الخرطوم:الرآية نيوز
حسن إسماعيل يكتب
إلي حسين خوجلي ( بين الأثقال )
يجده بخير ،،،
ــ إنها أثقال المحبة ياصديق ..محبة أن يلتقي الناس عندك تقودهم أغراضهم ..محبو الكلمة ..ومحبو الحقيبة ..ومحبو الدوبيت ومحبو المديح والسيرة والتاريخ والأحاجى والأمثال ومحبو الحوارات والمقابلات والمناظرات .. ومحبو الرجالة والفراسة من لدن الشريف احمد ودطه إلي حدود مرجلة عبد الإله خوجلي
ــ هذه الأثقال تتجمع في ذلك الشارع الذى تطل عليه الجميله ( أمدرمان ) ويتزاحم علي بثها أفندية وجلابة وبروفات وخاصة وعوام …رياضيون وعمال يومية وترابلة وتكاسة وحمالون ومحمولون ..مرضي وأصحاء ..طلاب حاجات (ودراجين عاطلات ) . وعشاق ومجروحون … كلهم يستمعون ويشاهدون ويحتسون وهم متحلقون حول هذا الشلال السابع ..(كل زول منهم يونسو غرضو) …والمافي شنو ياحسين ؟
ــ ثم أنها أثقال الكراهية …هى تلك التى تأخذ كل خلية النحل هذه فتظن أنها ستحبسها في القسم الشمالي ..ليتبرم القسم الشمالي ويقول في خفوت ..إيييه … كان كافور أشطر، نعم كان كافور الإخشيدى أشطر وهو يعلي الأسوار ليحبس أبا الطيب خلفها ..ومذاك يخسر أحفاد كافور المعركة وتكسب …(عيد بأية حال عدت ياعيد..) ..
ــ والمعركة في هذه الارض بين الذين يعلمون وبين الغوغاء وبين الراسخين والسطحيين …معركة في صفها علي بن أبي طالب وفي صفها الآخر أقوام يكرهونه حتى يدخلون في كراهيته النار وفي صدرها ابن جرير الطبرى وغوغاء يسألونه عن كيفية استواء النبي عليه الصلاة والسلام في المقام المحمود إلي جوار ربه اذ العرش هو المقام المحمود عندهم ( وكان ذياك جدال بيزنطى وفلسفي انتشر في تلكم الأيام كما تعير بنا الوسائط هذه الأيام ) فيجيبهم الطبري في أناة ..سبحان الذى ليس له أنيس وليس له في عرشه جليس فيهيجون ويرجمونه بالحجارة بل ويسقطون داره عليه ويمنعون حتى الصلاة عليه ودفنه … ثم ….ثم تنتصر الحقيقة ..ولو بعد حين فيتقاطر الناس ليصلون علي الطبرى وهو ملحود ثم يقرون له إلي يوم الناس هذا أنه إمام المفسرين وإمام الموثقين ..ويتساقط الغوغاء بلا ذكر ولا أثر ….هى معركة طويله ..بين القلم والبلم ..والفهم والعتاهة وبين الذين يختارون طريقهم بمعاركه وصعوباته وتحدياته وبين الذين يذهبون الي طرقاتهم كالجراد الأعمى يسوقه الليل من عتمة إلي عتمة يقع في الحاجات حتى تنشق بطنه فيموت متخما بجهالته
ــ المدهش أخى حسين ..أن بعض غرمائك في الأحزاب وقادتها عمرها في المسرح لايتجاوز العام …(اطناشر شهر) وهي كما تعلم لاتكفي للفطامة ..ولاتكفي ليتعلم أحدهم كيف يغتسل من نجاسته وهو في الفكر غر غير مكلف وغير بالغ الحلم ( ولاطاري ذلك ) ومع هذا يجلس ليحكم الناس .. كشجرة الدر التى أخذت البيعة لصبيها الغر ليحكم بلدا مثل مصر فقتلها الناس بالنعال ( والعقبي عندنا في المسرات)
ــ المدهش ان حسين ظل يكتب ويحاور وينتج منذ خمس وثلاثين عام …مكتبته الثقافيه والكتابية تفوق انتاج الأحزاب الممحوقة مجتمعه التي لم تنتج منذ نصف قرن غير العواء والصراخ …فياله من فقر
ــ فقر إلي حدود أن تتخبط فتوجه لحسين تهمة تحت بند مادة الجرائم الموجهة ضد الدولة …الدولة التى ظل حسين ملازما لها ولم يغادرها قط وظلوا هم يدبجون التقارير ضدها .. وضد جيشها وجنودها ونسائها وحرائرها وهم يتسكعون من مقهي إلي مقهي..فشاهت الوجوه
.ــ ظل يجالدهم في المعارضة ..وهاهو يعريهم وهم في الحكومة ( حرية سلام وعدالة قال )!!
ــ اعتقلوا حسين ولن يجدوا في أملاكه مصنعا للطحين ولا مصنعا للحديد ولامزرعة شاي وبن ..تلك يمتلكها أبطال الورق الذين يأكلون في موائد كل الحكومات ويسيرون في مواكب كل الشهداء ..لن يجدوا في أملاك حسين غير قلم وجريدة ومكرفون ..وفكرة ظل مخلصا لها يتفق العقلاء معه ويختلفون …لن يجدوا إسمه في كشوفات عطايا السفارات تحت طاولات العمالة وبيع الذمم ، ولن يجدوا اسمه في كشوفات إجتماعات كمبالا وكوندا ليزا رايس …فمن يحاكم من ؟
ــ قلت له ذات مرة وقد مثل امام لجنة الشكاوى بمجلس الصحافة وأنا لاأخفي اعجابي بمايكتب …أحفظ كل ماتكتب واميز حتى المادة التى تكرر نشرها …فابتسم وقال ..المحبة الكتيرة مرات محرجة ….
ــ وبعد عودته من عملية جراحة عينه زرته لأكفر له فحكى لي بطريقته العذبه أنه بعد البلد (كركبت) قرر ان يقطع نقاهة العلاج فصرخ طبيبه فى وجهه محذرا ستفقد عينك بصرها ..قال فقلت له لو ربنا كتب العافية بتشوف ولو اراد وعمت .فكفاية الشفناهو ….ويبدو انه حال كل السودانيين ياعزيزى أبو ملاذ …كفاية الشفناهو …