الخرطوم:الرآية نيوز
حسن إسماعيل
حذاري يابرهان !!
ــ ظللنا ولفترة نواسي أنفسنا بالتماس العذر للأخ الفريق البرهان في كل الذى أقدم عليه هو ورفقاؤه في المؤسسة العسكرية في كل الذى أتوا به مذ قطعهم الطريق أمام التسوية السياسية التى كان من واجبهم حراستها رغم الأعاصير الهوج المصنوعه التى كانت تنفخ من حولها ورضوا أن يمشوا في ركاب مشروع سياسي خائب ومرتج ومرتبك تشاكست الأيدى الخارجية في انضاج طبخته وأعطت القوامة لقوى قاصرة غير قادرة علي باءة المسؤولية الوطنية ، أحزاب أقليات فكرية وسياسية تمثيلها في الشعب لايكاد يحسب ويحصي بالأعداد الصحيحة الموجبة ، ثم أرتضي البرهان ورفقته أن يكونوا حراسا لهذا العجين الني ينتظرون أن ينضج وكلما تذوقوه تفلوه وخرجوا يشتكون من فشل الحكام الجدد
ــ ثم في داخل هذه المغارة والمتاهة توضع أوراق التنازلات أمام البرهان فيوقعها مبصرا أم مغمضا الله أعلم …مضي في قضية التطبيع التى لم نر في تجارتها البكماء إلا فتح أبواب مؤسسات التصنيع الحربي ( الظهر الوحيد الذى تبقي لنا لنسرجه يوم كريهة وسداد ثغر ) لأعين وآذان مخابرت اسرائيل ثم أصبح الرئيس الوحيد الذى يرتضي أن يجلس في كرسي اقل من مقامه بكثير فيشترك في مهرجان للطلاب الإسرائليين يتحدث عن التعايش السلمى بين الشعوب …
ــ غضب برهان من سكرتير قاصر سياسيا للجنة ازالة التمكين ففتح فيه بلاغا ولم يغضب لطلبات المحكمة الجنائية التى تريد أن تمرغ أنف المؤسسة العسكرية السودانية بكل تاريخها في الوحل فتسلم قادتها لحفنة من المستهبلين والموتورين
ـ من يخبر البرهان أن قضية المحكمة الدولية ليست قضية عدلية وليست باحثة عن ارجاع الحقوق وانصاف المظلومين وإلا لرأينا مقعدها مركوزا وسط جثث وضحايا و الفلسطينيين ..دعنا من ذلك أين أسماء المجرمين الذين اقتحموا أبوكرشولا فيتموا عيالها ومزقوا أمانها ..وهل تستطيع المحكمة أن ترفع عينها في وجه عبد الواحد الشريك الأوفر وعود الكبريت الفحل في حريق قرى دارفور ؟
ــ إن كان البرهان فخورا بأنه طبع مع الاسرائليين وأصبح ظهيرا للأمريكان فلماذا لايحتمى علي الأقل بهذا الحلف من كيد المحكمة الجنائية التى تقف خلفها فرنسا وبريطانيا فيحمى المؤسسة العسكرية ومنسوبيها من عار المحاكمات الخارجية المشبوهة
ــ إن الأخ البرهان يحتاج لمن يهز كتفه بشدة وينصحه بمراجعة مشاريع التنازلات في المنطقة من حوله وكيف كان مصيرها …إن الأمة التى تسير إلي الوراء بحجة تفادى مغامرات التقدم إلي الأمام سينتهى بها المقام إلي حفرة سحيقة والقائد الذى يتقهقر بظهره إلي الوراء سيتقوس نظره إلي الأرض حسيرا كسيرا ولن يستطع رفعه بقية عمره …أين هى العدالة بين الفرنسيين أنفسهم حتى يخرجوا يوزعونها على العالم ؟ أين حقوق الأفارقة وحقوق المحجبات في فرنسا حتى تخرج فرنسا مدعية التماس حق أهل دارفور ؟ بل أين حقوق الأفارقة الذين سحلهم السلاح الفرنسي في كل شريط الساحل الأفريقي الغربي إلي تخوم البحر الآبيض المتوسط في الجزائر بلد المليون شهيد ؟ ياوحينا لماذا أصبحنا كالغر الذى ينخدع للخب الذى تعوذ منه عمر بن الخطاب عليه الرضوان
ــ من ينبه البرهان أن الذين دبروا الإنقلاب علي البشير هم الذين دبروا الإنقلاب علي عوض بن عوف وهم الذين ( يحمرون) بصلة بقية المكون العسكرى الآن ؟ …رغم الإبتسامات البلاستيكية الباردة …فهى ذات إبتسامة السفيرة الأمريكية التى أعطت صدام الضوء الأخضر لدخول الكويت ..الكويت التى أصبحت مثل شرك ( الصبرة ) شركا بائسا وحقيرا لاتدخله الضحية بذكاء غريمها ولكن تدخله ببلاهتها وطمعها في العظم المخبوء داخل الشرك
ــ من واجبنا أن نحذر الفريق البرهان وبغلظة …إن بعض المنعطفات التاريخيه في حياة الشعوب لايصح اتخاذ القرار فيها فذا منفردا ..وإن بعض الأثقال والأمانات لايصلح فيها البيع علي الواقف وقرارات (التيك أوى)، وسطحية التقدير والتقرير
ـ نحذره متدرجين من الأدنى إلي الأعلي ..والأدنى هو أن الباب الذى يفتحه البرهان للمحكمة الجنائية أو السماح بفتحه أو التغاضي عن فتحه لن يجعله بعيدا من مسار الأخذ الذي ستأخذه هذه المحكمة الرعناء في طريقها ..لن نرضي له هذا المصير ولو كان مواطنا من غمار الناس في كبوشية أو كبكابية دعك من كونه ضابط يمثل انتماءا لمؤسستنا العسكرية وقائدا أعلي لها …ثم الأعلي ..فإن البشير لايمثل نفسه ..ولاكان يدافع عن (مخمس) ارض تركها له جده في حوش بانقا بل كان يرد تدبير كيد دولى ماكر لم نكد نطفئه في الجنوب حتى أشعلوه في دارفور فإن كان هنالك تجاوزا في حرب دارفور فالقضاء السودانى عاقلا وبالغا و مناط تكليفه مكتملا وماعدا ذلك فهو اذلال وبقية عجرفة مستعمرين من ناحية ..وانكسار نخوة وانعدام مروءة وتبعية مجموعات سياسية خائبة من ناحية أخرى
ــ لايظنن أحد أن هذه البلاد أسلمت قيادها لحفنة أحزاب الأقليات الفكرية والسياسية تضرع أرضها وتخرق سماءها أنى شاءت .. ولايظنن أحد أن التيار الوطنى السودانى قد ابتلع لسانه وابتاع سيفه وآثر الأسر والسكوت ..فإن التقديرات هى أن تتفادى هذه الأرض وهذه الأمة مزيدا من الإرتجاج ولكن الإسراف والغلو في التنازل يجعل هذه التقديرات محل نظر ومراجعة
ــ من يخبر البرهان إن هو سمح بتسليم ضابط سوداني للمحكمة الجنائية فإن الجيش لن يصلي خلفه في أي معركة …ولو معركة ضد صلاح مناع
ــ حذارى يابرهان من السير في هذا الاتجاه ..عمدا أو تغافلا فإن نهايته غامقة سوداء …ألا هل بلغت …اللهم فاشهد