الخرطوم: الراية نيوز
بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
الجيش الى السكنات..!!
الكيد السياسى يصنع احيانا تحت اللاوعي، لانه حينها يكون مطلوبا لذاته، وليس وسيلة لبلوغ هدف معلوم، وصناعة الكيد السياسي بمثل هذه الطريقة، وبعقلية كهذه، تقود الي نتيجة صفرية، لانه ليس هنالك ما يمكن الوصول اليه من خلال صناعة هذا الكيد.
واحزاب قحت وهي ترفع شعاراتها الثلاثة التي تتصدرها لا تفاوض، كانت تمارس الكيد السياسي لذاته، وتسير في ذات اتجاه (تسقط بس) اذ انها لا تدرك ماذا بعد عدم التفاوض، وماذا بعد عودة الجيش الي الثكنات، لذلك حينما خرج البرهان بخطابه بعدم مشاركة الجيش في الحوار، اسقط في يد قحت، فملعب التفاوض اصبح واسعا، وقحت تعودت علي الضيق.
وقحت التى تسلطت علي رقاب الناس زهاء ثلاثة اعوام، لم يفوضها الشعب، وانما جاء بهم العسكر، تحت حمايته، وخصما علي سلطانه علي الفترة الانتقالية، وقحت تعلم ذلك جيدا، كما ان عرابها فولكر ممثل بعثة الأمم المتحدة في السودان يعلم ذلك ويدركه جيدا.
وهذا الفولكر، الذي يعمل جاهدا لعودة قحت، يدرك ان مخططه الذي رسم له، لا يتحقق الا تحت ظلال حكم قحت، لانه حينها يصبح هو الحاكم الفعلي، وقحت ادواته في بلوغ ما يريد، لذلك فان فولكر شعر بلدغة العقرب من خطاب البرهان، فاصدر بيانه، الذى اقل ما يوصف به، انه عويل الثكلى بعد فقد العزيز.
خطاب البرهان كان خطوة في وضع حد لمغامرات قحت ومزايداتها السياسية، وجعلها تقف لاول مرة امام المرأه لتعلم حجمها الحقيقى، لعلها تستفيق، او يعود لها رشدها، ان كانت من الراشدين.
وهاهو الجيش عاد الي الثكنات، كما تريد قحت، وتملا الافاق بذلك، فلماذا اصابت الدهشة قحت، ولماذا رفضت خطاب البرهان، واعتبرته مناورة سياسية، فقد فتح خطاب البرهان بوابة المدنية التي ظلت قحت تنادي بها منذ فجر التغيير الاول، فلماذا تبكي قحت.
الواقع ان قحت لم تكن الا كذبة كبيرة، وقع فيها شباب الثورة وصدقوها، ولم تكن يوما تحمل تطلعات هولاء الشباب بقدر ما انها، تبحث عن مصالحها في ايجاد مكانا لها في حكم البلاد، فعلي شباب المقاومة ان يستفيدوا من الدرس، فالمرحلة القادمة ان وعت لجان المقاومة، هي مرحلتهم، فالاحزاب منذ الاستقلال عجزت ان تتفق علي دستور دائم يحكم البلاد، فليس من المقبول عقلا ان تتوافق اليوم، فهذا مستحيل.
فلا مخرج بعد ذلك الا من خلال توحد لجان المقاومة، والجلوس مع العسكر، للوصول لحكومة كفاءات وطنية، تدير الفترة الانتقالية، وتذهب قحت وغيرها من الاحزاب لاعداد نفسها للانتخابات، والتي عندها تظهر الاوزان ولا يكون للبالونات وزنا هناك.