الخرطوم : الراية نيوز
محمد أبوزيد كروم يكتب :
نداء أهل السودان.. هنا السودان..
ليس هنالك ما يستدعي ابراز أو استدعاء انتصار في محفل اليوم التاريخي مبادرة نداء السودان في جلستها الافتتاحية للمائدة المستديرة والتي قالت بوضوح هنا أهل السودان هنا السودان في قاعة الصداقة بقلب الخرطوم ..
فقد اجتمع غالبية أهل السودان ولن نقول جميعهم وتداعوا تلبية لدعوة الشيخ الجليل الطيب الجد لانقاذ السودان بعد الضياع الكبير الذي شهده خلال السنوات الأربع الأخيرة..
مبادرة جادة وحقيقية وقف خلفها شيخ كبير في السن والعلم لا يرجو سلطة ولا حكم ولا منصبا ولا جاه.. فقط يأمل ألا ينهار السودان كحال الكبار .. وقف خلف الشيخ الجد رجل واضح الخطاب والوجهة والتوجه الشيخ هاشم قريب الله رئيس الآلية التنفيذية للمبادرة والذي قدم جهدا كبيراً ووفيراً كواحد من ابناء السودان البررة وكذلك من الشباب الأوفياء لوطنهم ومبادئهم المهندس هشام الشواني .. وخلفهم كذلك رجال في لجان المبادرة واجسامها من القوى السياسية والمجتمعية المختلفة فبورك فيهم جميعاً..
لم يكن السودان بخير ولم يخرج حتى اللحظة من مرحلة الخطر المحدق ..ولكن اليوم اثبت أن السودان ليس بذلك الهوان والضياع كما ظهر خلال السنوات الأخيرة.. فقد كان السودان وكأنه يتيم مسكين لا وجيع له يتلاعب به وفيه السفراء والعملاء والوكلاء والخونة من أبنائه دون حسيب أو رقيب.. حتى ظن الظانون أنه بلد هوان وكسير .. قبل صحوة اليوم في قاعة الصداقة وما سبقها من يقظة كان مكانها ام ضواً بان حيث الشيخ الطيب الجد..
هنالك قوى سياسية أخرى تحسب أن السودان وقع لها في عطاء بعد الحادي عشر من ابريل وبعد التاسع عشر من أغسطس حين توقيع الوثيقة الدستورية مع العسكريين لذلك لن يستوعب هؤلاء هبة أهل السودان الذين استدعتهم الاستفزازات الكبيرة وضياع السودان امام اعينهم ليكونوا اليوم بقاعة الصداقة ..
في الجهة الأخرى هنالك العسكريين ولهم حساباتهم ومخاوفهم وهم جزء من الأزمة وكذلك جزء من أي حل قادم وجرب هؤلاء العسكر مع الفصيل الأخر كل شيء من الشراكة والمشاكسة وحتى الانسحاب من العملية السياسية في خطاب البرهان الأخير كخيار مجبر لا مخير ..وأمامهم الفرصة الآن لإصلاح الخطأ التاريخي أو الذهاب إلى المجهول!!
في الجهة الثالثة سفراء دول ومبعوثين كفولكر وغيره حشروا انوفهم في كل صغيرة وكبيرة ومع ذلك يحمد لهم أنهم تفاعلوا مع مبادرة أهل السودان ونرجو أن يمضوا للأمام مع أهل البلد فالحقائق امامهم واضحة والجموع حاشدة والصلاة قائمة..
الرسالة اليوم هي أن أهل السودان اجتمعوا ولن ينفضوا بعدها أبداً فالقضية وطن فهؤلاء لم تجمعهم جماعة أوحزب فكيف لجماعة أو حزب أن تجمع كل هذا العدد وكل هذه الاختلافات إذن الأمر محسوم..
– الرسالة المرسلة اليوم للداخل والخارج هي أن هذا الصف الكبير لن يفرط في هذه البلاد ولا حكم في هذا البلد إلا بالانتخابات.. والرأي والشورى للأغلبية.. فهيا للوفاق والاتفاق..