الخرطوم : الراية نيوز
محجوب فضل بدرى يكتب :
ياسلام على (أوشام)
-يا أرض الحبايب يارمز المحنة، فى أرضك ولدنا، ضقنا حنان أهلنا، فيك ( ياكسلا) روحى برضك لى حبيبة، خيراتك وفيرة دوام أرضك خصيبة، فيك القاش مناظر، وجبالك عجيبة ( كسلا) فيها روحى، كيف أقدر أسيبه..
– هكذا كتب الحلنقى ، وتغنى عبدالعظيم حركة.( كسلا) ملهمة الشعراء وموئل العشاق، بلد التاكا ومكرام، و توتيل و القاش، والفراش، ( كسلا ) موطن الفن والحب والجمال، والمعالم والأعلام، رفدت السودان بالخيرات، والخبرات، وتفتؤ كسلا تذكرنا كل يوم بجديد، ووسط ركام الاخبار المحبطة، التى تحيط بنا من كل جانب،مثل مياه الفيضانات،والأمطار، والسيول،التى دمرت منازل الالاف، جاءت الأخبار السعيدة، من كسلا تتحدث عن نبوغ صبى صغير، يعمل ماسحا للأحذية فى سوق كسلا، ليعود بريع عمله البسيط، الى اسرته التى تعيش فى عشة مهترئة لا ترقى ليقال عنها منزلا، الصبى اسمه ( اوشام)، اى البطل بلهجة البداويت، وهو بطل بالفعل، فقد كان أوشام يدرس فى المدرسة، ويؤوب نهاية الى قهوة الرياضيين،وهو يحمل صندوق الاورنيش ويتأبط كتابا، فيمسح أحذية مرتاديها حينا، ويستذكر دروسه حينا، فقد كان فى الصف الثامن ويستعد للجلوس للامتحان، وعندما ظهرت النتيجة، حصل ( اوشام) البطل، على مائتين واثنين وعشرين درجة (٢٢٢)، فانهالت عليه التهانئ، من رواد قهوة الرياضيين، لتمتد الفرحة بتفوق اوشام الى كل اهل كسلا رسميين وشعبيين، وتبدت حنية اهل كسلا ورقيهم وانسانيتهم، فى سيل التبرعات والهدايا التى غمرت البطل اوشام، قطعة ارض سكنية، وارض زراعية، وتكتك، ودراجة، ومبالغ نقدية، فأصبح ماسح الاحذية(البطل) مفتاحا للرزق لأسرته، وعن ماقريب سيكون اوشام مفتاحا للخير لبلده واهله، مثلما وصل ماسح (لولا دى سيلفا)، لرئاسة جمهورية البرازيل، احدى اقوى اقتصاديات العالم، يمكن ان نرى اوشام ماسح الاحذية الكسلاوى، وقد تبوأ منصبا رفيعا فى بلادنا، فهو يحسن ادارة الوقت، ويعرف ترتيب الاولويات، ويجيد توظيف الموارد المتاحة بالاضافة الى الارادة الصلبة، والطموح والهمة التى سينال بها الثريا ، خلافا لناشطى السياسة الذين نسمع منهم جعجعة ولا نرى طحنا، وتذكروا جيدا اسم أوشام البطل فهو وسم ورسم جدير بان يقتدى به الاطفال والشباب.
اوشام لك التحية وعليك السلام، وياكسلا سلام، وياسلام على اوشام.