الخرطوم : الراية نيوز
علاء الدين محمد ابكر يكتب :
عندما كان الإعلاميين السودانيين في العالمية لم تكن لهذه الدول محطات بث اذاعي
في عام 1965، بدأت أول محطة إذاعية في قطر وفي عام 1969 تأسست إذاعة أبوظبي وفي العام 1953عمل الاديب العالمي الكبير الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقّى فيها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما وهذا دليل على ان السودان قد سبق العديد من الدول العربية في دنيا الاعلام واليوم بكل اسف لايعرف الكثير من السودانيين ان لهم ماضي كبير في الاعلام خاصة الجيل الحالي الذي انبهر من ظهور بعض الوجوه الاعلامية السودانيه في محطات عربية مثل قناة الحدث العربية وقناة اسكاي نيوز عربية وفي اعتقادي ان هذا الظهور عادي ولا يستحق كل هذه الانبهار فقد سبق هولاء عمالقة كبار من الادباء والكتاب والاعلاميين وصل بعضهم الي اذاعة القسم العربي في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي فكان صوت الراحل الاديب الطيب صالح يصدح في بي بي سي كما قلنا في مطلع المقال اضافة الي الاستاذ الراحل الاعلامي الكبير ايوب صديق الذي غالبه الشوق والحنين لتراب البلد عندما نطق هنا ام درمان بدلاً عن هنا لندن وهو في داخل القسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية ولكنه تدارك الموقف ببيت من الشعر منسوب إلى امير الشعراء احمد شوقي فقال وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي فكان درس في حب الوطن من اعلامي سوداني لجميع من يستمع الي هنا لندن.
لم تكن لندن هي المنبر الوحيد للطيور السودانية المهاجرة فكانت العديد من المحطات العربية شاهدة علي الابداع السوداني فكان الراحل حمدي بدر الدين خير سفير لنا وهو يتالق في اذاعة صوت امريكا
كان المواطن السوداني مستمع جيد لذلك من الصعب عليه قبول اي تعاطف مع الاصوات النشاز والسوداني يعشق الاصوات القوية التي تخرج الكلمات بكل وضوح وهنا ارتبطت الاخبار الهامة بشخصيات معينة تملك كاريزما في ايصال اهمية الحدث مثل الاستاذ عمر الجزلي اطال الله في أيامه والراحل محمد سليمان ضو البيت
لم يكن مستغرب ان تجد في في كل بيت سوداني جهاز راديو لمتابعة بث المحطات الاذاعية المحلية والعالمية فالسوداني مثقف وهو حريص علي الاستماع لجميع البرامج الاذاعية عكس مواطني العديد من الدول العربية التي تجهل حتي اسماء من يحكمون بلدانهم
ان التغيرات السياسية اثرت بشكل مبالغ فيه علي الاقتصاد السوداني الذي انهار وانهارت معه الثقافة والمعرفة والفن فتجد اليوم المواطن السوداني بعيد كل البعد عن الاستماع للاذاعة بسب الانشغال وراء البحث عن لقمة العيش ولا توجد مسارح او دور للسينما او حتي حدائق عامة لتزويد الروح بالحب والجمال
كان الله في عون البلاد وهي تعيش فترة صعبة من تاريخها
ولكن رغم ذلك يجب ان يعرف هذا الجيل بان بلادهم كان لها ماضي تليد في شتي المجالات خاصة في دنيا الاعلام في وقت لم تعرف العديد من الدول العربية انشاء المحطات الإذاعية الا بعد بعدنا بثلاثين عامًا
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