الدبارة في السفارة !

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

الدبارة في السفارة !

إذا قال القحاطي قولاً لا يصادم الوجدان والحس السليم فالمؤكد أن غرضه مخادعة الوجدان لا مخاطبته، ومنافقة الحس السليم لا موافقته، وأن الكلام مجرد غطاء لما تحته مما يناقضه بالكلية . والمؤكد أن القحاطي لن يصمد طويلاً في محطة المخادعة والمنافقة، وسرعان ما يزيل الغطاء وينتقل، عند اللزوم، إلى المصادمة، لأنها الأصل عنده . هذه ليست مجرد دعوى، وإنما حقيقة كثيراً ما يتبرع بعض القحاطة بالبرهنة عليها بأقوى طرق البرهنة وأكثرها إقناعاً .. لنستعرض هذا المثال – الذي قُتِل بحثاً وتناولاً – لنرى أن كان يوفر الدليل الناصع على الانتقال السريع من المخادعة اللفظية إلى المصادمة العملية ..

▪️ قال الأستاذ جعفر حسن أيام اعتصام القيادة كلاماً صحيحاً عن نشاط السفارات وتدخلاتها في الشأن السوداني بعد ذهاب الإنقاذ، وكان حديثه موافقاً للحس السليم الذي يرفض التدخلات : ( الناس ديل ما قطعنا فيهم “العشم” لحد الآن بس دايرنهم يبقوا ناس “عاقلين” و”يبعدوا” من السفارات “الشغالة” دي .. السفارات شغالة في البلد دي اليومين ديل ، أي سفارة كانت “عاطلة” ما عندها شغل، اليومين دي جابت “اللستة” حقتها وقالت “عينوها لي” ووقت الحارة ممكن نقول الأسماء … نحن دولة محترمة عندنا سيادتنا … ) !!

لكن سرعان ما غير الأستاذ جعفر حسن موقفه إلى النقيض وأصبح يقول ويكرر ( “حنباري” السفارات دي سفارة سفارة، وتاني قصة انتو خونة، الكلام القديم داك، ياخي الكلام دا بقى ما بجيب حقو، والقصة بقت على المفتوح، والناس مشت خطوات كبيرة )، وهذا الحديث يمثل نقضاً كاملاً لحديثه الأول :
▪️ لأنه أصبح يرى أن حديثه – الذي لم تمر عليه أكثر من ثلاث سنوات – قد أصبح قديماً تجاوزه واقع التدخلات، وواقع الاعتماد عليها ( الذي أصبح على المفتوح) .
▪️ أن “العشم” كل العشم في السفارات وقدرتها على الضغط والفرض .
▪️ وأن “العقل” كل العقل في “عدم الابتعاد” عنها و”مباراتها” سفارة سفارة، بكامل الطاقة الدلالية لهذه الكلمة العامية التي تزيد عن طاقة كلمة الزيارة بفائض لا تؤديه إلا قائمة من الكلمات كالإلحاح والمداومة والتكرار والهوس ..
▪️ وأن الخير كل الخير في “شغلها” الكبير المؤثر و”عدم عطالتها”.
▪️ وأن الأمل كل الأمل في أن تتفق على “لستة” واحدة تحقق أغراضها جميعاً، تضم حزب جعفر حسن وحلفاءه .
▪️ وأن تستخدم كل نفوذها ووسائل ضغطها لترفع “اللستة” إلى السلطة الحاكمة ( لتعيِّنهم “ليها”).
▪️ على ألا يكون الأمر مجرد لستة من الوزراء تُضاف إلى الحكومة، وإنما نظام كامل يسيطر على كامل السلطة في البلد ..

في عك يا أخوانا أكتر من كده ؟!

إبراهيم عثمان

الدبارة في السفارة !الراية
تعليقات (0)
أضف تعليق