الخرطوم : الراية نيوز
محجوب فضل بدرى يكتب :
موقاى السلطان !!
-الموقاى فى دارفور تعنى المنادى أو الحداء(بتشديد الدال مع الفتح) وشاعر السلطان، وكان يجوب شوارع الفاشر وينادى:-
ياناس هوى اللسان لسانى، والكلام كلام سيدى بعبارة أخرى كان الموقاى هو الناطق الرسمى باسم السلطان، وهو جهاز اعلام متنقل، يبلغ المراسيم السلطانية، حتى لا يحتج احد بانه (ماعنده خبر)!! لذا فهو على ضآلة رتبته فى السلطنة، الا انه مرهوب الجانب، لانه لسان حال السلطان، والويل لمن تحدثه نفسه بتجاهل كلام السلطان، او ازدرء لسانه، ناهيك عن المخالفة الصريحة للاوامر السلطانية، فذاك يعنى ضرب الرقاب، رضخا للراس ب(أم سباغة)-بضم السين تشديد الباء مع الفتح- وأم سباغة، عصا غليظة أقرب الى (يد الفندك) يحملها عبيد السلطان الأشداء، ينفذون بها حكم السلطان على معارضية بالاعدام.(هذا مع الرافة)!!
وهكذا استقام امر دارفور للسلطان على دينار ابن زكريا ابن محمد الفضل(١٨٦٠-١٩١٦م) والذى استعاد عرش آبائه وأجداده، فقد كان والده واليا على مقاطعة (ارقد مراريت) جنوب شرق الفاشر ووالدته ام كلثوم بنت الأمير على يحى حفيد السلطان تيراب، وقد لقبه والده (بدينار) تيمنا بالسلطان على دينار احد سلاطين دار برقو الذى اشتهر بالشدة والصرامة، وقد تولى السلطان مقاليد السلطة بعد السلطان ابو الخيرات بن ابراهيم قرض، عام ١٨٨٩م على ايام المهدى، وايد المهديه وانتقل لام درمان مرغما وبقى فيها حتى دخل الجيش الغازى ام درمان بعد موقعة كررى، فيمم وجهه شطر الفاشر، واحتلها بعد ان اجلى عنها الامير المهدوى ابراهيم على، واعترفت به حكومة الحكم الثنائى عام ١٩٠٠م، واستمر حكمه (من ١٨٨٩م حتى عام ١٩١٦م) بعد ان تخلص من جميع معارضيه، ومنهم سنين حسين زعيم كبكابية عام ١٩٠٧م، واشتبك مع الرزيقات عام ١٩١٣م لكن الرزيقات هزموه، وسعى للتحالف مع الاتراك والسنوسيين، ابان الحرب العالمية الأولى، واعلن معارضته للانجليز، وخاض ضدهم معركة (برنجية) بالقرب من الفاشر، عام ١٩١٦م، وخسرها، فانسحب الى كولمى حيث قتل هناك. وترك فى عقبه حوالى مائة من البنين والبنات من عشر نساء.
– هذا الاسترسال فى السرد، مرده هو استدعاء د. محمد عيسى عليو، نائب حاكم دارفور لتاريخ دافور، فى خطاب جماهيرى بالفاشر، ولا حرج فى التغنى بأمجاد الأسلاف، فى المخاطبة الجماهيرية، فى اطار التقرب زلفى للجماهير وتملقهم، وهو نهج السياسيين فى كل زمان ومكان، ولكن هل كان عليو مجرد موقاى وان لم يقل( اللسان لسانى والكلام كلام سيدى)!!
-تعقيبا على عمودى الموسوم،(لو قالها غيرك ياعليو) قال لى احد المتداخلين:- ( مع اختلافى مع السيد الصادق المهدى، الا انه كان يتمتع ببعد نظر، اذ لم يكلف عليو باى مهمة فى حياته)!!
واربأ بصديقى عليو ان يكون مجرد بوق (موقاى السلطان)!!