الخرطوم : الراية نيوز
إسحق أحمد فضل الله يكتب :
أطول يوم في تاريخ العالم
….. أطول يوم في تاريخ السودان…
وأطول يوم في تاريخ العالم…. هو إسم الرواية التي سجلت
دخول لينين …. موسكو…
وأطول يوم في تاريخ السودان.. هو يوم السبت الأخير في قاعة الصداقة
ويوم لينين يبدل العالم بعنف….
ولينين يعدم الملايين.. ويعدم من صنعوا الأمر معه
وطبيعة الناس هناك…. طبيعة الشيوعي المعروفة… تصنع هذا
لتغيير كامل
والثلاثون.. أو الأربعون الذين صنعوا مع الجد يوم السودان لهم طبيعة ما يرسمها هو.. لحظة صغيرة
لحظة خروجهم من غرفة كبار الزوار متجهين إلى القاعة للقاء الحشد
فالذين كانوا في الحجرة كل منهم يطلب من الآخر أن يتقدَّمه.. ويكون هو أول من يتلقى التحية الهائلة من الحشد في القاعة
والأسماء بعضها هناك هو
مبارك الفاضل…. و
احمد بلال… و
أبو قردة… و
سیسی… و
عبد الرحمن الصادق… و.. و
والقائمة الطويلة.. طويلة
والنظار كان منهم
ناظر البطاحين… طلحة
والمك عجيب….. الجموعية
ونمر… الهواوير
والحشد…. الحشد.. من الإدارات الأهلية…
وصاحب البيت الذي يمر به أومـاك.. يزوره فولكر تحت الليل.. ليمنعه
بعد أن إتصل سفير بسفير لمنع الرجل
لكن الذين تخلفوا لم يشعر بغيابهم أحـد… فقد كان الحشد هائلا.. والسفارات لم يتخلَّف منها إلا سفارة.. واحدة…. وهي السفارة التي صنعت قحت… والتي يقول سفيرها قبل عام
: من يحكم الخرطوم.. هو…. أنا….
………..
ومثلما كانت طبيعة الشيوعي السوفييتي تعمل بطبيعتها الدموية الكاسرة في الإتحاد السوفييتي كانت طبيعة السودانيين تصنع ثقافة مدهشة
والثقافة السودانية/ التي يجعلها الدين صادقة…. حتى لو كانت مخطئة/ طبيعة كانت.. تخرج بوجهها الحقيقي نهار السبت
فالمبادرة… صوفية
وأنصار السنة يرفضون الإسلام الصوفي.. ويعتبرونه كفراً
وآخرون يضربون الأجراس.. ضد أنصار السنة باعتبار أن إسلامهم…. مثل إسلام الصوفية…. ليس إسلاما..
والتمايز العنيف هذا يصبح هو ذاته الفهم السوداني / الواسع
الفهم للإسلام/ حين يحدِّث الجميع الناس عن أن
: الإسلام.. يقبل هذا.. وهذا
…ولو … تدرجاً….
والقبول الرائع هذا يجعل الشيوعي يعزي أنصار السنة الذي ابتلعتهم الصوفية…. ويعزي الصوفية الذين ابتلعهم الكيزان..
.،………
لكن وجه السودان يطل بصورة أروع أمس.. حين يقف دكتور هاشم.. على المنصة ليقدِّم توصيات اللجان…
والتوصيات المدهشة هي التي حملتها المواقع أمس.. وتحملها الصحف اليوم
و التي هي
(1) إطلاق سراح البشير ومن معه ( وكان يمكن أن نقول إن التوصية هي… إطلاق سراح المعتقلين…. لكن جملة… إطلاق سراح البشير…. جملة لها مذاق)
(2) ثم ثمانية عشر شهرا.. بعدها انتخابات
والإعداد للانتخابات يتم في بطن العام ونصف العام هذا
ثم…. دستور يزاوج بين اتفاق جوبا.. ودستور ٢٠٠٥
ثم مفوضية تتسلم ملفات الفساد… وتبدأ العمل العنيف..
وتنظيف المجتمع
والتوصيات نعود إليها.. واحدة واحدة.. فالأكوام تغرقها
وكأن التنفيذ كان يبدأ…. فالتوصيات يسبقها.. ويقاطعها الحشد بالهتاف الغاضب… الغاضب… الغاضب
الذي يطلب
طرد سفير الدولة التي ظلت تبذل كل الجهد الهائل لهدم السودان …
و الناس بدأت ….
والناس نلقاهم غداَ.. والأيام القادمة…. الأيام التي تصنع الآن السودان الجديد