الخرطوم : الراية نيوز
الشعراني الكباشي المحامى يكتب :
المبادرة البدرية… طوق نجاة السودان
فى كل بلاد الدنيا يوجد الحكماء والمصلحين وأهل الحل والعقد صناعا للحياة والخير والجمال وبلادنا هذه الحلوة الجميلة فيها من مثل ما ذكرنا الكثير على طول تأريخها الطارف والتليد رجال عمروا هذه الأرض وحافظوا عليها وحفظوها بما حفظ الله ولم يكن الخليفة الطيب الجد ود بدر آخرهم ولن يكون مثل هؤلاء الرجال يطلعون كما الشموس وكما البدور وقد اختصهم الله وسخرهم للمشي في أرضه يبثون الجمال والخير والسلام يطعمون الطعام ويفشون السلام والأمن والأمان حتى تستقيم الحياة وتسير كما شاءالله فالله جل في علاه لم يخلق الخلق إلا ليعبدوه ويعمروا الأرض التى استعمرهم فيها لم يخلقهم ليقتتلوا أو ليعلوا بعضهم فوق البعض…. الخليفة الطيب الجد سليل الدوحة البدرية وهذه السلالة الطاهرة وهذا البيت المبارك ركن من أركان الهداية والدعوة ويكفى نار القرآن الكريم ونوره الذى يشع من ام ضوا بان لينير كل الدنيا وليس السودان وحده… والخليفة الطيب أمد الله فى عمره حكيم زمانه ورث الحكمة من جده العبيد و بدر وإن شئت قل العبيد ود ريا
وأهلنا المتصوفة عندما تدلهم الخطوب وتأخذ الأزمات بعضها برقاب بعض يدعون:(يا أزمة اشتدي تنفرجي) ذلك لادراكهم أن انبلاج الفجر يخرج من دياجر الظلام وان ما من ضيق إلا وبعده الفرج…. والخليفة الطيب خرج فى الزمن والمكان المناسبين وهو مؤهل بإرثه وبنفسه ليخرج هذه الأرض الطيبة وأهلها من الوهدة والشدة والأزمة التى أدخلها فيها بعض من حمقى واشباه وعملاء وأعداء يتربصون بالوطن والأهل الدوائر….. استطيع ان ادعى بحق وصدق معرفتي اللصيقة بصاحب المبادرة فقد جمعتنا سنين الغربة على أرض قطر تلك البقعة الطيبة إنساناً وتربة.. فى العام 1992 هبط الرجل القاضى العالم وبرفقته صديقه ورفيقه القاضى العالم الصديق محمد عبدالله عليه الرحمة والرضوان هبطا أرض قطر منتدبين من قضاء السودان كخبيرين لإصلاح القضاء الشرعى فيها ولم ينتدبا كقضاة أحكام فقط وفى ذاك الزمان كان القضاء الشرعى في قطر يتبع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فكان للرجل بما يملك من علم ومعرفة أكاديمية كان من اؤلئك الذين اتقوا الله فعلمهم من العلوم اللدنية فقام بمعية رفيقه بعمل مشهود أصبحت صفحة فى تأريخ قطر الحديث وبعد تنقيح ومراجعة قانون الأحوال الشخصية أدوا دورهم فى إصلاح النظام القضائي القطرى برمته حيث تم دمج القضاء الشرعى مع ما كان يعرف بالمحاكم العدلية والتى كان تضم القسمين المدنى والجنائ وتلك كان على رأسها مولانا القاضى العلم الفاتح عووضة وكان بدرجة وزير عدل…
لم يكتفى صاحب المبادرة بأداء الأمانة المهنية لكنه ظل يجوب المساجد والمنتديات محاضرا وواعظا ومعلما وكنا نستمتع بالدروس التى يقيمها في داره يخص بها السودانيين….هو أكثر المؤهلين لإخراج البلاد وأهلها من جحر الضب ونفق الظلام والحيرة… ستمضى المبادرة نحو غايتها بأذن الله وذلك بما يصحبها من صدق النوايا والإخلاص فقد التف حولها جل أهل السودان وخاصمها من ابا وما اؤلئك إلا شرذمة قليلون سنعود للرد على ترهاتهم وخبثهم فى هذا المكان بإذن الله….
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.