الخرطوم: الرآية نيوز
بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
قحت.. شوفوا غيرها..!!
قحت حينما شعرت بانسداد الافق، وتراجع شعبيتها لما دون الصفر، فكرت في مسرحية جديدة تعيد بها انتاج نفسها من جديد ، فنصبت نفسها فيها المولف، و(السينارست)، والمخرج، ووزعت ادوار التمثيل لبعض فاقدي الموهبة فمثلوا بها، وجعلت دار المحامين مسرحا لعرض عملها الذي عرف بورشة تقييم المرحلة الانتقالية.
والغريب ان (قحت) بفعلها هذا كانما ارادت ان تقول بان الفترة الانتقالية قد انتهت بذهاب حكومتها، وارسلت في تقييمها بعض اوراق كورق الشجر المتساقط في الشتاء، ثم خلصت كل هذا الورشة الي حقيقتان، الحقيقية الاولي هي فشل قحت في ادارة حكم البلاد، وكانت هذه نتيجة متاخرة، فالشعب علمها، وادركها، وتعامل معها، منذ الشهر الاول لبلوغ قحت السلطة في البلاد، والثانية ان قحت لم تكن سنة اولي حكم بل كانت دون ذلك، والحقيقتان رمت بهما قحت علي طاولة ورشة التقييم من باب الحق الذي اريد به باطلا.
قحت صنعت الورشة، وما بداخل الورشة، لتقول للشارع انها تمارس جلد الذات، وانها في سبيل ذلك تعترف بكل الاخطاء التي هي يقين عند اهل السودان، ولكنها تلعب (بلوتيكا) حينما تقر بالفشل وتقدم اعتذارا ذو غرض لشعب السودان، عن سوء فترة حكمهم،فما صدقهم احد، الا ان الغريب في الامر انهم صدقوا انفسهم، وتوهموا ان كل هذا ( الاسكتش) قد ادي رسالته، والتي هي قبول الشارع بعودة قحت بعد هذا الاعتراف.
وما صبر القوم، لقراءة ردة فعل الشارع تجاه مخرجات الورشة، فنزلت كل قيادات القحت الي الشارع (وحدث ما حدث) فما بلغ منهم احد رشدا، او قليل من الحكمة، فارتكبوا الخطأ الذي ظل يلازمهم، برد ما حدث لهم للفلول، فانكشفت اخر سوءاتهم امام الشارع فخرجوا من لعبةالسياسة (بسيك في قبولهم).
فقحت حينما ذهبت لورشتها في دار المحامين كانت تريد ان تخلع جلدها لتقول للشارع انما انا قحت اخري، ولكن الشارع كان يعلم ان تغيير جلد الثعبان لا يعني انه ابو القدح.