الخرطوم : الراية نيوز
محجوب فضل بدرى يكتب :
الديمقراطية، الكلاب والأسد !!
-بعدما أشبع ( المغفور له بإذن ربه) السيد الشريف زين العابدين ابن الشريف يوسف الهندى، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، فى الحكومة الائتلافية، التى يرأس وزرائها السيد الامام الصادق المهدى، فى فترة ما يعرف بالديمقراطية الثالثة، بعدما أشبع الشريف الهندى الحكومة التى يشغل منصب نائب رئيسها، نقدا، وقدحا، وذما، لأدائها فى كل المجالات الاقتصادية والامنية والسياسية، وتساءل ماذا هناك؟ (فى فساد، نقول مافى!! فى محسوبية، نقول مافى!! فى تردى اقتصادى، نقول مافى!! فى ضائقة معيشية،، نقول مافى!!) وواصل من على منبر الجمعية التأسيسية،(نحن زى المريض الجبان، يمشى للطبيب مضطرا، ثم يخفى عنه حقيقة مرضه) ولم يكن السيد عمر نور الدائم-الرجل الثانى فى حزب الأمة- (حينذاك)فى هجومه على أداء الحكومة بأقل من هجوم زميله الشريف زين العابدين الهندى، الذى نعى الديمقراطية فقال ( *الديمقراطية التى بذل فيها رجال أعز ما يملكون من أجلها، هسى لو جاء كلب شالها ما بيقولوا ليهو جر* )!! وقد صدق الشريف فى كلامه لكن ديمقراطيتهم ماشالها كلب!! لكن *شالها أسد* هو العميد الركن عمر حسن أحمد البشير باسم الجيش السودانى، الذى انصفه الشريف فى حديثه ذاك، فقال (عندما كانت الحكومة تلقى خطابها هنا فى البرلمان كانت توريت تتساقط وتترك، ويلجأ جيشنا الى دولة عدو، كانت تمد التمرد بالعتاد والسلاح!! فماذا ينتظر الجيش بعد تلك المرافعة الرفيعة، والوصف البليغ، تحت قبة البرلمان، فكانت ثورة الانقاذ بقيادة البشير التى اعادت لجيشنا هيبته، ولبلادنا مكانتها، ولاقتصادنا استقراره، بما يفوق أضعافا مضاعفة عما كان عليه أيام الديمقراطية المعطوبة، والآن والتاريخ يعيد نفسه، ولكن الجيش هو الذى يتصدر الموقف بلا حكومة، وبلا برلمان، وبلا محكمة دستورية، وقد اتمت قرارات القائد العام حولا كاملا، والبلاد بلا حول ولا قوة، والجميع يترقبون اتفاق من لا يتفقون ابدا، ويحاذرون من ان تعود الاحزاب المجهرية التى (لا شريف فيها، ولا نور الدائم) وتسمع منهم مايجعل الحليم حيرانا، ديمقراطية منتخبة فيها السيد أحمد الميرغنى، والسيد الصادق المهدى، والشريف زين العابدين الهندى، والدكتور عمر نور الدائم، وفى معارضتها على الأستاذ عثمان محمد طه، والأستاذ محمد ابراهيم نقد، ومع ذلك لم تنجح بل لم تقدم للشعب مثقال ذرة من خردل، فنعاها الشجعان من اركانها، فكيف بديمقراطية اونطة بلا انتخابات، وفيها منقة، وصامولة، وسفارة سفارة، وعرمان!!
– وقد تعايش السودانيون مع الأزمات كثيرا وطويلا، وليس من مجاعة مثل مجاعة سنة ستة ، ولا مثل جفاف سنة الجفاف والتصحر جفاف، لكن مايجرى فى بلادنا هذه الأيام ليس له مثيل فى تاريخ بلادنا الحديث، وتشرئب الاعناق نحو الجيش، وتيمم وجهها شطر القيادة العامة، ليحسم القائد العام هذه الفوضى، والبياكلو الأسد، أخير من البتاكلو الضبعة!!