الخرطوم: الرآية نيوز
بأحرف دامعة نعى مراسل قناة الجزيرة السابق “محمد الطيب” زميله المصور التلفزيوني مظفر إبراهيم، الذي توفي في حادثة أليمة بمدينة بابنوسة اليوم.
كتب “الرهيد” :
نكرت موتك وسأظل أنكره .. فأنت حي ياصديقي لم تمت .. صنعتني صحفيا ومراسلا محبا لعمله بيديك.. كنت تتحدى بي المصاعب واتحداها بك .. عملي معك في BBC كان مشوارا محتدما بالصعاب تقهرها بابتسامتك الطاهرة الصادقة .. صنعتني بطيبة قلبك وحسن خصالك ..
قريتي ” ألتي” أحبتك وعشقت وطأة قدميك واحتساء قهوتها الجميلة .. أقاربي وخالتي خديجة يسألونني منك دائما كواحد من أفراد العائلة .. لكم كانوا يحبونك يامظفر .. يحبونك مثل ابنهم البار ..
لايحمل أحد في قلبه كرها لك .. فقد كنت توسع كل الناس حبا وخدمة حتى من أخطأ في حقك .. تساعد كل من وثق وفيك ومن لم يثق .. قلبك لايعرف الضغينة .. أعرف أنك ظلمت كثيرا لكنك كنت تقول لي ” أنا مازعلان” وكنت تقابل ظالميك بمحبة صافية صادقة سيعرفونها اليوم.
صنعت معك أحسن القصص عن السودان وأهله وعن مواجعه وآهاته لاتزال تروى وتتجدد ..اعتقلنا معا.. وحقق معنا .. ووجدوك وطنا وهم الغرباء.
طفت معك البلاد بألوية مختلفة مابين الـ BBC وقناة الحرة وقناة الجزيرة .. أنت أيقونتي في التصوير والسرد ومثلي الأعلى يامظفر .. على يديك تخرج مصورون ومراسلون وصحفيون .. يشهدون لك بالفضل وينعونك بدموع ساخنة وكلمات من حرقة ووجع وألم.
سأكون كما تعرفني مدين لك .. لن أنساك .. ولن أنسى فضلك علي .. سأقرأ على روحك الطاهرة الكريمة قراءانا وأدعية ارفعها للسماء .. فرب السماء يعلم انك من خير أهل الأرض وسينزل على قبرك في بابنوسا شآبيب رحمته ورضاه..
تعرف محبتي لك ويعرفها كثيرون … ياتيكا .. تعرف بموجعي بك .. كما تعرف بحبي لك ..
أرقد بسلام أيها المناضل الجسور .. أرقد فقد قمت بواجبك بصدق .. وسلمت روحك وأنت على رأس مهمة وممسك بكاميراتك التي تحب …
أرقد بسلام .. فقد تركت ذكرى طيبة عطرها يشهد بها كل من عرفك .. وصنعت أجيالا من الصحفيين والمصورين والمراسلين الشرفاء أمثالك.
لذا اقول لنفسي أنك حي .. وستظل حي بيننا بذكراك الندية العطرة.