إبراهيم عثمان يكتب : لجنة قراقوش وإدمان المصادرات

السودان

الخرطوم: الرآية نيوز

لجنة قراقوش وإدمان المصادرات

( امتلكت اللجنة معلومات عن تنظيم منسوبي المؤتمر الوطني لاعمال حرق ونهب يجافي نسق الاحتجاجات السلمية) – لجنة التمكين

( وردتني مكالمة مفادها “عاوزين منك اسماء لمن ترى ضرورة اعتقالهم” – اعتذرت بلطف لمحدثي… ) – الناشط علاء الدين الدفينة

عندما استمرت مطالبات أحزاب قحت بإلغاء صلاحية جهاز الأمن في الاعتقال إلى ما بعد ١١ ابريل ٢٠١٩ كان السؤال الذي يدور في ذهني : ما هي الجهة التي ستنتزع هذه الصلاحية وتمارسها بتعسف زائد، نعم بتعسف زائد، فليس هناك عاقل يمكن أن يصدق أن الحزب الشيوعي والبعث والناصري وحركة حق وبقية أحزاب القكة اليسارية يمكن أن يحكموا دون اعتقالات كثيرة ومتعسفة للمعارضين .. تاريخهم وتجاربهم الأم تقول ذلك، وقوانين حكم الأقليات وتحكمهما في الأغلبية تقوله، والهلع الناتج من الإحساس بالضآلة يقوله، والنظر إلى السلطة كغنيمة يقوله، والرغبة – المعترف بها وبأسبابها – في الاستمرار لأطول فترة ممكنة في حكم انتقالي بسبب فوبيا الانتخابات تقوله، وشيطنة الآخر وتوعده بشعارات الدوس والبل والصراخ تقوله .

ومع كل هذا اليقين لم يصل سوء الظن عندي إلى درجة أن أتوقع أن تقوم لجنة مدنية من سياسيين بانتزاع هذه الصلاحية ومصادرتها وممارستها بهذه الطريقة البدائية التي من شدة سذاجتها وتعسفها وكشفها لعورة النظام وفضحها لبلطجته تبرأ منها بعض ألد أعداء الإسلاميين . ما كان الظن أن لجنة التمكين المتخصصة في المصادرات للمتلكات بعد مصادرتها لصلاحيات مؤسسات العدالة ستستمر هوايتها في المصادرات و(الكجم) لتصادر أيضاً بعض من صلاحيات كل أجهزة الحكم لتأتمر بأمرها، ولتصادر الصلاحيات (الملغاة) لجهاز الأمن التي تجيز له الاعتقال والاستجواب بناءً على المعلومات التي يحصل عليها. إذ لم يكن جهاز الأمن يصدر الأمر إلى الولاة والأجهزة النظامية في كل السودان لاعتقال كل القيادات “الفاعلة” من أحزاب بعينها، ولم يكن جهاز الأمن يعطي النشطاء حق اقتراح قائمة المعتقلين الذين (يرون) (ضرورة) اعتقالهم كما فعلت اللجنة مع الناشط الدفينة، لا بناءً على معلومات يملكها الدفينة ولكن بناءً على تقديراته الشخصية.

قحت تؤكد في كل يوم أن ما ذكرته في مقال سابق لم يعد يصف الحال بدقة : (عندما يتعملق الأقزام لا بد أن تتقزم المعاني، وتبهت المبادئ، وتنمسخ القيم، وتسيل الأخلاق، وتسود اقتباسات رثة منها تحاكي العناوين وتخون المضامين، فالتضخم الورمي لا يحتمل المعاني والقيم والمبادئ الأصلية ولا هي تحتمله) فالمعاني لم تتقزم بل ديست، والمبادئ لم تبهت بل عُمِل بنقائضها، والقيم لم تنمسخ فحسب بل وجرِّمت، والأخلاق لم تسيل بل وئدت، فلا اقتباسات رثة ولا محاكاة الآن لعنوان بل هناك المجافاة الصريحة المتبجحة بعناوينها البديلة (البل والدوس والصراخ) .. على من يرون أن لجنة التمكين المتخصصة في تنزيل هذه الشعارات تمثل قلب الثورة المزعومة النابض وروحها المحلقة في فضاءات الإنجازات “الثورية”، عليهم أن يكفوا عن التمسح بالشعارات الملغاة عسى أن يزينوا باطلهم “بفضيلة” الوضوح .

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمانمقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق