الخرطوم:الرآية نيوز
هيثم مصطفى كرار
لا أخفي حقيقة أن هيثم مصطفى (لاعب الكرة) من الشخصيات التي لم أستلطفها ؛ ربما لكونه لاعب هلالي مؤثر ؛ ولكن ثمة امر اخر كنت أتلمسه فيه بعيني مشجع ؛ وهي أن البرنس به ملمح عجرفة ظاهر و(شوف نفس) مع حدة وربما غلظة ؛ وقست هذا من إنفعالات (هيثم) الكثيرة في ملاعب الكرة وحكايات أخرى . وشخصيا توقعت بعد إعتزاله الكرة أنه لن ينجح في التدريب لطبيعة شخصيته التي ستجلب له المشاق مع إدارات الأندية واللاعبين وربما الجمهور . ولكن مع كل هذا ثمة حقيقة ثابتة وهي أنه لاعب متميز وموهوب ومخلص للكرة وسجل أسمه ضمن العظماء وقاد الهلال والمنتخب الوطني في محافل كثيرة . واسعد ملايين السودانيين وجمل أيامهم ولياليهم وهو ما يحفظ له بلا جدال او تردد وكثير جدل
2
الأمر الاخر الذي يحسب بأمانة لهيثم مصطفى أنه ووفق قناعاته نزل الشارع في حراك 2018 وما تلاه من تطورات ؛ وهذه نقطة جيدة لشخص نجم . ان يكون له موقف وخيار (دون التقيد بقياساته صحة وخطأ ) في شأن بلده . خاصة أنه جاء من قطاع إعتاد الناس وفئة توصف بالحياد تجاه شواغل السياسة فسار في المواكب وكتب وهتف وشارك في الإعتصام . فراى البعض انه بطل ومناضل وانكر عليه الغير ذلك . وهو امر متوقع لطبيعة الانقسام في تصورات الناس وكل أمر يحدث . الى أن انتهى به الامر الان لحالة موقف هو متتم لموقفه الاول غير ان من بجلوه سابقا انقلبوا عليه فيما من عابوه شمتوا فيه .
3
وليس تلك هي القضية ؛ المبجلون او الشامتون ، القضية ان الحملة التي تنشط الان ضد الكابتن الكبير . تنحو لمسار غوغائي أقبح ما فيها نهج السحق تحت ارجل قطعان البغال لمجرد ان احدهم . ولم يقدم لوطنه معشار ما قدم هيثم _ راق لك كلاعب وثائر ام لم يرق لك كلاعب وناقد _ ثم يمنح نفسه فرض تصورات عليه لانه انتقد الحكومة الانتقالية ورموزا فيها وبدفوعات تتعلق بنتائج يرى هيثم مصطفى أنها محبطة ولا تتناسب وما ثار لأجله الناس ! ثم ان ذات الشخص الناقد والمستاء ان راجعت أراءه تجد انه قبل عامين او اكثر يمتدح مواقف النجم الكبير لانه حينها كان ينتقد النظام الحاكم بذم انه فشل في توفير عيش كريم للشعب !
4
ما يتعرض له هيثم مصطفى سببه ببساطة ؛ اننا أمة غريبة التصورات ؛ فأنت إما ان تكون معبر عني .و رايك يروق لي فانت (سيدا) وأما إن لم يحدث ذلك فانت مندس ونشاز ومأجور وما عندك حاجة اصلا ؛ وما عندك تاريخ ولا فضل . كلامك غلط وشين . ولهذا فسنظل هكذا نبصق في وجوهنا . الكل يبصق على الكل . إن لم نجد حبالا للشنق (فتلنا) ما يتاح !
محمد حامد جمعة نوار