الخرطوم : الراية نيوز
الجراب
الشعراني الكباشي المحامى يكتب :
قحت…. هل من عودة بعد أن ارمت؟
اكتب اليوم من وحى ما خطه يراع الأخ إبراهيم الشيخ والروح الوثابة الواضحة من بين ثنايا حروفه… أقول ابتداءً أني لا أعرف الأخ إبراهيم معرفة شخصية ولم تجمعني به الأقدار يوماً فمعرفتي به مثل معرفة الكثيرين كرجل قدم نفسه للعمل العام وظن وليس كل الظن إثم أنه يستطيع أن يقدم لوطنه وأهله مايعينهم على بعض حياة كريمة يستحقونها ولا أقول أنه قد تنكب الطريق المفضي إلى ذلك لكنه لم يركب المركب الصحيح (ليعبر اولينتصر) ولم أكن ساحرا ولامتنبئا عندما كانت تأتى سيرته فى مجالس السودانيين وكلنا سياسيون بالميلاد وحين يدور السؤال الحائر عن ليس من بين آل قحت رجل رشيد كنت اقول ان هذا الإبراهيم سيكون رشيد هذه الظاهرة التى ظهرت فى سوح هذا الوطن الجريح كنت اقول ذلك بصدق ولم يخب حدسى فها هو إبراهيم يغادر محطة اركان النقاش التى ظلت تدور فيها قحت وما برحت حتى أصابت بسمومها وخطاب الكراهية والانتقام والانانية المفرطة أجواء الوطن كله فقتلت نفسها أولاً ثم احرقتها بنيران الهتاف الاجوف وتمجيد اللساتك (المجد للساتك ولمن أحرق اللساتك واشتعل) ولكن قحت أحرقت بتلك النيران نفسها كما يفعل الهندوس بجثث موتاهم خصوصاً وأن قحت فى بداية عهد سلطتها الكذوب اجهدت نفسها فى البحث عن الوثنيين بما فيهم من هندوس ومجوس الأمل والرجاء يبقى دائماً في الله أن يحى عظام قحت الترميم فهو وحده تعالى القادر على ذلك وان يبث فيهم ذات الروح التى بثها فى عبده ابراهيم الشيخ والذى خرج من بين ركام الأربعة الطويلة ونرجو أن يكون قائداً ومرشدا رشيدا يسوقهم إلى الجلوس لكلمة سواء تجمع بين أهل السودان جميعاً بلا إقصاء ولا تباغض ولا كراهية اخوانا على مائدة متقابلين فلتكن مستديرة أو مستطيلة اوعلي اي شكل هندسية شريطة أن يأتى الجميع بقلوب سليمة ونوايا صادقة وعزم اكيد يبتغون وجه الله والوطن لإطفاء حريق إن تركوه مشتعلا وهم يتفرجون فسيكون حريقا لا يبقى ولا يذر ولا يعفى احدا فلا عاصم إلا التراضى والقبول وبذل المحبة وصفاء النفوس من شحها وادرانها ذلك أو يقال كان هنا بلد إسمه السودان….
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.