علاء الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر يكتب : السودان بلد (يحاحي ويشرّك)

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

علاء الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر يكتب :

السودان بلد (يحاحي ويشرّك)

الكُرَةِ الأرْضِيَّةِ تُضَمّ العَدِيدِ مِنَ الشُّعُوب وَالْأَدْيَان والثقافات الْمُخْتَلِفَة وَلَكِنَّ هَذَا لَمْ يَمْنَعْهُمْ مِنْ التَّوَاصُلِ الْإِنْسَانِيّ فِي مابينهم فَتَجِد الصِّين الدَّوْلَة البُوذية بَاتَت هِي الشَّرِيك التِّجارِيّ الْأَكْبَر لِلْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة الدَّوْلَة الْمَسِيحِيَّة وَالْمُمَلَّكَة العَرَبِيَّةُ السَّعُودِيَّةُ الدَّوْلَة الْمُسْلِمَة لَمْ يَمْنَعْ اخْتِلَافِهَا فِي الدِّينِ مَعَ اليَابَان فِي خَلْقِ تَعَاوَن اِقْتِصَادِيٌّ مَعَهَا وبتلك الطَّرِيقَة الرَّائِعَة تَمَكَّنَت شَعُوب الْعَالَمِ مِنْ الاِسْتِفادَةُ مِنْ بَعْضِهَا الْبَعْضِ إلَّا السُّودَان الَّذِي ظِلّ يَعِيشُ فِي صِرَاع مَعَ نَفْسِهِ ويَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْمِثْل الشَّعْبِيّ السُّودَانِيّ (يحاحي ويشرّك) وَتَفْسِيرُ هَذَا الْمَثَلَ بِاخْتِصَار يَقْصِد بِالشَّخْص الَّذِي يَنْصِب شِرْكٌ (فخ) وَيَضَع بَعْض الْحُبُوب لِجَذْب انْتِبَاه الطُّيُور وَعِنْدَمَا تَقْتَرِبْ الطيور مِنَ (الفخ) يَقُوم بطردها فالسودان مُنْذ الِاسْتِقْلَال ظِلّ يَتَخَبَّطُ فِي رَسْمِ وتخطيط طَرِيق يَسِير عَلَيْه فَتَارَة تَجِد أَحْزَابِه السِّيَاسِيَّة تَمِيل للنهج الاشْتِرَاكِيّ الشُّيُوعِيّ واخري تُرِيد لَه السَّيْرِ عَلَى نَهْجِ الرَّأسمَاليَّة الْغَرْبِيَّة واخري تُرِيدُه أَنْ يَكُونَ دُولَةً إِسْلاَمِيَّةً عَرَبِيَّةً و أَخِّرِي تُرِيد إحْيَاء الْهُوِيَّة الإِفْرِيقِيَّة وَأَحْزَاب أَخِّرِي لَا تُعْرَفُ مَاذَا تُرِيدُ غَيْر الْوُصُول للسلطة وَمِنْ ثَمَّ نَهْب ثروات الْبِلَاد وفي وسط كل ذلك العبث يُعَانِي الفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينِ فِي السُّودَان مِنْ الْجُوعِ وَالْفَقْر وَالْبَطَالَة وَإِهْمَال الحكُومَةُ الَّتِي فَشُلَّت فِي أَحْدَاثِ تَنْمِيَة مُسْتَدَامَةٌ تُسَاعِد عَلِيّ تَوْزِيع عَادِلٌ للثروة بَيْن الْمُوَاطِنِين فَكَانَت النَّتِيجَة هِي اِنْدِلاع العَدِيدِ مِنَ حَرَكَاتِ التَّمَرُّد جَنُوبًا وشرقا وَغَرْبًا وحتي في الشِّمَال وَالْوَسَط احْتِجَاج مِنْهُمْ عَلَى مَا يَشْعُرُونَ بِهِ مِنْ ظَلَمَ وتهميش فالبلاد تَزَخَّر بالثروات الطَّبِيعِيَّةِ الَّتِي لَا تَتَوَفَّرُ فِي بِلَادِ أَخِّرِي وَرَغَم ذَلِك تَجِد السودانيين ، يَشْتَرِكُونَ فِي الْفَقْرِ وَالْبَطَالَة وَالْجُوع وَالْمَرَض وَلَا تُوجَدُ بِنِيَّة تَحْتِيَّة فالبلاد لَا تُعْرَفُ كَيْف تَتَصَرَّف خِلَال مَوْسِم فَصْلُ الخَريفِ فَكُلّ عَام تَتَجَدَّد الأَحْزَان بفقدان عَزِيزٌ أَو تَدْمِير زَرَع وَمَوْت ضَرْع وَقد كَان بِالْإِمْكَان وَضَع حَلّ نِهائِي لِمَنْع اِنْجِرافٌ السّيُول نَحْو الْمَنَاطِق السكنية وَفَتْح الْمَجَارِي الْمَائِيَّة لتصريف مِيَاه الْأَمْطَار وَيُمْكِن الاِسْتِفادَةُ مِنْ تَجَارِبِ دُوَلٌ كَانَتْ فِي الْمَاضِي تعاني مِنْ نَفْسِ الْمُشْكِلَة مِثْل مَمْلَكَة هولندا الَّتِي وُضِعَتْ حَلّ لمشاكلها مَعَ ارْتِفَاعِ مناسيب الْمِيَاه بِسَبَب انْخِفَاضِهَا مِمَّا يَجْعَلُهَا تَكُون عَلِيّ سَطْحِ البَحْرِ وَلَكِن بِكُلّ آسَف لاتوجد عُقُول قَادِرَةً عَلَى إدَارَةُ الْبِلَاد وَرَغَم ذَلِك يَصِر أَصْحَابِهَا عَلِيّ فَرْضٌ أَنْفُسِهِم عَلَيْنَا.

