بالعادة ومنذ سنوات (الانقاذ) لم اعد من مشاهدي تلفزيون السودان (الجهادي) و (ساحات فدائه) او حتي القنوات السودانية الاخري التي ظهرت بعد ذلك تدعمها وجوه الحسناوات وجيوب من يدعمها… .. لسبب بسيط هو ان مشاهد مثلي ومعظم ابناء جيلي الذين شبوا علي برامج راقية المستوي ومتنوعة المحتوي مثل (فرسان في الميدان) و (محراب الاداب والفنون) و (صور شعبية) و (طبيعة الاشياء) و (الصلات الطيبة)و (لحقل والعلم) و (الكون ذلك المجهول) او حتي البرامج المستوردة مثل (العلم والايمان)للدكتور مصطفي محمود او( نور علي نور) و (خواطر تفسير القران) وكلاهما للشيخ الشعراوي او حتي( تليماتش) او (اسرار البحار) وغيرها من البرامج المتنوعة في العلوم والاداب والفنون والارشاد الديني والاخلاقي والزراعي والصلات الطيبة والمسابقات التي سبقنا بها معظم الدول العربية… .. ليس من السهل علي مثل هذا المشاهد ان ينتمي (لتلفزيونات كووولها اغاني واغاني) بلا موجهات او اهداف…
بالامس تاكدت ان وجودك امام القنوات السودانية ولوجوه المتكررة بلا جديد في كل القنوات واستساخ برامج الاغاني بذات المسخ سوف يدفعك لكتابة عشرة مقالات يومياً ولا طاقة لنا بذلك ونحن صيام
بالامس وجدت نفسي امام الشاشة يقدمون عليها برنامج( يللا نغني) تقدمه مذيعه جميلة اسمها (تريزا) واحسبها من مواليد فترة (الانقاذ) ولن اعلق علي الاسم الغير مرتبط بثقافتنا كثيراً وهذا موضوع اخر والناس احرار في تسمية اولادهم وبناتهم الا ان اشهر من تسموا بهذا الاسم هي (الام تريزا) القديسة الالبانية ذات السيرة الطيبة التي اهلتها لنيل جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٩م….ما شدني للحلقة هو الحديث او تناول اغنيات (شرق النيل) التي انتمي اليها وهذا مالم يحدث فعلاً وسوف نعرف ذلك لاحقاً ولكن دعونا الان نعرف شئ عن (محافظة شرق النيل)
اسم (شرق النيل) ظهر مع (الانقاذ) وحكومتها البائدة واعادة تقسيم كل السودان الي محافظات ومعتمديات ومحليات وخلق (وظائف و وظائف) و (دستورية ودستورية) وما تبعها مما اهلك ميزانية الدولة وخلق من التداخل والتناحر ما خلق حتي ضاعت البلاد وتعب العباد فقبلها كان السودان مقسم لمديريات يقودها في الغالب ضباط اداريون اصحاب خبرات عالية كان اصغرها مديرية الخرطوم… اما تسمية (شرق النيل) بها كثير من العلل هل هو النيل الابيض ام الازرق ام نهر النيل؟؟؟ وربما يصيبك العجب اذا علمت انها تمتد من الجهة الشرقية للنيل الازرق وتشمل ايضاً مناطق شمالا تقع علي شرق نهر النيل و من غرائب اسماء (الانقاذ) هو اسمها نفسه الذي يشبه اسم (جامعة شرق النيل) التي تقع غرب النيل و (لي هسع نحن ما عارفين ياتو نيل)عموما هذا موضوع اخر متاهاته كثيرة…
تعالوا للاغنيات التي وردت بالبرنامج و(يللا نغني) في شرق النيل لاؤكد لكم انها لاتمثل المنطقة (شرق النيل) سوي ان من تغنوا بها من ذات المنطقة وكان من الممكن وجود كثير من الاغنيات التي تمثل المنطقة شعراً ولحناً واداءً وهذا علي ما اظن عيب اعدادي ليس من العدل ان نلوم عليه المذيعة الجميلة (تريزا) ولعل اكبر العيوب هو تقديم اغنيتين لنفس الفنان… كانت الاغنية الاولي التي تم تقديمها هي التي تمثل المنطقة تماما من كلمات والحان الجاغريو واداء خلف الله حمد وهي
فايتني وين يا تومي
انا السهران كمل نومي
اما الاغنية الثانية وهي (ولي المساء) لسيد خليفة ابن المنطقة فهي كلمات حسن ابو العلاء
اما (في ربيع الحب) فكانت لذات الفنان لكن كلماتها لادريس جماع… وارتكب معد البرنامج ذات الخطأ في تقديم اغنيتين لابن المنطقة صلاح بن البادية احداهما للشاعر ابو امنة حامد ( سال من شعرها الذهب) والأخرى (صدفة غريبة) اظنها كلمات محمد يوسف موسي….
اربعة اغنيات من مجموع ستة اغنيات لا علاقة لشعرائها وملحنيها بالمنطقة موضوع الحلقة (شرق النيل)
اما عميد الفن احمد المصطفي فقدموا له
(يا رائع) كلمات شاعر المنطقة الجاغريو
هذا ملخص الحلقة غير المرتبطة بعنوانها الا في( يللا نغني) وحتي في الاغنيات التي قدموها لو سالنا مثلاً عن المقصود ب (الخدو لال) لما وجدنا لها اجابة لا عند (تريزا) او من معها…
ولما نغني يجب ان نغني بفهم وليس مجرد( اغاني واغاني)
ويللا غنوا والبلد بلا وجيع في زمن الهيصة
سلام
محمد طلب/العيلفون