الخرطوم : الراية نيوز
العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب :
خطاب الكراهية
انتشر في الآونة الأخيرة في السودان ظاهرة خطاب الكراهية وسط المكونات المجتمعية المختلفة بعد كان المجتمع السوداني ينعم بالتراحم والتعاضد والتكاتف والايثار بعيد عن مفهوم القبلية والاثنية والجهوية ونجد ان الظاهرة تفاقمت موخرا بصورة مخيفة ومقلقة للجميع اسهمت في تفتيت اللحمة والوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع السوداني وادت الخطوة لانقشاع بؤر الصراع في أجزاء متفرقة من الوطن الحبيب ..ولم يستقيم الأمر فى محاولة بعض القوي السياسية لشيطنة القوات المسلحة بسبب تفاقم خطاب الكراهية دون وجه حق لاختلاف في الايدلوجيات بين القوات المسلحة وهذه القوي السياسية التي تعلو مصالحها علي مصالح الوطن الاخذ في الاعتبار أن القوات المسلحة التي يلتف منسوبيها حول هوية واحد وهي سر تماسكها مهم تكالب عليها الاعداء في الداخل والخارج في محاولة للنيل منها وهي تعمل وفق اولوياتها جاهدة لتماسك الوطن وحماية الأرض والعرض والناظر لتاريخ السودان الحديث يلاحظ استفحال خطاب الكراهية في السنوات الاخير لجهة ارتباطه بعلو نبرات الساسة وعدم وحدة الخطاب السياسي الأمر الذي يودي الي المشاكسات التي تعلي من شان القبيلة علي حساب المصالح العليا للوطن ويبرز خطاب الكراهية علي السطح بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها مراكز البحوث والدراسات في الجامعات في الموسسات العسكرية ومنظمات المجتمع المدني للحد من الظاهرة للحد من الظاهرة و رتق النسيج الإجتماعي في كافة المجتمع برفع الوعي والتثقيف عن مالات خطاب الكراهية وآثاره السالبة علي البلاد ومواردها البشرية والطبيعية.
ودرجت أكاديمية نميري العسكرية العليا علي اقامة ندوات تعبر عن الراهن بالبلاد حيث تناولت الندوة الاولي الندوة العلمية الأولى بعنوان”تاثير نظم الحكم في السودان على العلاقات العسكرية المدنية” وقد وجدت صداََ واسعاً وقبولا كبيرا من المشاركين لمعالجتها قضية هامة حيث اكدوا فيها على ضرورة الحكم الديمقراطي في البلاد وان القوات المسلحة ليس لها الرغبة في الحكم …. وها هى تقيم ندوتها المنهجية الثانية والتي تناولت موضوعا في غاية الأهمية الا وهو ” خطاب الكراهية وأثره على الاستقرار السياسي في السودان” لدورتي الدفاع الوطني رقم “34” والحرب العليا رقم “22” تحت شعار “من أجل وطن يسع الجميع ويسوده الاستقرار ”
بحضور دارسي دورة الدفاع العليا و الحرب العليا و نائب رئيس هيئة الأركان تدريب الفريق عبد الله البشير وعدد من قادة الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة و أساتذة الجامعات و مدراء مراكز الدراسات الذين عكفوا على تشخيص خطاب الكراهية في السودان متطرقين لاسبابه وانتشاره في المجتمع السوداني الذي كان يتميز بالتعايش السلمي والتداخل بين الولايات لدرجة حدوث اكتساب وتبادل ونقل للهجات بين المواطنين فى مناطق السودان المختلفة فضلا عن المصاهرة التي انتشرت خلال السنوات السابقة بصورة كبيرة… حيث أجمع عدد من الخبراء في الندوة على وجود تدخلات أجنبية بدأت تعبث بوحدة ولحمة النسيج الاجتماعي في السودان .كما تناولت الندوة الإستقرار السياسي في السودان خلال الحقب المختلفة كما أجمع المشاركون أن السودان لم يشهد استقرار سياسي منذا الاستقلال لوجود عدد من العوامل التي باتت تبرز للواقع السودان واسهمت في هذا التشظي والانقسمات والصراعات التي باتت تندلع في مناطق مختلفة من البلاد ووضعت الندوة عدد من التوصيات لعلها تكون بلسم شافي لأمراض الكراهية وعدد الاستقرار والتوافق علي الهوية ومشروع وطني واحد يسهم في التنمية السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل وطن واحد يسع… فالتحية لاكاديمية نميري لهذا المجهود الجبار و توفيقها في اختيار مواضيع تحتاج الوقوف عندها قبل ان تستفحل ويصعب معالجتها. كما ندعو جميع الوحدات ان تحزو حزو هذه الأكاديمية في اقامة ورش وندوات مستصحبين المكون المدني من خبراء واعلاميين وغيرهم حتي تنتشر هذه الورش على اوسع نطاق والخروج برؤية واضحة تسهم في حل كل مشاكل البلاد…
.
الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام