أسمى الأمريكان عملية غزو العراق في 2003: Operation Iraqi Freedom عملية تحرير العراقي.
وأسموا عملية غزو أفغانستان Operation Enduring Freedom عملية الحرية الدائمة. والقاسم المشترك في تسميتي العمليتين هو كلمة الحرية.
وفي التاريخ القديم نسبياً والحديث، انقض الأمريكان بالانقلابات على أنظمة ديمقراطية وصلت للحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة في إيران وتشيلي وتركيا (عدة مرات) والجزائر ومصر وغيرها. وتدعم أميركا أنظمة حكم دكتاتورية، تصنف كلمات ديمقراطية وحرية ككلمات بذيئة يجب ألا يسمعها الأطفال حتى لا تسوء أخلاقهم كأنظمة الحكم في السعودية والإمارات.
وتشن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية هجوماً على ڤيكتور أوربان رئيس المجر لأنه معارض لمجموعات قوم لوط والمجموعات الشاذة الأخرى (التي تُختصر في LGBT)، وكذلك تهاجم بوتن حتى قبل الحرب الحالية لنفس السبب، وتهاجم أردوغان لأنه يرى أن فعال قوم لوط تهدد الأسرة، وتمارس ضغوطاً على موسفيني ورؤساء أفارقة آخرين. وكان من بين أسباب معاداة الغرب للبشير موقفه من قوم لوط. وكان وليام بين William Baine عضو مجلس العموم البريطاني رئيس المجموعة البرلمانية الخاصة بالسودان من قوم لوط وكان معروفاً بعدائه للبشير وداعماً لكل السياسات التي تضيِّق الخناق على حكمه.
الرؤساء الذين يستقذرون الإنحطاط الأخلاقي لقوم لوط ، يتحججون دوماً بخطرهم على الأسرة. ومن الطريف في هذا الصدد أن الراحل الرئيس موقابي أمر بإبقاء إثنين من قوم لوط بالسجن إلى أن ينجبوا ، فإذا أنجبوا يطلق سراحهم !!!
حتى الثمانينات كان الغرب يتمتع ببعض محافظة. وأذكر وقتها أن المدرسة استدعت صديقنا لتناقش معه موقف ابنته “الغريب”، ذلك لأن ابنته قالت للمدرسة إنها ترفض أن يكون لها صديق ولد boy friend. كان تصرف المدرسة مع صديقنا يعتبر محافظةً!!! لكن ما تبقى من محافظة زال الآن، ففي السويد مثلاً أخذت السلطات المختصة بالجوانب الاجتماعية، أطفالاً من أسرهم المسلمة لأن الوالدين يعارضان إقامة أبنائهم علاقات مع الجنس الآخر. وسبق أن أوردت في مقال سابق أسماء رؤساء ورؤساء وزراء أوروبيين من قوم لوط، وفي إدارة بايدن أكثر من وزير. وكتبت مجلة قلوب قبل بضعة أسابيع أن ملك بريطانيا الحالي تشارلس الثاني هو أيضاً منهم والعياذ بالله.
ومما جرى في مونديال قطر من الفريق الألماني وفرق ومشجعين غربيين استبان أن الغرب في سبيله لفرض فعال قوم لوط فرضاً على الدول.
وعوداً على بدأ نذكر أن في عمليتي احتلال العراق وأفغانستان زعم المحتلون أنهم جاؤوا من أجل الحرية، وهي نفس التسمية الكاذبة التي تهافتوا فيها على الدول الأفريقية وغيرها في القرن التاسع عشر وسموها استعماراً المُشتقة من الإعمار.
وفي ثورة الندامة كان الشعار حرية سلام وعدالة. وبشّرونا أن السودان سينعم قمحاً ووعداً وتمني، وأن الغرب سيمطر علينا دولاراً وذهباً واستثمارات، وكل المطلوب هو أن نفكك نظام الكيزان ونسترد المليارات المنهوبة.