فِي الْعَامِ 2008م قَامَت حُكُومَة الجنرال الْمَخْلُوع الْبَشِير بِطَرْد عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ الْمُنَظَّمات الْإِنْسَانِيَّة الدَّوْلِيَّة مِمَّا أَحْدَثَ فَرَاغ فِي الْخِدْمَات الَّتِي كَانَتْ تَقَدُّمِهَا للعديد مِن الْمُوَاطِنِين وَمِنْهَا فُرَصَ العَمَلِ وَتَقْدِيم الْخِدْمَات الصِّحِّيَّة والتعليمية وَكُنَّا نتوقع مِن الْحُكُومَة الانتقالية أَن تَسَارَع إلَى إرْجَاع تِلْك الْمُنَظَّماتُ الدَّوْلِيَّةُ حَتَّي تُسَاعِد الْحُكُومَة فِي تَقْدِيمِ الْخِدْمَات الأسَاسِيَّة للمواطنين.

وعَقِب سُقُوط نِظَام الْكِيزَان قَامَت إزَالَة التَّمْكِين بِطَرْد العَدِيدِ مِنَ صِغَارِ الموظفين وَالْعَامِلِين بِحُجَّة الْوَلَاء لِلنِّظام البائِد مِمَّا تَسَبَّب فِى تشردهم فَهُمَا فِي الْآخَرِ سودانيون فَمَن إِخْطَاءٌ مِنْهُم يُحَاسَب وَمَنْ لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ تُهْمَةً جنائية مِنْ حَقِّهِ أَنْ يُوَاصِلَ عَمَلِه وَعِنْدَمَا أَطاح الجنرال الْبُرْهَان بحكومة (قحت) في اكتوبر 2021 أَمَر بتجميد لَجْنَة إزَالَة التَّمْكِين وَعَلِيٌّ أَثَرِ ذَلِكَ تَمّ إرْجَاع العَدِيدِ مِنَ الْأُصُولِ وَالشَّرِكَات وَالْأَمْوَال إلَيّ الْجِهَاتِ الَّتِي قَامَتْ لَجْنَة . إزَالَة التَّمْكِين بمصادرتها مِنْهُمْ وَلَكِنْ مِنْ تَضَرُّرِ بِشَكْل أَكْبَر كَانُوا هُمْ صِغَارٌ الْعَامِلِينَ فِي تِلْكَ الْمُؤَسَّسَات حَيْثُ لَمْ يتم تَعْوِيض العَدِيد مِنْهُمْ عَلِيٌّ ماحدث لَهُمْ مِنْ ضَرَرِ وَلَا حتي تَمّ اسْتِيعَابِهِم في الْعَمَل مَرَّة أَخِّرِي

