الخرطوم : الراية نيوز
محجوب فضل بدرى يكتب :
زهجة ناس المناقل !!
-أتفهم موقف ناس المناقل من وفد تغطية تلفزيون السودان، وأتعاطف فى ذات الوقت مع ناس التلفزيون، الذين تعرضوا لموقف محرج جدا، وغير متوقع، من أناس أشتهروا باكرام الضيف!!
-لكن على قول اهلنا الكردافة:-(الدبرة فى الجواد، يجيبوا الحمار يكووه)!! -والدبرة بالفتح هى جرح لايبرأ على ظهر الدابة بسبب السرج أوالحمولة-الناس فى المناقل، وفى سائر أنحاء السودان (زهجانين) من الحكومة، لكنهم (يفشوا زهجتهم) فى اى واحد قدامهم.
-ومن ناحية أخرى نقول ناس المناقل ليهم حق، يحتجوا على الوصول المتأخر لبعثة تلفزيون السودان لموقع الحدث الجلل، والكارثة الضخمة، التى لفتت نظر قنوات تلفزيونية اجنبية وعربية عديدة، هرعت فور سماعها خبر الكارثة المحدقة للمناقل، وقامت بالواجب، وتلفزيون السودان،(ماعارف كان مشغول بى شنو!!)-فانا لا اشاهده- ويبدو انه فطن (فجأة كده) أن عليه ان يغطى كارثة المناقل، تحت شعار، أن تأتى متأخرا خير من ان لا تأتى، فبعث بوفده الى المناقل، وحدث ما حدث.
-وأيقظت الحادثة كوامن الذكرى المنسية عن التلفزيون فى الايام الاولى لثورة الانقاذ، ثم نهضته الكبرى على يد (الصحابى) الشيخ الجليل، المجاهد، ابو الشهيد، المهندس،( الاستاذ الطيب مصطفى عبدالرحمن ) المدير العام للهيئة القومية للتلفزيون، وأذكر اول يوم دخل فيه التلفزيون عصرا، وهو خائف يترقب، والخوف ليس من شيمه، لكنه (يخاف من الفشل حد الرعب) وكان يقول أنا جيت من سونا وهى مؤنث، للتلفزيون، وهو ذكر!! وقدم اول درس من اول يوم بان استخدم سيارة الترحيل، ولم يستخدم سيارة المدير، فقد كان المدير بالانابة خارج البلاد، والسيارة موجودة، لكن الطيب استنكف، ان يستغلها، فى غياب صاحبه حتى يعود، مع انه صرف سيارة مدير سونا، بعد ما اوصلته مباشرة، ولم يكن اهل التلفزيون قد ألفوا مديرا عاما يستخدم عربة الترحيل مع العاملين!! لكنه الطيب(الصحابى) وانعم به من لقب. والحديث عن مناقب الطيب يحتاج لسفر كامل، لكننى اذكر جيدا، انه كان يفكر جادا فى ان يشترى طائرة خاصة للتلفزيون، لتكفيه من مشاكل الحجز والسفر (داخليا) بطائرات سودانير، او غيرها من الشركات، ومن مماحكات مراسم الدولة، فى السفريات الرئاسية للولايات، لكن ترتيب الاولويات أجلت تنفيذ هذه الفكرة، فقد كان انتشار البث، الذى كانت حدوده امبدة غربا، والعيلفون شرقا، والجيلى شمالا، والمسيد جنوبا، فأسس البث الفضائى، من الصفر ليعم معظم ارجاء المعمورة فضلا عن كل السودان، أنزل الله شابيب رحمته، على روح الصحابى، الشيخ الجليل الطيب مصطفى، وسقى الغمام قبره، وأظله تحت عرشه يوم لا ظل الا ظله، فقد كان نسيج وحده، وقد امتدت يده الى البرامج والدراما والعلاقات الخارجية، والعاملين، وقد اتعب كل من جاء بعده، فهو لا يبارى ولا يضاهى، ولا يزايد على وطنيته وهمته واخلاصه،الا منافق معلوم النفاق، رحمه الله رحمة واسعة.
– ولاهلى فى المناقل، ولعموم أهلى فى السودان، العتبى حتى يرضون، مع الدعاء الخالص، بان يعوض الله صبرهم على النوازل، والكوارث، مع هذه الحكومة العاجزة خيرا، ولاهل التلفزيون، بان تكون حادثة طرد وفدهم من المناقل، درسا مفيدا، وان جاء قاسيا، ليتعلموا كيفية ترتيب الاولويات، فما عاد الاعلام تسلية ومتعة لتزجية الفراغ، ولكنه الرئة التى يعيش بها الناس، وللحكومة اقول (اعتذارك ما بفيدك، ودموعك مابتعيدك، العملتو كان بايدك، الحبايب ظلموك، ضيعوك ودروك انت ماببتعرف صليحك من عدوك.
فالامور العظام تؤخذ على العزائم، لا على التراخى. ولكم فى الطيب مصطفى قدوة حسنة.