الخرطوم : الراية نيوز
محجوب فضل بدرى يكتب :
المتنبئ يشخص الحالة السودانية !!
-نتسقط أخبار الوطن من القادمين، ونتحدث اليهم كفاحا، اذ ان الوسائط، لا تشفى غليلا، ولا تصدق فى معظم الاحيان، وكل من نساله عن الحالة يجئ رده، الحالة صعبة، البلد انتهت، مافى أمل!! الى اخر ما فى قاموس الاحباط من عبارات!! يستوى فى ذلك، الثوار و(الفلول)، ومناهض الانقلاب!!، ومؤيده، والمنادى مدنياااوو، والقائل عسكرياااو، والدولة العميقة، والدولة المسطحة(بفتح الطاء، أوبكسرها، سيان)، واذا ألحفنا فى السؤال عن الحل، قد يقول أمثلهم طريقة، الحل فى قيام القيامة، لتحل مشاكل الدنيا كلها جملة واحدة، ومن ضمنها السودان !!
فلا نجد بدا من ترديد قصيدة المتنبئ:-
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى
صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ
وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى
وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا
حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى
وَقَد كانَ غَدَّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ
فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها
إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا
-ان من الشعر لحكمة، وان من البيان لسحرا، وقد بالغ الشاعر الكبير أحمد بن الحسين المتنبئ، فى وصف حاله بعد فراقه سيف الدولة الحمدانى، اذ يكفى حال المريض سوءا أن يرى علاجه فى الموت، فهل هذا هو الحل !!!!
-خاطب البرهان الأمة السودانية، واعلن انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار الذى تنظمه الآلية الثلاثية، بين الفرقاء، وطلب من المدنيين التوافق على تشكيل حكومة كفاءات مدنية مستقلة تدير الفترة الانتقالية، فازداد الموقف، ارتباكا على ارتباكه!! والشوارع بين القفل بالتتريس،شعبيا، او بالحاويات رسميا، واهو كلو تقفيل!! وصارت كلمات مثل الحوار، والتوافق، تثير السخرية وربما التقزز، ولانت قناة الحكومة حتى اصبحت مقارها هدفا سهلا لمشعلى الحرائق، والذى يمكن أن يطال القصر الرئاسى يوما،فقد هانت الزلابية، واصبح الموت المجانى، أو القتل على الهوية، أسهل من (القاء تحية) كما قال كمال الجزولى مبتهجا بمقتلة الانصار فى الجزيرة أبا و ودنوباوى، وممتنا لموسكو التى جعلت (مسح حد السيف بحد اللحية) ممكنا !!
وحتى يقيض الله لهذه الامة من يأخذ بيدها، ويضرب على يد الظالم، فسيظل الموت هو الدواء المتاح لحالة السودان المرضية المستعصية. وربنا يهون.