الخرطوم:الرآية نيوز
على الصعيد الخاص ..
حينها لم نُخلق نحن ، لم يكن هناك مجتمع دولي أو منظمات إنسانية ، كانوا فقط نساء على فطرة العصر الذي خلقن فيه حيث لا وجود لمصطلحات النسوية و الأنظمة الأبوية و الحقوق المجتمعية و التدخلات الدولية باتفاقياتها العنصرية لدعوات خطاب العنف و الكراهية التي نادى بها عبدة المال و المتعة الجنسية .
حينما خرج خير البرية ذاك المعجزة الإلهية مخاطباً حشود محبة وفية ، خطبة تضمنت قيماً دينية و أخلاقية ، في وداع منه للناس علمهم فيها أمر دينهم و أوصاهم بتبليغ الشرع إلى من لم يكن حاضراً .
خصص فيها هذه الجزئية (إن لِنسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حقاً، ولَكُمْ عَلَيْهِنّ حقّ، لَكُمْ عَلَيْهِنّ ألّا يُوطْئنَ فُرُشَكُمْ غيرَكم وَلا يُدْخِلْنَ أحَداً تكرَهُونَهُ بيوتَكُمْ، ولا يأتينَ بِفَاحِشَة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي )
أي خطاب يضاهي ذاك الخطاب ؟ أي حديث أبلغ من ” واستوصوا بالنساء خيرا” ؟! أتبدلون الحق الواعد الثابت ببعض من التصاميم الحديثة للجماعات النسوية و التي رفضت و تمنعت عن الحقوق الشرعية و باتت تمارسها بالحرام تحت غطاء الحرية خلف حجرات محمية لا يدار فيها إلّا حديث الفسق و الفجور والأمور الجنسية .!
عن أي حق يتحدثن هن؟ هل أمثال هؤلاء سوف يأتينَ بحقوق المراة السودانية المسلمة؟ من يتحدثن عن الخلع بمظاهر الخليعة هل سوف يأتين بحق المسلمات الحافظات العارفات عن أمر الشرع و الدين الذي كفل حق المرأة المسلمة و كرمها خير تكريم و فضلها في العالمين ؟!
أخذتني الأقدار و طافت بي ربوع الوطن الحبيب في أرياف ولاياته المختلفة ، في أماكن أكاد أجزم أن هؤلاء المتمدنات لم يسمعن عنها من قبل، حيث لم تنتشر سمومهن القاتلة فيها بل و لم يسمع عنهن أحد هناك ، أماكن ما زالت المرأة فيها شيء خاص جداً، يمنع مسه بغير وجه حق ، هل مثل منحلات الخلق و الأخلاق سوف تأتين بحق هؤلاء المحترمات المتربيات على أيدي رجالاً كرسوا أرواحهم لحمايتهن ؟
هل هؤلاء المتمدنات قادرات على التحدث بعين و قامة و هامة مرفوعة أمام مثل تلك المجتمعات المحافظة ؟ هل يستطعن السير بأشكالهن التي نطالعها على صفحاتهن الخاصة وسط مثل تلك النساء في البادية السودانية ؟ و من سوف يسمح ..من سيقبل ؟
في بادية سودانية تخجل نسائها من رفع أصواتهن حتى في مجالسهن الخاصة ، من منكم أيتها النسويات قادرة على مواجهة ذوات مكارم الأخلاق بالفطرة ؟
أنا لست بداعية إسلامية و لا أفقه في أمور الدين ما يؤهلني للخوض فيه و ليشهد الله إني لم أطيعه حق طاعته و لم أعبده حق عبادته و لي كم من السيئات أدعوا الله فيها طلباً للمغفرة ، أعيش حياتي بما يرضي الله ، أرفه عن نفسي كما الأخريات تارة برفقة الزملاء و الصديقات ، نتسامر في الحدائق و المطاعم و المنتزهات و لي في شارع النيل جلسات برفقة الإخوة و الأخوات و لكن في حدود الأدب و الاحترام ، في حدود لا تسمح لأحد التعدي فيها على شخصي و لا تملكه الفرصة لذلك ، لست كاملة فالكمال لله ، لست ملتزمة بما جاء في كتاب و سنة الحبيب المصطفى ، مثلي مثل بقية خلق الله يجاورني اللعين و لكِنني في رعاية و حماية المعين .
و لأنني لست بخارجة عن الدين و ليس بمرتدة عنه سوف أظل أحارب هذه المظاهر السالبة ممثلة نفسي و من رضي في محيط أسرتي ، لا أتحدث باسم مجتمع أو جماعة ، أتحدث من باب الغيرة و القناعة .
نعم أن لي أخطاء و خفقات و لكن لن تمثلني عارية تتباهى بنظافة “إبطيها” و شعرها السلسبيل المموج الجميل ، فتلك لن تأتي بحقي و بحقوق المرأة السودانية المسلمة ، و لن أرضى بمن لم تكن هي راضية عن نفسها .
و إلى من يقفون خلفهن من الذكور المشجعين لمسيرتهن الضالة الداعية للخروج و الحرية الشخصية ليتك تتذكر أنك سوف تقابل الله بمفردك ، أما أنتِ أيا من تعتقدين أنه مناصر لكِ و لقضاياكِ الحتمية رافعاً بجوارك بنود اتفاقية سيداو المفخخة الهلامية لتصبحي المراة المتاحة و تلك المحظية و الدمية الجنسية .
لن أختم الحديث معتذرة إليكم كما السابق و مرحباً مجدداً بالسيدات و السادة على جدار صفحتي الشخصية المتحدثة باسمي فقط و تحياتي و سلامي لحديثات التخرج من موسوعة ( ويكيبيديا ) مدرسة النسوية السودانية دبلوم الفلسفة ” الوهمية” في سب الدين و الألفاظ السوقية النابية .
و عذراً مارس لست في حاجة لك .. فكلما قرأت سورة النساء راودني شعور الاحتفال بأنني امرأة مميزة فما الداعي لأجعل من يومك الثامن ذكرى عالمية ؟!
نشوة أحمد الطيب