إبراهيم عثمان يكتب : مذبحة العقول

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

مذبحة العقول
المنطق البسيط يقول بما أن المكون العسكري كان هو الطرف غير الراضي عن أوضاع ما قبل ٢٥ أكتوبر، والذي اتخذ قرار فض الشراكة، فإنه لن يقبل باتفاق لا يعالج تحديداً أسباب عدم رضاه، وبما أنه الآن راضٍ عن دستور المركزي، وإعلانه السياسي، واتفاقه الإطاري، فيلزم عن هذا أن القديم الذي كان مختلفاً عما جاء في هذه الأوراق هو سبب عدم رضاه. والجديد الذي حملته هو سبب رضاه، ومن هنا يمكن الاستنتاج :

▪️ أنه كان غير راضٍ باشتراكه مع قحت في إعداد الوثيقة الدستورية، والآن تحقق رضاه باشتراكها ومنظمة pilpg والخبراء الأجانب في إعدادها ..
▪️ أنه كان غير راضٍ عن مشاركته في السيادي، والآن تحقق رضاه بإبعاده عنه تماماً ..
▪️ كان غير راضٍ عن مشاركته في ( اعتماد) تعيين رئيس الوزراء والوزراء والولاة وكبار المسؤولين، والآن تحقق رضاه بانفراد قحت المركزي و(بعض) من يسيرون في ركابها بالأمر ..
▪️كان غير راضٍ بدوره في إجازة التشريعات، والآن تحقق رضاه بفقدان هذا الدور ..
▪️ كان غير راضٍ بتعيينه لوزيري الدفاع والداخلية، والآن تحقق رضاه بتعيينهما بواسطة قحت المركزي ..
▪️ كان غير راضٍ عن قيادته للأجهزة النظامية، والآن تحقق رضاه بانتقال قيادتها إلى من تعينهم قحت المركزي ..
▪️ كان غير راضٍ بانفراده بقوائم الفصل في الأجهزة النظامية، والآن تحقق رضاه بمشاركة قحت المركزي في إعداد القوائم .
▪️ كان غير راضٍ بأن تبقى دريبات وجدي مجرد تصريح أشتر لا يجد طريقه إلى النفاذ، والآن تحققه رضاه بتحوله إلى نص دستوري.
▪️ كان غير راض يرضى بكثرة طواف شركائه على السفارات، والآن تحقق رضاه بعد أن أثمر التطواف بوضع السفراء في المكان الذي تريده قحت المركزي كقوى وازنة في الساحة السياسية.
▪️ كان غير راضٍ بمعدل تجاوز فولكر لتفويضه، والآن تحقق رضاه بعد أن أصبح تفويضه مفتوحاً ..
▪️ كان غير راضٍ بدعم كثير من القوى السياسية لقراراته في أكتوبر، لأن أسباب عدم رضاها كانت مناقضة لأسباب عدم رضاه، والآن تحقق رضاه بعد أن توصل إلى الاتفاق الذي يمكن قحت المركزي من معاقبة هذه القوى ..
▪️ كان غير راضٍ باشتراكه في تفاوض يشمل القوى السياسية غير المعادية له، والآن أصبح راضياً بتفاوض التسليم والتسلم مع من يريدون اتفاقاً يطرده ويقصيهم.
▪️كان غير راضٍ عن الشباب الذين يتظاهرون ولا يشتمونه ولا يشتمون الأجهزة النظامية، والآن يتحقق رضاه عن ( الشباب البنبذونا ديل) أو كما قال أحدهم ..
▪️ كان غير راضٍ بفهم دعوته إلى الوفاق وكأنها تعني الوفاق بين الأطراف المتصارعة على اتفاق حد أدنى، والآن أصبح راضياً بعد أن فهم الجميع بأن دعوته كانت تعني الوفاق الذي يجمع الناس على مشروع قحت المركزي بسقوفه العليا ( ما عدا محاكمة البرهان وحميدتي) أو كما قال محمد..

الناس ديل يا مضغوطين لمن بقى همهم الوحيد هو ( ما عدا ) حقة ود الفكي هذه ( سلِّم تسلم)، يا راقدينلهم فوق رأي (يخصهم وحدهم) لكن كالعادة يسلكون إليه أكثر الطرق وعورةً، ويسيرون فيه بأكثر الطرق رعونةً …ويا جنُّوا … مافي تفسير غير التلاتة ديل أو خليط منها .

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمان يكتب : مذبحة العقولالتسويةالمكون العسكريقحتقرارات ٢٥ أكتوبر
تعليقات (0)
أضف تعليق