حليم عباس يكتب : الجانب الإيجابي في التسوية القادمة

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

حليم عباس يكتب :

لا أستطيع الامتناع عن رؤية الجانب الإيجابي في التسوية القادمة؛ إنها بالفعل بمثابة إنهاء لما يُوصف بالانقلاب، كونها تطوي صفحة ما يُسمى بانقلاب 25 اكتوبر وتفتح مرحلة جديدة، يكون فيها هذا “الانقلاب” قد انجز مهمته بنجاح كامل، كونه أبعد قحت من السلطة، ثم أعاد تدجينها واستيعابها داخل إطار 25 اكتوبر، وجعلها تبارك “الانقلاب” وتعطيه الشرعية لدى العالم والغرب على وجه الخصوص: لقد أنهينا الانقلاب وأسسنا سلطة مدنية كاملة، هيا ادعمونا.

ولكن الحقيقة هي أن المظاهرات قد انحسرت وتلاشت تقريباً قبل وقت طويل من هذه التسوية، وقحت بالتالي لم تُسقط الانقلاب ولا هم يحزونون، ومن المستحيل بالتالي أن تعود لما قبل 25 اكتوبر، هي في الحقيقة ستنخرط في مسار ما بعد 25 اكتوبر الذي بدأ أساساً بإبعادها من السلطة، ولن تعود كما كانت.

هذا الإطار السياسي الجديد أكثر انفتاحاً من إطار كورنثيا بحكم الأمر الواقع، وهو كذلك أكثر ضعفاً وهشاشة وبالتالي أكثر قابلية إما للاستجابة لضغوط القوى الوطنية والتحول إلى إطار للتسوية الشاملة، أو السقوط، وإسقاطه أسهل بكثير من إسقاط إطار كورنثيا الذي كانت وراءه ثورة بأكملها، نعم هي ثورة تمت سرقتها، ولكنها كانت تسند ذلك الإطار ومع ذلك فقد سقط.

الإطار الجديد الذي يُراد تشكيله والذي بدأ منذ البداية بضم المنبوذين من المؤتمر الشعبي وأنصار السنة والحزب الاتحادي هو أضعف من إطار الثورة، بلا أي غطاء جماهيري وبلا خطاب سياسي، فلا هو إطار توافقي يستمد شرعيته من التوافق، ولا هو ثوري قائم على الشرعية الثورية.

التسوية الثنائيةالجانب الإيجابي في التسوية القادمةالرايةقحت المركزيقرارات ٢٥ أكتوبر
تعليقات (0)
أضف تعليق