الخرطوم : الراية نيوز
دكتور ياسر أبّشر يكتب :
الثعالب أولاً، وليس ضيوفها
لم يكن الخليفة عبد الله يثق في سلاطين باشا، وكان يسميه شويطين، وكان في عدم ثقته فيه مُحقّاً. وفي عام 1898 احتلت فرنسا فشودة (كدوك) وهي الفترة التي سُميت فترة التدافع الغربي على أفريقيا scramble for Africa، وكانت تلك الحادثة في أواخر عهد الخليفة، وكان سلاطين قد فرّ من أسر الخليفة قبلها (1895). فلما بلغ الخليفة خبر احتلال فرنسا لفشودة، قال لجلسائه لو أن شويطين كان موجوداً لكان “ورّانا فرنسا دي شِنْ نفرا …… مراة وللّا قبيلة وللّا شن نفرا”. كان هذا مبلغُ علمِ رئيس دولتنا وقتها!!!
ويبدو لي أن الزمان استدار كهيئته يوم كان الخليفة حاكماً، بوجود حميدتي، الذي لا يفرق بين CIA وفضائية CNN، ويقول إن الناس سواسيو يعني سواسية!!!
أليست هذه سنة الله في الجحود. سب سفهاءٌ دكتور عبد الحي يوسف وبروفسور غندور فأبدلهم الله بحميدتي والبرهان، بعد أن أرسل الله علينا سيل العرم المسمى ثورة قحت: “وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكلٍ خمطٍ وأثلٍ وشيءٍ من سدرٍ قليل”!!
اشتد الرّانُ على قلوب القحاتة حتى ما عادوا يرون عيباً في اللجوء لسفارات المستعمرين ولا في أخذ مال العمالة. واشتد الزيغ بالبرهان وحميدتي فحرسوا العملاء ببنادقهم وشاركوهم عمالتهم.
وكل ما حاق بالسودان من كوارث بعد سيل العرِم إنما كان على أيدي هذا الثلاثي. وهكذا لا أجد مبرراً لنكيرنا على السفراء وڤولكر. فالعيب كل العيب على البغايا اللائي يبذلن أفخاذهن وأثداءهن لطلاب المتعة الحرام. فلتصوب السهام على البغايا، فبإغرائهنّ جذبن طلاب المتعة.
من ثم فالأولى أن تُحشد الحشود ضد هذا الثلاثي الذي أودى بالوطن. فلقد اجتمعت فيهم العمالة والضّعة والجهالة.
ورحم الله العالم الأديب المغربي مصطفى النجار إذ يقول :
فما العيشُ إلّا في ظلالِ معارفٍ
تزفُ الى الانسانِ وحياً سماويا
وتحرسهُ من شرِّ أدواءِ عصرهِ
فقد صارتِ الأدواءُ أسداً ضَوارِيا
إذا انشبت في الجسم جسم ابن آدمٍ
أظافرها أردتهُ في الحينِ فانيا
وما الموتُ إلا في ظلالِ جهالةٍ
بها يتردى المرءُ حيرانَ هاويا
يرومُ العلا والعلمُ منه بمعزلٍ
وهل يعتلي من كان للعلمِ قاليا؟
أخي مالَ عن نهجِ الفضائلِ معشرٌ
وباتوا جميعاً يتبعونَ الأمانيا
يوالونَ في دنيا الحياةِ خطاهمو
ويجرون خلفَ المالِ جرياً معاديا
فأكسبهم حبُ الدراهمِ ذلةً وانساهمو حبُ الفلوسِ المعاليا
أخي ما لصوتِ الدينِ أصبحَ خافتاً
ومالِ مجالِ الدينِ أصبحَ ذاويا
ومالِ أيادي السوءِ تهدم ُ صرحه
وتجتثُ ما قد كان بالأمسِ بانيا
يعزُّ عليها ان ترى الدينَ آمراً
ويحزنها أن ترى الدينَ ناهيا
وهل كان هذا الدينُ إلا هدايةً
يذكِّر هذا الخلقَ ما كان ناسيا؟
ذكر دكتور عبدالحي يوسف أنه التقى الفريق البرهان عام 2019 وقبل التوقيع على الوثيقة الدستورية ، وبين لَهُ عوارها ومخالفتها لدين الله ، وقال له : أن وقعتموها فستكونون قد أتيتم شيئاً إدّا ما سبقكم إليه أحد ممن حكم هذه البلاد. أكد البرهان للشيخ أنهم لن يوقعوا عليها .
أما حميدتي فقد أقسم بالله ثلاثاً وبحضور ثلاث من اركان حربه أنه لن يوقعها.
شهادة دكتور عبدالحي هذه موجودة باليوتيوب كاملة لمن شاء أن يستوثق .
هذا دين البرهان وحميدتي وتلك هي عهودهم ووعودهم . أمّا فجور وعمالة قوم قحت فمما لا يحتاج لدليل ، بل هم بها يتباهون .
هؤلاء هم العدو فاحذرهم ، وشدد النكير عليهم .
ها قد بلّغت اللهم فاشهد
دكتور ياسر أبّشر
——————————-
11 نوفمبر 2022