إبراهيم عثمان يكتب : كبير المعلوفين

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

كبير المعلوفين

السوداني المحافظ الذي لم يفعل كل هذا المذكور أدناه، ولم يفعل الكثير غيره مما يشابهه، وتم تدريبه على مواءمات وحيل دفاعية للتعايش، ودرّب نفسه على حيل إضافية خاصة به يجمع عن طريقها بين التعايش الذي يُتَرجَم في شكل تقليل من الأهمية وتدريب على تصديق أن هذه حواشي على المتن، واستثناءات على القاعدة، وبين أقصى درجات التحفز لحماية أسرته، لكنه مع ذلك يرى في هذه الحكومة حكومته المثالية، ويرى في قياداتها وأنصارها قومه الذين يشاركونه الحلم ويقاسمونه الهم، ويغفر لهم الدوس المتواصل له في معيشته .. هذا المحافظ المتساير المرن الصابر على عسف الدوس ورهق الحماية يستحق عن جدارة لقب كبير المعلوفين كمغفل نافع مثالي :

▪️السوداني المحافظ الذي لم يلزم نفسه ولم يوصي أبناءه وبناته وأخواته وقريباته بالاستماع إلى نصائح البوشي: “خليك زول إيجابي وما تمنع أختك وما تقول ليها فلان دا كعب ما تقابليهو لأنو الحاجة دي غريزة وما بتتمنع وممكن تعملها بوراك”…

▪️ ولم يوصيهن باللاستجابة لدعوة الناشط الملحد ثروت سوار الذهب لزيارته حيث يقيم في أم درمان ( لأن هناك جو جميل جداً) بتعبير رفيقه في اللايف، وهو اللايف الذي أعطى فكرة عن هذا الجو الجميل، حيث ظهرت معهما فتاة ثملة مترنحة تقوم وترقد عليهما، والذي لن يوصيهن بالاستماع لحلقات ثروت بعنوان (القرآن في فتيل)، ولكنه لم يلقِ بالاً لحقيقة أن السلطات لم تطبق عليه مادة إزدراء الأديان حتى بعد تخفيف العقوبة.

▪️ ولم يوصيهن باتخاذ “السنبلة حنين” قدوة ، وهي عضو لجنة صياغة قانون الأحوال الشخصية للمسلمين، والتي غيرت اسم حسابها في الفيس بسبب ما سببه لها من إحراج، بعد تعيينها، لما فيه من ألفاظ ومواقف ومواد صادمة. ولم يحلم بأن يستفدن من دفاع إحسان فقيري، رئيس اللجنة المذكورة، عن صانعات الخمور البلدية واستنكارها لمحاكمتهن، ولا من تعديلات وزير العدل التي عالجت هذه “المشكلة”. ولا أن تستفيد الطفلات منهن من التراجع عن تحفظات السودان على ميثاق حقوق الطفل المتعلقة بالعقيدة وخصوصية السلوك .

▪️ولم يوصيهن بالتقرب إلى الناشط صاحب التسريب الفاضح الشهير، ولن يوصيهن بالاقتناع بوجهة نظر وئام شوقي وصويحباتها من النسويات وهن يتحدثن عن هذا التسريب ويؤكدن بأن الأمر ما دام بالتراضي فلا مشكلة وأن المشكلة فقط في التسجيل دون إذن وفي الألفاظ النابية.

▪️ ولم يوصيهن بالاستماع إلى لايفات الملحد المثلي أحمد عمر النرويجي وهو يحكي عن مغامراته الساخنة وعن إلحاده، ولم يوصيهن بالذهاب لاستقباله في مطار الخرطوم عندما طلب ذلك، ولم يوصيهن بفيلمه ( فن الخطيئة) والاقتناع برسالته، ولا بمتابعة المقابلات معه التي تصوره كشخص ناجح تحدى التابوهات كلها وعبر .

▪️ ولم يوصيهن بفيلم (ستموت في العشرين) والاقتناع برسالته والاستمتاع بمشاهده، والذي لن يوصيهن بالاستماع لماما أميرة والاقتباس من قاموسها، والذي لم يحلم بأنهن كن من “فشَّق” فوقهن دسيس مان في إحدى ليالي كولومبيا ليغريهن بالسفة والسجارة للمبيت هناك كما روى وهو يحكي قصة ميلاد أرجوزته “الثورية” الأشهر .

▪️ ولم يوصيهن بعدم إغضاب الوالد المربي “محمد الأمين” وزير التعليم بانشغالهن بتغطية ما ينكشف من جسدهن، والذي لم يوصي الراغبات في التمثيل منهن بألا يتسببن في إثارة استغراب واستنكار راعي الثقافة والإعلام الرشيد سعيد إذا لم يقمن بأداء المشاهد التمثيلية في غرف النوم بشكل “مقنع” من حيث الشكل ونوع الحوار وطريقة الأداء …

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمانكبير المعلوفينمقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق