الخرطوم : الراية نيوز
محجوب فضل بدرى يكتب :
لو قالها غيرك يا عليو !!
-أكن للدكتور محمد عيسى عليو، احتراما فائقا، وتقديرا كبيرا، فقد تزاملنا على صفحات صحيفة الصحافة، ردحا من الزمن، وكان قلمه رصينا، يتناسب مع سمته العربى الأصيل، ونهجه الوقور، وروحه السمحة، وجمعنا منتدى صافى النور للحوار المجتمعى الذى يرأسه(الفريق الأول الفاروق على محمد بدر)، وما ادراك ما الرئيس الفاروق، علما وثقافة، وحنكة ودراية، وقيادة وريادة، ويضم المنتدى نخبة مميزة من العلماء الأفذاذ، فى مختلف المجالات، ومن ابرزهم عليو-الدكتور عليو فى ما بعد-وحتى تنطق الاسم صحيحا عليك بضم الياء وتشديدها- كأن تقول محمدو، واحمدو، وهكذا.
-كان د. عليو ريحانة المجلس، وامام الجماعة، ومبتدر النقاش فى الكثير من الجلسات، حتى انه استضاف المنتدى فى منزله جنوب الخرطوم فى جلسة محضورة، كان ضيف الشرف فيها د ادم محمود موسى مادبو، وزير الدفاع الاسبق، ونعمنا بصحبة رائعة، ومائدة عامرة، وحفاوة عربية اصيلة، وكان عليو وقتذاك عضوا فاعلا فى الحوار الوطنى الشامل، وما انبثق منه من لجان عليا، وكان عليو متفائلا، وسعيدا جدا، وكان يحكى عن موقف اهله من الامام الراحل السيد الصادق، الذين أخذوا على الامام عدم تقديم ابنهم عليو فى مدارج الحزب، فقال له أحدهم:-
(داكو عليو العندك ده، واقف وراك من زمن هو صبى، دمن دقنو بقت بيضا، شغل واحد ما انطيتو ليا!!) يضحك عليو وهو يحكى هذه الواقعة بلهجة اهله، ويفرك يديه جزلا، ويمسح دموعه بطرف شاله.
-ولم يتغير عليو (بعد التغيير) وقد غدا واليا لشرق دارفور، فكان مميزا دون سائر زملائه الولاة، وزار مصر مستشفيا، وحرص على لقائى وفاء للعلاقة بيننا، فوجدته هو هو وتناجينا طويلا وكثيرا فى شؤون وشجون البلد، فالفيته قوميا حريصا على وحدة التراب، مستنكرا وشاجبا للخطاب العنصرى، وخطاب الكراهية والتحريض، الذى انتشر على لسان الكثير من ابناء دارفور، ولكن!!
-فوجئت مثل غيرى بالمقطع المتداول، والذى ظهر فيه د. عليو نائب حاكم دارفور فى خطاب جماهيرى، يوجه كلاما تحريضيا مبطنا، ودعوة للانفصال بطريقة غير مباشرة، وتخويف لاهل المركز بانهم مشروع نازحين، وستكون وجهتهم دارفور ذات التاريخ القديم،(كدولة مستقلة لها علمها وعملتها) !! وطلب من مستمعيه بان يعوا كلامه ويضعونه نصب اعينهم، ويعاملوا اهل الشمال النازحين بالحسنى!! وهذا الكلام يتماهى مع خطاب الدهماء من الدارفوريين الذين يتوعدون اهل الشمال بالويل والثبور وعظائم الامور، من قبيل الاستيلاء على عماراتهم وتقتيلهم واستحياء نسائهم!!
-وحتى يصدر من د. عليو نفيا او توضيحا، فلا نملك الا ان نقول والحزن يغشانا، والحسرة تعترينا (لو قالها غيرك ياعليو!! لو قالها غيرك!!) ولا حول ولا قوة الا بالله.
مرحب بالانفصال، فليذهب عليو ومعه دارفور للانفصال، ولكن الخوف هو أن ياتونا بعد عام واحد نازحين في الشمال، قبل أن يموتوا بالاقتتال القبلي والمجاعات…