الخرطوم : الراية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب : الجوائز لا مطر الحصو !
▪️ عندما قال نائب رئيس السيادي ( التبقى تبقى يا زول إن شاء الله تمطر حصو نحن مصارينا ديل اتهردن، صبرنا، نصبر لمتين ) ظن الكثيرون أنه بذلك يؤكد أنه الأكثر جاهزيةً لتحمل أي نتائج قد تترتب على فض الشراكة . لكنه، بعد فترة صمت، أصبح يتحدث بلغة غير المسؤول عن ذلك القرار، والعامل على تصحيحه ( منذ اليوم الأول ! )، وبالتالي المستحق لشكر وامتنان الأجانب والأحزاب التي يفضلونها، ليتلقى، منفرداً، مختلف أنواع الجوائز،، لا مطر الحصو، الذي يجب أن يهطل – بإسهامه المباشر – على رأس الزملاء، وجهات سياسية، وجهات نظامية، بأشكال مختلفة من بينها الجراحة العميقة التي تعهد بإجرائها !
▪️ وعندما قال مخاطباً محمد الفكي : ( رصيدك شنو ؟، العارفك ذاتو منو ؟والقوة البتتكلم بيها دي أديناك ليها نحن ) ظن الكثيرون أنه يقر بحقيقة الوضع، أي أن هناك أحزاب صغيرة ليس لها وزن يؤهلها للحكم ،وشخصيات مغمورة، تصدرت المشهد وحكمت بواسطة أمر واقع تفرضه القوى النظامية، لكنه سرعان ما عاد إلى تضخيم وزن هذه القوى، وتصوير حكمها وكأنه يمثل الحكم الديمقراطي الحقيقي، حتى يقول بقول الخارج ويخرج من هذه المعارك كاسباً لرضاه التام، وتمطر فوق رأسه أمطار الشكر والقبول والتسويق الدولي، وبالتالي المستقبل السياسي الكبير ..
▪️ وعندما قال ( لكن اعتبرنا غُفرا طبعاً، نحن غُفرا، أثبتنا إننا غُفرا ) علم الناس أنه يحتج على دور الحراسة ويريد نصيباً من الشراكة أكبر مما توفر له قبل قرارات أكتوبر، لكنه سرعان ما عاد إلى تأكيد زهده التام في الشراكة والأدوار السياسية، واستعداده الكامل لأن يكون الغفير/الحارس الحقيقي والأول لسلطة “الديمقراطيين” ممثلي الشعب الحقيقيين ! ليكون في نظر المجتمع الدولي الاستثناء بين العساكر الذين شكك – في وقت سابق – في صدقهم فيما أعلنوه من قبول بدور الغُفَرا /الحراس : ( قلت لهم أبقوا قدر كلامكم ) !
▪️كل هذا “الزهد” لم يمنعه من أن يكون الوحيد من بين العساكر الذي أعلن عن نيته الترشح للرئاسة إذا لم تكن الحكومة القادمة وطنية مخلصة تحفظ السودان وتنهض به، ليكون فائزاً في الحالتين : إن نجحت فالفضل له، وإن لم تنجح فمقعد الرئاسة له ! فهو المنقذ من الإثنين : من “خطأ” و”فشل” قرارات أكتوبر، ومن “فشل” تصحيحه لها !
في ( عك ) يا أخوانا أكتر من كده ؟
إبراهيم عثمان