الخرطوم: الرآية نيوز
عبرت الحركة الاسلامية في السودان، في بيان لها اليوم الاثنين اطلعت عليه (الرآية نيوز) عن انتصارها و عودتها بقوة إلى محاضن المجتمع، بعد أن تخطت المحن بصلابتها وتماسكها شاكرة الله تعالى على المنح.
وأكدت الحركة على تجاوزها بفضل الله المحن و وهاهي تعود بقوةٍ الي محاضنها في المجتمع ، ومواقفها في المدافعة عن الحق وأهله ، وصمودها في وجه من وصفتهم باعداء الله والوطن والعُملاء والمأجورين.
الذين يسوقون البلاد كل يوم من فشل الي فشل .. لا يأبهون بعيش المواطن بل يعبرون به من حالة الكفاف الي حالة العوز والمهانة ، لا يسمعون صوت الضعفاء ولا أنين المساكين واصحاب الحاجات. (وفق البيان).
وتورد (الرآية نيوز) نص البيان كاملا فيما يلي:
رسالة الامين العام
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) ﴾.
إخواني وأخواتي في الحركة الاسلامية السودانية ،،
السلام عليكم ورحمة الله..
لقد ظلت حركتكم تحمل صفاء قلوب اهل السودان وتستمد من عزيمتهم التي لا تلين وصبرهم الذي لا ينفد معالم يومكم ،، وانتم شهودٌ علي اصطفاف الحق واهله وتراكمِ الخبيث واهله ..
فرغم ما تتعرض له الحركة من كيدٍ وتهديدٍ ومطاردةٍ واعتقال لاخوةٍ كرماءَ وقادةٍ شرفاء، فكّ الله اسرهم وفرّج كربتهم ، ما زالت علي العهد يداً واحدة و صفاً واحدا ، تشق طريقها بقوةٍ وثبات رغم وعورة الطريق ، وتتجاوز محطاتِ الابتلاء بفضل الله ومن بعده صدقِكم واخلاصِكم ، تجتمع علي الحق و تبسط الشورى ، وقد تجاوزت بفضل الله المحن وتشكر الله تعالى علي المنح ، وهاهي تعود عبركم بقوةٍ الي محاضنها في المجتمع ، ومواقفها في المدافعة عن الحق وأهله ، وصمودها في وجه اعداء الله والوطن والعُملاء والمأجورين الذين يسوقون البلاد كل يوم من فشل الي فشل .. لا يأبهون بعيش المواطن بل يعبرون به من حالة الكفاف الي حالة العوز والمهانة ، لا يسمعون صوت الضعفاء ولا أنين المساكين واصحاب الحاجات ..
عمدوا الي تخريب الاقتصاد وتشريد العمالة وتمزيق المجتمع وتدمير التعليم وتخريب مرافق الصحة بعد ان استهدفوا عقيدةَ الأمةِ وأخلاقها .
ولأنّ حالة الجوع مرادفةٌ لحالة الخوف ، فقد انهار الأمن حتى انعدمت الطمأنينة في العاصمة مركزِ الحكم وواجهةِ الدولة .. وانتشرت حالاتٌ دخيلة علي البلاد مثل الخطف والنهب والترويع والابتزاز ، وامتدت الحالة لتصل الي ولايات كانت في السابق آمنة مطمئنة ، وانتشرت المواجهات القبلية حتى أودت بحياة المئات من المواطنين ، وانكشف ظهر البلاد حتي طمع فيها الطامعون واصبح المهدد الامني الذي يكاد يعصف بسيادة البلاد وحرمة اراضيها ماثلاً وشاخصاً في كل زمانٍ ومكان .
و في هذا المقام نذكر انفسنا بواجبنا تجاه بلادنا وارضنا وشعبنا السوداني الكريم ، فالحركة الاسلامية وكالعهد بها ظلت دوماً مبادرة في طرحها قويةً في فكرها ، مخلصةً في سعيها ، وثّابةً لاحقاق الحق وإبطال الباطل ، ترتب اولوياتها وفق خططها المُحكمة وتدبيرها المستمد من التوكل علي الله سنداً ومرجعا ..
إنّ وحدةَ البلاد و امنَها ، وكرامةَ شعبها تظلُّ من أولويات هذه المرحلة الحرجة من عمر البلاد وقد تداعى عليها العدوان من الداخل بالتآمر والكيد والتخذيل و من الخارج على جبهة الشرق من حلفاء الخونة والمخذلين الذين تسللوا إلى مركز السلطة والإعلام ..
