الخرطوم : الراية نيوز
الشعراني الكباشي المحامى يكتب :
قحت.. (الخامسة) الأخرى
(الجراب)
لو قدر للراحل مصطفى سيد أحمد أن يعيش حتى زمان الناس هذا لكان هذا العنوان عنواناً بديلاً لرائعته (مريم الأخرى) بعد تعديل وتبديل الكلمات لتناسب المقام وحركة المناسبة… لا تعنينا هنا قحت الرابعة ولا تعنى أهل السودان فى شئ فهى جيفة قذرة وبيضة مذرة وقد امست أكرمكم الله كما المومس تقضى الليل بحاله فى مخدع خليلها حتى إذا ما جاء النهار ملأت الدنيا عويلا وصراخا طعنا فى الخليل علها تعيد بعض من (شرفها) المهتوك هذا إن بقى لها من شرف اوكرامة… قحت الخامسة هى الأربعة السفراء من الغرب والشرق وهم يعيدون ويكررون ذات الأفعال والافاعيل التي دمروا بها دولا وشعوبا وحضارات بعد أن نهبوا خيراتها وتركوها حطاما يريدون فعلها على أرض السودان مستخدمين ذات الأساليب البالية والشخصيات التافهة الرخيصة التى رهنت نفسها بأبخس الأثمان لكن قحت الخامسة لا تدرك انها تفعل ماتفعل فى المكان الخطأ وفى الزمان الخطأ فالمكان هو السودان ويبدو انهم لا يعرفونه ولا يعرفون أهله ولا جيشه ولا رجاله ولاحتى حرائره وما دروا أن الزمان غير الزمان وقد بدأ البساط ينسحب من تحت الأقدام وان العد التنازلي قد بدألحضارة اقاموها فوق أشلاء الشعوب ومن وسط ركام عويل الثكلي وصرخات الأطفال لن يستطيعوا أن ينفذوا لهذا البلد الشامخ فقد طاش سهمهم منذ وظفوا المثليين والاشباه واتخذوهم كحصان طروادة وما دروا أن واحدة من حرائر هذه الأرض تزن الف رجل ممايعدون… خير لأمريكا أن تنشغل بنفسها وبنجمها الآفل وبترسانة أسلحتها التى بدأت تنفد بعد أن بانت عورتها…. أما الإمبراطورية التى غابت شمسها فخير لها أن تنشغل بقحطها الذى يضربها الآن جفافا وجوعا يتهددها وان توقف هجرة أهلها التى بدأت الآن خير لها من محاولاتها الفاشلة فى بث بعض روح فى جيفة قحط (السودانية)… أما التابعين من الشرق فخير لهم أن يحفظوا للسودان وأهله بعض جمائله عليهم وهو البلد الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف بعد الله سبحانه وتعالى وعلمهم من جهل قدم كل ذلك بلا من ولا أذى… ارفعوا أيديكم وتامركم عن السودان و أهله…. عثرة السودان ستزول عما قريب وينقشع الظلام الذى خيم فوق أرضه وسمائه بعون الله وبفضل جيشه الاشم وأمنه المؤتمن عليه وشرطته عيونه الساهرة وبفضل رجاله وحرائره وشبابه الصاعد المؤمنين بربهم وبحقهم فى الحياة الحرة الكريمة حياة ملؤها الإيمان والعقيدة الراسخة وكريم الأخلاق والتسامح والفضيلة… لن يطول الليل بظلامه فغداً تشرق شمس السودان وترسو سفينة السلام على جودي المحبة والخير والبركات والجمال ويمتلئ الضرع وتشمخ سنابل القمح والوعد وتمنى ومن أرضه هذه الطيبة تزول عن الدنيا المسغبة والجوع والفقر والجهل والمرض وكل ما أدخله فيه الأشرار والظلمة… والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.