الخرطوم : الراية نيوز
محجوب فضل بدرى يكتب :
طريت (بربر)، طريت خيرها وخريرها !!
– الحديث عن بربر، او القوز، أو المخيرف-وكلها من أسماء بربر-حديث ذو شجون، هل نتحدث عن (دار) بربر الممتدة من الشلال الخامس، وحتى ملتقى نهر عطبرة، ويحكمها مك الميرفاب، وحاضرتها مدينة بربر !! ام نتحدث عن بربر المركز التجارى الهام، وملتقى القوافل بين مصر وسواكن-ومن ثم الحجاز-وشندى ودنقلا!! أم نتحدث عن بربر عاصمة المديرية، من حدود دنقلا، وحتى حدود الخرطوم!! مدينة بكل هذه الأهمية التاريخية، والسياسية، والاداراية، والتاريخية، اجتاحتها السيول، وجرفت المنازل والاسواق، وهذه من أقدار المولى عز وجل التى لا راد لها. ولكن لا أثر لأى جهود من السلطات لدرء تلك الآثار الكارثية!!
-بربر مركز الميرفاب اهل الصولة والجولة، والشدة والبأس، من منا لم يسمع بالأرباب ايوب بيه(اللبيه) عبدالماجد ابو لكيلك،(الارباب ناظر القسم)؟ وحزمه وحسمه فى ادارة ذلك الاقليم الشاسع المتنوع.
– ومن منا لم يطرب للفنان الفريد عبد العزيز محمد داؤود، او لم يسمع أشعار ابراهيم ود الفراش، وهو يتغنى ببربر، طريت بربر طريت خيرها وخريرها، طريت الميضنة القبل الجزيرة، طريت ابل العبابدة البى خبيرها؟ او وهو يقول، قام بى كندى، يجابد فى الرسن خات راسو عندى، مجموع الحجاز من دوماتو يندى، حضر فى القوز مشاط بت الافندى، والقوز هى بربر. ومن منا لم يعشق مدح النبى، وحاج الماحى يقول يا المختار شروق (الباك) والباك وادى شهير يقع بين بربر وسواكن، تسلكه القوافل فى طريقها الى الحجاز، وقد اشتهر بعذوبة ماء اباره، او لم يسمع مدحة (الجريدة) يابلد الرسول فوقك بجر القافية، وقد نظمها ود الفراش، ومن منا لم يعرض فى اغنية عرش دود مراقد السار، ليهو المو فشار، خايلة الملكة فوق مختار، ومختار ود رحمة من مكوك الميرفاب. وما أدراك ما الميرفاب!!
– سيعجز اى كاتب او مؤرخ عن الاحاطة باعلام ومعالم بربر، مهما اوتى من سعة اطلاع، كتابة او مشافهة، ويكفى بربر فخرا، انها موطن الشيخ عبدالله الشيخ البدرى مؤسس جامعة البدرى،(الشئ العجيب شرق القضيب) بعد ما كانت المنطقة شرق القضيب قاعا صفصفا!! انه الفتح والتوقيق الالهى، مضافا لما عند اهل بربر، من صدق العزم، وصفاء الذهن، وبراعة الابتكار،
-السودان كله مدين لبربر، فى مائدته، وعلمه، وفنه، وثقافته، وتجارته، و(رجالته) وتاريخه طارفه وتليده. كبار رجال المال والأعمال والمصارف، من بربر، من لدن مهدى الفكى، وحتى عبدالرحمن حسن. ورجال السياسة من بربر، بارك الله فى ايام الشيخ احمد عبدالرحمن محمد.
-واليوم يا أبناء السودان جمعاء بربر تناديكم، بل نحن نناديكم، فاهل بربر لا يصرخون، ويكفى ان اللبيه وهو طريح الفراش، وقد اشتعلت النار فى غرفته، حتى امسكت النار فى ثيابه وفراشه، فراها اهل البيت، وسارعوا الى انقاده، وعندما سألوه لم لم تنادى علينا؟ قال ( افو !!).