إن الحركة الاسلامية لن تتوانى في بذل الجهد لحماية الارض وصيانة الإستقلال ، تنفُرُ ولا تُسْتَنْفَر ، فالجاهزية عند عضويتها تربيةٌ ومنهجٌ في الحياة ، والوقوفُ مع حماة الوطن واجبٌ وليس فضلاً ..
هي مدرسة الجهاد ومحضن الشهداء ، انطلقت منذ تأسيسها على نهج حماية الدين والوطن والذود عن الحمى ، تقدّمت الصفوف ، فقد ترك المجاهدون وظائفهم ومدارسَهم وجامعاتِهم وتسابقوا من كل فج لاعلاء راية الجهاد ذودًا عن الدين والوطن ، يقاتلون بثبات ضد التدخل الاجنبي العَلماني الذي اراد ان يطمس هوية البلاد وأهلها ،، فقد نجزتم إلى الصفوف الامامية وجاهدتم في سبيل الله واحتسبتم آلاف الشهداء في كلّ صَقْعٍ من اطراف البلاد ..
وها انتم اليوم شهودٌ علي صعود ارواحٍ طاهرة من اخوتكم الذين افضَوْا إلى ربِّهم وما بدلوا تبديلا وثبتوا علي الحق قولاً وفعلا ، يحدو ركبَهم المجاهدُ المحتسب الشهيد باذن الله جعفر بانقا الطيب .. ذلكم الامير القائد القدوة الذي لم يترك عذرا لاحد بعده في الصدع بكلمة الحق ، وإبطال الباطل ، يجاهد بقوةِ الكلمة بعد السِّنان ، عاش بيننا قويا ، صبوحاً بشوشاً لا يخاف في الله لومة لائم ، جسّد بمسيرته في الدنيا أنموذجاً يُقتَدَى به ،،، نسأل اللهَ تعالى له ولهم جميعاً ِالقبولَ ولنا من بعدهم الصبرَ والثبات ..
ايها الاخوة الشرفاء
هاهم اخوتكم ورفقاء دربكم يمضون الي الله بثبات .. حملتهم اشواقهم للجهاد في سبيل الله .. والسعيِ لبناء دولة الحق والعدل فبذلوا ارواحهم دون ذلك ، حلموا بالسودان البلد القوي والمواطنِ السوداني العزيز ، والرايةِ العاليةِ التي تحمل قيم الاسلام خفاقةً لا تُنكّسها الابتلاءات ، تركونا من خلفهم و في اعناقنا عهدٌ وبيعة . احتضنتهم ترُبة الوطن الشريفه لينبتَ غرسهم ولو بعد حين ……. سلكوا طريقاً عرفوه ، وأرسَوْا زواياه بأجسادهم الطاهرة .. وآن الاوان لكم ان تواصلوا المسير مجتمعين على الحقِّ وتحت راية ذات الدعوة التي جاهدتم في سبيلها ،، لا يمنعكم اجتهادٌ سابق سلكتم به سبُلاً مختلفة أن تعودوا اليوم لمواقعكم على جبل الرماة وعلى ذات درب الإخاء في الله ، والجهادِ في سبيله ،،
فدُعاة الباطل صاروا اقرب اليكم من ذي قبل وأنتم دُعاةُ الحقِّ لكم سبقٌ و تجربة.. وقبل هذا وذاك عهدٌ موثقٌ بالدماء مع إخوةٍ صدقوا فسبقوا .. يستبشرون بكم مِن خلفهم ألّا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون ..
فاللهَ اللهَ أن يُخلَصَ لدينكم و وطنكم ودعوتِكم وفيكم عين تطرِف ..
فلتنهضوا لنُصرة الحق وقهرِ الباطل وإصلاح حال البلاد وأهلها
ولتتسابقوا في طريق الخيرات .. وتتحدَ صفوفكم وتجتمعَ كلمتكم وتتوحدَ ارادتكم وتتحركَ كوامنُ قوتكم في اقتلاع الباطل دونما تردد ..
ولتتكاتفْ سواعدكم وتعلو اياديكم في خدمة المجتمع وصيانةِ كرامته وسدِّ حاجته ونجدةِ ملهوفِهِ مع المحافظةِ علي ارثه الطيب وسقْيِ غرسه المثمرِ باذن الله ..من الفضائل وكريمِ الاعمالِ والاقوال .. ولتستبشروا خيراً، فوعدُ اللهِ فينا باقٍ بإذنه تعالى( ولَيّنصرَنّ اللهُ من ينصره )..
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوكم : علي احمد كرتي – الامين العام المكلف
الاثنين ٢٥ يناير٢٠٢١م