لَقَد تَعَاقُبٌ عَلَى حُكْمِ البِلاَدِ العَدِيدِ مِنَ الأنْظِمَة السِّيَاسِيَّة وَمَن بَيْنَهَا الْإِسْلَامِيِّين الَّذِينَ حَاوَلُوا تَطْبِيق الشَّرِيعَة الْإِسْلَامِيَّة عَلِيّ شُعَب 80% منه يُعَانِي مِنْ الْفَقْرِ وَلَمْ تَفَلُّحٌ فترة. الثَّلَاثِين عَام الَّتِي سيطرت فِيهَا الْحَرَكَة الْإِسْلَامِيَّة عَلِيّ مَقَالِيد الْحُكْمُ فِي السُّودَانِ فِي مُحَارَبَةٍ الْفَقْر فَكَانَت النَّتِيجَة اِنْدِلاع ثَوْرَة الجِيَاعٌ فِي 19 دِيسَمْبِر 2018م تُطَالِب بِتَوْفِير الْخُبْز لِيُسْتَغَلّ السياسين اجواء تِلْكَ الْأَحْدَاثِ وَيَرْفَعُون سَقْف الْمَطَالِبِ إلَى إسْقَاطِ النِّظَام و لَكِن عِنْدَمَا آلَت إلَيْهِم مَقَالِيد السُّلْطَة تُنْكِرُوا لِمَطَالِب الشَّعْبَ فِي تَنْفِيذِ وَعُود مَنَحَه الْحَقِّ فِي الْعَيْشِ الْكَرِيم فَكَانُوا أَكْثَر إصْرَار عَلِيّ تَجْوِيع النَّاس بتبني سِيَاسَة البَنْك الدُّؤَلِيّ فِي تَطْبِيق رَفَع الدَّعْم الحكومي عَن العَدِيدِ مِنَ الْخِدْمَاتِ الَّتِي كَانَ يَتَمَتَّعُ بِها المواطنيين مِمَّا قَاد إلَيّ تَفَشِّي الجَرِيمَة وَالْإِحْبَاط وَسَطَ النَّاسِ وَارْتِفَاعُ الْأَسْعَارِ فَتَجِد الشَّخْص يُقْتَل وَهُو لايعرف السَّبَبِ الَّذِي دَفَعَ قَاتَلَه إلَيّ ارْتِكَاب تِلْك الجَرِيمَة وَاَلَّتِي غَالِبًا ما تَكُونُ 90% مِن دوافعها بِهَدَف النّهْب وَالسَّلْب اذا الْحُكُومَة تَتَحَمَّل الْمَسْؤُولِيَّة بِعَدَم تَوْفِيرُهَا لِلْأَمْن الغذائي وَاَلَّذِي سَوْف يَقُود تِلْقائِيّا إلَى اِسْتِتْبَابٌ الْأَمْن الاجْتِمَاعِيّ بِالتَّالِي اِخْتِفَاء مَظَاهِر الانفلات الأمني فالجوع وَالْفَقْر قد يَدْفَع حَتَّي بالمواطن الْعَادِي إلَيّ الِانْحِرَافُ عَنْ جَادَّةِ الطَّرِيقِ

أَن الشَّعْب السُّودَانِيّ يَعِيش مُشَاهَدٌ هِي الْأَقْرَبُ فِي الْوَصْفِ إلَى مَا نَسْمَعُ عَنْهُ عن يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي إشَارَةً إلَى صُعُوبَةٍ الْأَوْضَاع وَالْخَوْف وَالْجُوع المنتشرين بَيْنَ النَّاسِ بَيْنَمَا طَبَقَة السياسين مَشْغُولِين بالصراعات حَوْل السُّلْطَة وَلَا يَخْطِرُ عَلَى بَالُهُم مُجَرَّد مُنَاقَشَةٌ حَالَ هَذَا الشّعْبِ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَعِيشُ ضَنْك الْعَيْش ، ولَقَد وَصَل حَال العَدِيدِ مِنَ الْمُوَاطِنِين إلَيّ تَفْضِيلٌ أَيْ حَاكِمٍ قَادِرٌ عَلِيّ تَوْفِير الْحَيَاة الْكَرِيمَة وَلَوْ كَانَ قَادِم مِن كَوْكَب (المشتري) وَلِسَانٌ حَالِهِم يَقُول نَار مَضْمُونَهُ وَلَا جُنَّةٌ مجهجة فِي بَلَدٍ ظل منذ خروج الاستعمار (يحاحي ويشرّك)

المتاريس
علاء الدِّينِ مُحَمَّدُ ابكر
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹 . 𝗰𝗼𝗺

اخبار السودانعلاء الدِّينِ مُحَمَّدُ أَبْكَر يكتب : السودان بلد (يحاحي ويشرّك)مقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق