الخرطوم : الراية نيوز
علاء الدين محمد ابكر يكتب :
المدعية العامة في إسرائيل على هامان يا فرعون !
تدور أحداث المثّل ، على هامان يا فرعون ، في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، في عصر فرعون ، حيث قيلت تلك الجملة من وزيره هامان ، عندما منعوه من الدخول لمقابلة فرعون أكثر من مرة وكان ذلك للسبب الذي سيرد في القصة كالتالي .
فرعون وإدعاء الإلوهية :
كان فرعون يدعي الإلوهية ، ويتظاهر أمام الناس أنه هو الذي يخلق المخلوقات ، فكان إذا آتاه بعض كبار رعيته ليزوره يحتجب عنه بحجة أنه مرة يخلق غنماً ، ومرة يخلق إبلاً ، ومرة أخرى يخلق بقراً وهكذا ،كل ذلك كان ، إدعاءً يدعيه على نفسه ، ليرهب منه أبناء شعبه .
ادعاء فرعون بالانشغال :
وفي يوم من ذات الأيام ، دخل هامان على فرعون هذا ، فقام الحاجب بمنعه من الدخول ، بحجة أن فرعون مشغول بخلق الإبل ، وفي اليوم الثاني قابل الوزير هامان فرعون ، فعاتبه على منعه من الدخول في الأمس ..!!
فقال له فرعون : كنت مشغول البارحة بخلق الابل ، فالتفت إليه هامان باستغراب واستهجان قائلاً : على هامان يا فرعون ، فصارت جملته مثلاً ، تناقلته الأجيال ، ويضرب ذلك المثّل عندما يدعي أحداً أمراً بالكذب ، محاولاً خداع من يتحدث معه ، فيقال ذلك المثّل تأكيداً أن متلقي الكلام لم يصدقه ، بل وواثق من كذبه
وهذا ما ينطبق على اسرائيل والتي ورد عنها خبرًا عن “رد لحركة تحرير السودان ، جاء فيه أن مدير مكتب حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور بإسرائيل سابقًا، عبد المنعم مانديلا، على وصول رد مكتوب للطلب الذي تم تقديمه من قبل السودانيين باسرائيل للحكومة الإسرائيلية باعتقال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان حميدتي في حال وصوله لإسرائيل وبحسب الخبر فقد وافقت المدعية العامة في إسرائيل على “اتخاذ كافة الاجراءات المذكورة في الطلب ضد حميدتي في حال وصوله إلى إسرائيل وذلك وفقًا للقانون الإسرائيلي والقوانين الدولية الموقعة عليها من دولة إسرائيل”.
والخبر اذا كان صحيح او غير صحيح فانه لا يستحق الرد الرسمي وذلك يرجع الي سبب رئيسي وهو كيف يقوم الرجل الثاني في الدولة السودانية بزيارة رسمية إلى بلد لا تربطه مع السودان علاقات دبلوماسية اذا هو مجرد استهلاك اعلامي من شخص يريد لفت النظر الي امور انصرافية بتلميع نفسه وخاصة انه يحمل صفة ممثل سابق لحركة الاستاذ عبد الواحد محمد نور في اسرائيل و هذا ليس دفاع عن حميدتي ولكنه نقد لهذا التصريح الذي لن يخدم قضية دارفور العادلة وسبق وان طالبنا منذ سنوات بان تقوم المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في القضايا المتعلقة بالجرائم المرتكبة في دارفور سواء، كان ذلك بمثول المتهمين الصادرة في حقهم مذكرات بالقبض وهم معروفين لدي الجميع ومحاكمتهم في مقر المحكمة الجنائية في لاهاي او امام محاكم وطنية داخل السودان ولكن لعدم استقرار السودان سياسيا تعطلت العديد من القضايا من بينها موضوع المحكمة الجنائية
ان العدالة هي مقصد الجميع ولكن ان تاتي من اسرائيل الدولة الغير موقعة علي ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية فان ذلك يعد امر غريب فاسرائيل لديها صراع مع جيرانها العرب خاصة مع الفلسطينيين الذي يتهمونها بارتكاب جرائم قد تصل الى مستوي جرائم ضد الانسانية ولو كان خبر توقيف الجنرال حميدتي صادر من دولة محايدة لاماضي لها في الحروب او انتهاك حقوق الانسان كان يمكن ان يكون مقبول
اسرائيل في سبيل ان تكون دولة مقبولة في محيطها بذل ابناءه جهود كبيرة ومن بينها التواصل مع كل دولة تريد التطبيع والسلام معها وفي السودان كان النظام البائد يقف في خانة الدول العربية الممانعة للتطبيع مع اسرائيل ولكن بعد ثورة ديسمبر التي اطاحت بنظام الرئيس عمر البشير صارت هناك بوادر امل لقرب انتهاء القطيعة مع اسرائيل وبالفعل صادقت الحكومة الانتقالية علي قانون الغاء قرار مقاطعة اسرائيل، و من غرائب الأمور ان الجنرال محمد حمدان دقلو حميدتي التي تريد المدعية العامة الإسرائيلية القبض عليه كان من ضمن الحضور في جلسة مجلسي السيادة والوزراء التي اقرت الغاء قرار مقاطعة اسرائيل هو ذاته من ضمن الذين لعبوا دوراً مقدراً في الاطاحة بالنظام السابق الذي كان يقف في السابق ضد اي محاولة للتقرب من اسرائيل
ان جهود الجنرال حميدتي لاجل ارساء السلام في دارفور ظاهرة للعيان والعالم يتابع هذه الايام الجهود الكبيرة التي يقوم بها لاجل اكمال عملية المصالحات وبث السلم الاجتماعي وذلك بشاهدة المجتمع الدولي حيث اشاد ممثل الأمين العام الخاص و رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان(يونيتامس)، بجهود الجنرال حميدتي في ارساء قواعد السلام في دارفور وكذلك لم يتاخر تعليق الولايات المتحدة حيث قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي في تغريدة على تويتر: (لقد شجعت مبادرة قادة دارفور في غرب دارفور لدعم المصالحة المحلية والعودة الطوعية للنازحين وزيادة حماية الدولة وتعبئة الموارد لمساعدة ضحايا النزاعات) ووصفت مولي تخريج قوات حفظ الأمن، بالخطوة المهمة لحماية المدنيين. وأكدت وقوف واشنطن إلى جانب أهل دارفور والإلتزام بمساعدتهم على تحقيق السلام المستدام والمشاركة الكاملة في التحول الديمقراطي في السودان
ولو كان هناك عدل لمنح السيد الجنرال محمد حمدان دقلو جائزة نوبل للسلام علي جهوده على احلال السلام في السودان وجنوب السودان واستعادة ودعم الديمقراطية في المنطقة
اذا علي العقلاء في اسرائيل النظر بعين الاعتبار الي مسالة التطبيع مع السودان من منظور المصالح المشتركة وان تقف في مسافة واحدة من الجميع
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