فوجئنا بزيف الشعارات. وفوجئنا بأن اللصوص الحقيقيين هم من يحكموننا. شروا الفلل والمنازل الفاخرة في مصر والإمارات وسواها، وخبأت أموالنا والذهب في المنازل.
واعترف حميدتي أنهم جميعهم “مسيَّرون” وقالت مريم المنصورة بكل سذاجة أن “العالم يخطط لنا”، وقال كمال عمر:
(التسوية ومشروعات الصلح والتوقيع على مشروع الدستور الانتقالي كله تم بفعل المجتمع الدولي).
وسبق لمريم أن قالت: (حكامنا يتلقون آراءهم وتعليماتهم وتوجيهاتهم من الخارج).
أما ذلك الساذج المدعي للمعرفة فقال (حنباري السفارات سفارة سفارة).
وتبنى هؤلاء العملاء صفقة طبخها سادتهم، وجعلوها حكراً عليهم، ورفضوا دخول آخرين فيها خوفاً عليها من “الإغراق”!!!
ورغم أن كل شيء تداعي Things Fall a Part كما قال أخونا تشنوا أتشيبي، لكنهم وبلا أدنى حياء عادوا مرة أخرى بحجة أن التفكيك لم يتم فعقدوا له مؤتمراً بأمر السادة.
بدهيٌّ أن المجرمين وحدهم هم من يكرهون القضاة، ولكن عملاءنا في مؤتمرهم ندبوا ذلك “الممشّط” ليقول يجب استبعاد القضاء!!! حتى يعودوا تارة أخرى لمواصلة الظلم والنهب بلا حسيب أو رقيب. الخواجات الذين يسودونهم يعرفون أن هذا خطأ لكنهم موافقون عدا غريتا فيرنر. وغريتا فيرنر لا حول لها ولا قوة، فهي ليست سفيرة تمثل سياسة دولتها.
إن نهب موارد الأمم وثرواتها كارثة، وعملاؤنا مهَّدوا لذلك لسادتهم في ميناء أبوعمامة ومئات آلاف الأفدنة في الشمالية ومناجم الذهب في البحر الأحمر، وهذه مجرد بداية.
على أن أم الكوارث هو ما يفعلونه اليوم عبر التمكين لمنظمات تروج لقوم لوط والسحاقيات. أم الكوارث هو ما يستهدفون به قيمنا وأخلاقنا وهويتنا، لنصير مسخاً شائهاً وقذراً. عندها سيحكمنا ابن البرهان أو بنته حين يضمونهم لمنظمات قوم لوط أو السحاقيات. إنا نراه قريباً، لا سمح الله.
حتى الثمانينيات كان فعل قوم لوط في أميركا والغرب عامة أمراً مستنكراً مستقذراً. وفي بريطانيا كان القانون يعدم ممارس اللواط.
وبهذه المناسبة نذكر أن الحاكم العام الجنرال الانجليزي غوردون Gordon كان من قوم لوط!!! وبعض الإداريين والمعلمين الإنجليز في السودان زمن الاستعمار كانوا من قوم لوط وعملوا على ترويج اللواط.
كان الإنجليز في بلادهم يوماً ما، يعدمون قوم لوط، وها هو ملكهم يصير اليوم منهم!!!
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا
في السودان، يحدث كل هذا في تكرار لمأساة أفغانستان والعراق، وباسم “الحرية” مرة أخرى.
ولأربع سنوات يرى البرهان كل هذا الانتهاك لسيادتنا والتخطيط لتدمير الجيش والأمن والقضاء ويشارك فيه.
أثق أن بالجيش الكثير من الرجال . ولكن أين العقيد؟؟ كما تساءل الفزي وزي fuzzy wuzzy المبدع محمد عثمان إبراهيم. أين العقيد؟؟
♦️ياسر أبّشر
————————————
15 يناير 2023