الخرطوم :الرآية نيوز
تدابير الكفوات .. من سيصرخون إلى إنهم يشمتون !
👈🏽 مع بداية حكم نشطاء قحت كان هناك خط إعلامي يرتكز على فكرة أن الكيزان “سيصرخون”، بما سيصيبهم من دوس، وبما ستحققه حكومة قحت من إنجازات اقتصادية كبرى تغيطهم وتثبت فشلهم في إدارة موارد البلد .
👈🏽 ثم أتت حملة شكراً حمدوك بانجازاتها الوهمية، وكان الحديث عن “غيرة” الكيزان من هذه الانجازات ..
👈🏽 ومع بدايات الفشل أصبح معظم الحديث عن شماعة الدولة العميقة “المعطِّلة” .
👈🏽 ولما أصبح الفشل أكبر من أن تغطيه شماعة التعطيل بقصصها الركيكة انتقل الحديث إلى التركة الثقيلة الموروثة.
👈🏽 ولما أصبح الفشل أكثر وضوحاً ووصل إلى مرحلة العجز عن تسيير بعض مشروعات ومؤسسات “التركة” الموروثة، التفتوا إلى شركات الجيش وحملوها مسؤولية الفشل.
👈🏽 وعندما أصبح الفشل هو الحقيقة الكبرى التي لا تغطيها شماعة ولا غيرها، انتقلوا إلى فكرة أن الفشل جماعي ويشمل العسكر أيضاً .
👈🏽 وأخيراً انتقلوا إلى حملة جديدة تحت عنوان الكيزان يشمتون في الوطن الذي يئن ! أنظروا كم هم غير وطنيين .. وآخر مادة في هذه الحملة مقال متداول بكثرة لياسر زين العابدين المحامي بدأه بوصف الواقع شديد البؤس وختمه باستنكار ما زعمه من شماتة كيزانية .
أن تشكل إدانة الشماتة المزعومة خطاً إعلامياً رئيسياً يعني أول ما يعني أن مخزون الحجج والشماعات والأعلاف قد نفد ولم يبقَ هناك إلا الإدانة الأخلاقية للكيزان على حديثهم عن الفشل المعترف به، وهذا يعني أن القحيط في آخر وأضعف خط دفاع :
👈🏽 أولاً وقبل كل شئ يجب التأكيد على أن من يتم توعدهم بالدوس والصراخ، ومن يُقال لهم هناك إنجازات كبرى “ستغيظكم” وتبدأ حملات لإغاظتهم، لا يجوز أن يُلاموا إن شمتوا ( الشماتة الواحدة ست الاسم دي) في هذا المتوعد إذا رأوه يغرق في لجة الفشل .
👈🏽 ثانياً حتى لو صح أن هناك شماتة وحتى إن كانت تتم بطريقة مدانة، فلا مقارنة بين فاشلين يلاقي الشعب الويلات بسبب فشلهم، وبين شامتين في هؤلاء الفاشلين. لن تكون إدانة الشامتين أكبر إلا لدى معلوف بليد.
👈🏽 الكيزان كغيرهم من الناس يعانون من هذا الواقع البائس ويعانون في الحصول على الخبز والوقود والكهرباء والتعليم والصحة .. إلخ ومن حقهم أن ينتقدوا ويسخروا.
👈🏽 أن الحديث عن فشل الحكومة والسخرية منها لا يقوم به الكيزان وحدهم بل عامة الشعب ما عدا القلة المعلوفة، فما الذي يجعل انتقادات الجميع جائزة وانتقادات الكيزان شماتة مذمومة؟
👈🏽 أن أكبر شهادات الفشل “الذريع” أتت من داخل النظام، فهل البرهان وحميدتي والدقير والحزب الشيوعي شامتون ؟
👈🏽 أن معارضة الانقاذ كانت تنتقد التقصير وتسخر وترتكب الكثير من الفاولات في حملاتها الإعلامية ولم تكن ترى في ذلك شماتةً مذمومة.
👈🏽 معارضة الإنقاذ كانت تفعل ما يجب ربطه بالشماتة المذمومة.. كانت تحرض على العقوبات والحصار ومنع الإعانات وكانت تعتبر ذلك عملاً نضالياً مشروعاً، وكانت تفتخر بدورها في صناعة الأزمة الاقتصادية .
👈🏽 الفشل كبير جداً بحيث لا تصلح معه الشماتة الباردة المزعومة، فالوقت وقت اقتلاع الفشلة الذين باعوا كل المواقف والمبادئ للغرب فلا عبوراً حققوا ولا مبادئ حفظوا. وإن كان هناك إتهام للكيزان فهو عدم فاعليتهم في مواجهة هذا البؤس، قحت الفاشلة كانت أكثر فاعلية في مواجهة ظروف أقل سوءاً من الحالية .
إبراهيم عثمان