الخرطوم : الراية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
مقارنات ومطلوبات
▪️ لا أدري من أي قاع مظلم في النفس البشرية ينبع مقدار النزعة الإقصائية المطلوب ليصدق أحدنا أن الانتقال نحو الديمقراطية والحرية وتمثيل الشعب يقتضي الانتقال من الحوار الوطني الشامل الذي لا يقصي أحداً، ويستجدي حتى من أبى، إلى الحوار القحاطي الخاص الذي يقسم الأحزاب ما بين مستحق للدوس، ومستحق للإقصاء الكامل، ومستحق للإقصاء الجزئي، فيقصي بذلك الجميع إلا السفارات ومن أبى ( الشيوعي وواجهاته )، ..
▪️ لا أدري مقدار التشويه في الوعي المطلوب لسواقة شخص بسلاسة من تعظيم جناية الإنقاذ عليه بدعوى عدم وجود دعم للسلع أساساً، أو بدعوى تخفيضه بضع جنيهات، إلى تعظيم جنايتها على الاقتصاد بدعوى تشويهه بالدعومات الكبيرة .
▪️ ولا أدري معدل الجهل المطلوب لينتقل شخص من الغضب، مع قادة قحت، بسبب رفع الدولار الجمركي إلى ١٥ جنيهاً في عهد الإنقاذ، إلى الغضب، بأثر رجعي، معهم أيضاً، من “بدعة” الدولار الجمركي الإنقاذية، والاحتفال بإلغاء البدعة ليتضاعف ٣٠ ضعفاً ليبلغ ٤٥٠ جنيهاً .
▪️ ولا أدري معدل الغباء المطلوب للإيمان بصحة مقارنة حمدوك القائمة على قوله إنه باستجلاب البعثة الأممية ذات الصلاحيات في كل السودان، إنما يقلل من مستوى التدخل الأممي مقارنة مع اليوناميد بدارفور، التي كانت تحزم ما تبقى من حقائبها في ذلك الوقت .
▪️ ولا أدري مستوى المكابرة المطلوب ليرى الناس وجاهةً في قول وزير النفط القحاطي بأنه أتى لإنجاز مهمة وطنية تتمثل في “زيادة الانتاج بعد إصلاح الخراب الذي أحدثته الإنقاذ في قطاع النفط خلال ٣٠ عاماً ” .
▪️ولا أدري مستوى الجهل المطلوب ليغضب أحدنا من الإنقاذ، مع وزير الصحة أكرم التوم، عندما يفسر ندرة المواصلات وغلاء التعرفة ( في لايف مع الناشط شو تايم) بقوله ما معناه : ( طول عمرنا نعرف أن أزمة المواصلات تنحل في يوم واحد، وهي تتعقد الآن بسبب مالكي وسائل النقل المرتشين بواسطة الدولة العميقة عشان نحن ننشده وننشغل عن إنجازاتنا الكبيرة .. ونحن ما حنششده ليهم ) .
▪️ ولا أدري مستوى السلبطة المطلوب للإحساس بالفخر عند القحاطي وهو يستمع إلى محمد الفكي وهو يتفاخر بعد أقل من شهر من توليه المنصب بشفافيتهم بالإعلان عن العبور إلى الفضاء بإطلاق القمر الصناعي السوداني، ويعرِّض بعدم شفافية الإنقاذ التي كانت تخفي مثل إنجازها هذا ..
▪️ ولا أدري خلطة النقائص والقابليات المطلوبة ليغضب القحاطي، مع حركة “حق”، من “عبث الدولة العميقة”- والتعبير لحق في بيان رسمي – التي تزعم إنها سربت الخطاب الخاص بعلاج شقيقة وزير النقل “قبل اكتمال دائرته الإجرائية”، وليغضب مع
مدير الطيران المدني القحاطي، الذي شكا بدوره من عبث عميق سرَّب فاتورة إقامته المترفة في السلام روتانا ..
▪️ ولا أدري مقدار التفاعل بين الغباء واللاوطنية المطلوب ليرفع القحاطي رأسه بمقارنة أجراها خالد سلك تقول في خلاصتها : على عكس نظام قحت كان نظام الإنقاذ معزولاً لا ينفق الأجانب على مكتب رئيس وزرائه ..
▪️ ولا أدري معدل القابلية للسواقة المطلوب لإعجاب مواطن، ينتظر رفع معاناته، بفلسفة حمدوك الاقتصادية التي تقوم على فكرة إجباره – بالغلاء الطاحن – على ترك بعض أشكال التواصل الإجتماعي في عهد الإنقاذ التي يعتبرها حمدوك ترفية ..
إبراهيم عثمان