامنية السابقة هي التي تحدد محور قوله، وفعله، فهو الذي تحدث في مناسبة المعايدة السابقة بانه ياتي بالمعلومة من تحت مخدة كرتى، وهو لا يدري ان كان كرتي ينام على حصير، ام على مقعد سيارته، او لا ينام اصلا،ولكنها عقدة ابراز العضلات.
فان كنت قادرا على فعل ذلك مع كرتي المتخفي، فكيف بالله عليك يا ضابط الامن العظيم، لا تدرك ان العسكر قد جندوا مجموعات من حزبك لصالح مشروعهم الانقلابي على حد زعمك، هل (مخدة) العسكر عصية، ام يرقد تحتها ثعبان.
وحينما تكون الفوارق عظيمة بين القادة السابقون ومن جاء بعدهم، فان الحال يصير الي ما ال اليه حال الشعبى الان.
رئيس الشوري من داخل المعتقل يبارك انعقاد الشوري، ويصدر فورمانا بقيامها، الا ان الامين المكلف المعتقل بالخوف، وما يمكن ان تسفر عنه الشوري، يضع لها المتاريس، وتصيبه لوثة سياسية تلحقه بقحت، فيجعل كل فعل يحدث داخل حزبه وراءه دولة كرتي العميقة.
شوري الشعبي في هذه المرحلة تتعدي الواجب الي الفروض، خاصة في ظل وجود امانة عامة لا تعبر عن اشواق، وتطلعان، غالبية اعضاء الحزب، لذا على الامين العام المكلف وزمرته ان يتخذوا طريقا الي الشوري، ويحافظوا على وحدة حزبهم، او يحرروا لانفسهم شهادة خروج بالشباك دون عودة، وفي ذلك ايضا خسارة في جسم الحزب فاي الطريقين يسلكه (اللمين) ومن معه..!!