محجوب فضل بدری يكتب :
أحلام الفتی الثائر (٢)
ملخص الحلقة الأولی-(محمد أحمد طالب جامعی خرج ثاٸراً علی زيادة سعر رغيف العيش جنيهاً واحداً،وأُصيب بطلق ناری من الخلف،ودخل فی غيبوبة إستمرت لثلاث سنوات،ولمَّا أفاق، وجد الأوضاع تغيرت،،نحو الأسوأ،،
-خرج محمدأحمد من المستشفی وفی طريقه للبيت،اْنكرت عيناه الشوارع المسفلتة والمرصوفة الجوانب،وقد تحولت إلی خرابٍ ودمار،وحُفَر وتروس تمنع إنسياب حركة الناس والسيارات،و(صبيةٌ) أحداث يجلسون علی هذه التروس المصنوعة، من أحجار الانترلوك،التی خُلِعت،واعمدة الإضاءة،التی أُسقطت،ولوحات إعلانات الطرق،التی دُمِرت،وجذوع الأشجار،التی أُجتُثت،وإطارات السيارات التی أُحرِقت !! فسأل أمّه ماهذا ؟ فأجابته (نحن فی الحالة دی من تلاتة سنين !! ياهو ده الشايفاهو عينك،كل يوم والتانی يقولوا ليك عندنا مليونية !! ويطلعوا كم واحد ومعاهم كمية من (الشُفَع،والفَتَوَات)،يحرقوا ليهم كم لستك،ويجدون من يشيد بهم من السياسيين ويقول(المجد للساتك،ولمن أشعل اللساتك ناراً واشتعل !!) والشماشی البيترس الشوارع يقولوا ليهو: راكز!!والبت البتحوم وتبيت بره البيت ليل ونهار يقولوا ليها: كنداكة !! ) فتساءل محمد أحمد (طيب الحكومة وين؟) فقالت امه: (حكومة شنو !! قول الحكومات،،حمدوك براهو سوا تلات حكومات فاشلات،،قضی الزمن كله من البيت (للمزرعة) يحكی لينا فی (سينات) س۔۔نعبر، س۔۔ننتصر،س۔۔س۔۔سوف۔۔سوف۔۔!!)
فقال لها: (طيب الجيش وين؟) فقالت له (قول الجيوش!! عندنا ( جيشنا ) وللدعم السريع جيش !! ولكل حركة من المتمردين، الخوارج،،جيش !! وكمان سموهم حركات الكفاح المسلح !! شغالين نهب وسلب،نوم ماقادرين ننوم من قلة الأمن،ماقلت ليك حلوا هيٸة العمليات،وشالوا صلاحيات جهاز الأمن والمخابرات،ما يقدر عشان ما يشتغل، لكن ناس الشرطة مجتهدين غايتو !! وهنا سأل محمد أُمّه المعلمة: (وشغلكم كيف ؟) فأجابته بكلمة واحدة (مُضربين!!) وتابعت،(عشان ما تتعب روحك،الدنيا كلها واقفة،والبلد إنتهت،الكهرباء قاطعة،والموية قاطعة،والميناء مقفولة،والدولار طار السماء فات الستماٸة ألف جنيه،والمليون جنيه سودانی بقت ألف جنيه،،الوجع كتير أحييی !! أسكت ياولدی الله يديك العافية) ونزل محمدأحمد عند رغبة أُمه فلزم الصمت،،
-آلاف الصور كانت تدور فی مخيلة محمداحمد،عن الأحلام التی غدت كوابيساً،بما رأته عيناه،وما سمعته أذناه من أمه،ومن التروس والعراقيل التی حولت رحلته من المستشفی الی البيت إلی مايشبه المغامرة،واستغرقت الرحلة التی كانت لا تتعدی نصف ساعة الی ثلاث ساعات من المعاناة والألم،بسبب التروس والمطبات والحُفَر،وعن شعار الثورة (حرية سلام وعدالة) الذی بدده الواقع الأليم وحوله إلی هباء، (هشيماً تذروه الرياح) وتذكر رفاقه فی الجامعة وحماسهم،،ببناء وطن حدادی مدادی،وشعارهم حنبنيهو فإذا بهم يخربونه!! واحلامهم بعودة الكفاءات المهاجرة فمن عاد منهم لم يكونوا سوی كفوات،عملاء مأجورين،يتذللون للسفارات ويجاهرون بذلك،وكبارهم مجرد نشطاء،يجهلون ابجديات العمل السياسی، ويتحالفون مع الشيطان من أجل الظفر بكراسی السلطة!!