الخرطوم : الراية نيوز
يا تري من النواطير ومن الثعالب ومن كافور ومن المتنبي في بلادي؟؟؟؟
لعل من اشهر ابيات شعر المتنبئ هو البيت القائل
عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ
بِـمَـا مَـضَـى أَمْ بِـأَمْـرٍ فِـيـكَ تَـجْـدِيـدُ
وهو بيت من قصيدته الشهيرة في هجاء كافور الاخشيدي (حاكم مصر ) وبعض الشام في ذلك الزمان بعد ان لم يجد ما يصبو اليه عند كافور الاخشيدي ولا ننسي ان الاخير ايضاً هو من دعي المتنبئ ليكون قربه بمصر بعد ان آلت اليه وعزف المتنبئ عن سيف الدولة الحمداني وهجاه…. واعتدنا علي تكرار هذا البيت في مناسبات الاعياد
تذكرته في الايام الفائتة تحديدا في( ٢١ اكتوبر) وهو تاريخ (ثورة مجيدة) في بلدي الحبيب و يُعد من الاعياد الوطنية (الكتييرة) في بلادي والانقلابات هنا ثورة تعقبها ثورة ومنذ الاستقلال في يناير وحتي ثورة (ديسمبر المجيدة) لم نترك شهرا واحدا من شهور السنة الا ولدينا فيه (ثورة)او انقلاب (ثوري) كما يسمونه (لانقاذ) البلاد حتي اضحت(الثورة) عبارة عن احياء سكنية ضخمة تجمع كل اهل السودان بالعاصمة للقيام (بثورة) جديدة و(الثورة) الان اكبر الاحياء السكنية بمدينة ام درمان واكثرها امتداداً….. ولم تسلم الخرطوم فهناك (مايو) و(الانقاذ) واحياناً تغدو مجرد حديقة للترفيه مثل حديقة عبود بمدينة بحري او حدائق مايو التي ارجعناها ل (ابريل) وهكذا دواليك….
(الانقلابات) العسكرية تمحوها (الثورات) وتبقي (احياء) رغم (الموت)….
دعونا نعد لابي الطيب الكندي وقصيدته التي تضمنت البيت التالي
*نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها*
*فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ*
و بيت القصيد اعلاه واضح المعاني والدلالات و(البشم) و حد التخمة واضح و لايحتاج (دليل)والبيت يهجو فيه المتنبئ كافور الاخشيدي…. وفي محاولة مني لاسقاط هذا البيت من الشعر علي الحالة الراهنة في بلادي احترت في امري ووجدت نفسي لا ادري من هم (النواطير) ومن هم (الثعالب) في السودان حتي تملكني احساس ان هذا البلد( ما عندو وجيع) وقد (بشم) الجميع في ذات الوقت الذي مات فيه الجميع (جوعاً) و(ثورة) رغم كل هذه( العناقيد)و(الثروة) و قتلت (الثعالب) الناس ولا ادري ان كان قد تبقي ببلادنا (ناطوراً) واحداً يخرجنا من هذا النفق وهلاكه
ورغم اختلاف الزمان والمكان و لسان حال الشاعر ووضعه فان نظرتي للنواطير والثعالب هنا تختلف تماماً و تخلو من العنصرية الواضحة لدي المتنبئ في هذه القصيدة فلا تحملوا (سخريتي) ما لا تحتمل
فالشخصيات والاحداث تجد لها امثلة كثيرة في واقعنا الحالي ستجد امثال كافور الاخشيدي الذي ارتقي من الحضيض حاكماً لمصر وبعض الشام كُثر ولك عزيزي القارئ ان تضع قصته كفعل كفاح ونبوغ و مجاهدة وطلب للعلا والارتقاء وهي رحلة لا تخلو من (الخيانة) وغيرها
و نصنف حسب معطياتنا سنجد كثير من الامثلة لهذه الحالة والتي ربما لا تختلف عن حال ابو الطيب المتنبئ فمراجعة حكايته مع سيف الدولة الحمداني وكافور الاخشيدي وقد مدح كلاهما ثم هجاهما ايضاً توضح بجلاء انه مع الاعتذار (مصلحجي) اذا تم التحليل بالمقاييس الراهنة فهو قد مدح لاغراض وعندما لم تتحقق انقلب علي الاول والثاني ايضاً… والاسقاط هنا سوف يضعنا امام اكثر من (كافوري)واحد بل ستجد الكثير والمثير الخطر من (الكوافير)
عزيزي القارئ هذه دعوة لمراجعة التاريخ وقصص المتنبئ مع (الحكام) ولكم مطلق الحرية في اسقاطاتكم ولست مسؤولاً عن ذلك فهناك من يعتقد ان كافور (خائن) و اخر يظن ان المتنبئ( اكثر خيانة) ونسمع كثيرا عن ذلك هذه الايام اما لسان حالي فيقول
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
سلام
محمد طلب