إبراهيم عثمان يكتب : كوكب الشعب وكوكب القحاتة !

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

كوكب الشعب وكوكب القحاتة !

لم تمر على السودان حكومة بعيدة عن اهتمامات شعبها ومشغولة باهتماماتها الخاصة في كوكبها الخاص كهذه الحكومة : تقليص دور الأسرة في تربية أبناءها، محاربة الجمعيات الخيرية والدعوية، تحجيم القرآن الكريم في المدارس، تعديل قانون الأحوال الشخصية للمسلمين لكي يواكب العلمانية، الخمور، الدعارة، العرى، الربا، المواد الفاضحة، العروض الفاضحة، المثلية، الردة، الإلحاد، التطبيع، سيداو .. إلخ، هذه هي أهم العناوين لاهتمامات الحكام التي شكلت موضوعات التعديلات القانونية والسياسات، يُضاف إليها مطالبات بعض ناشطات قحت بتسمية المواليد من الزنا باسمائهن، ومطالباتهن بشأن الميراث، ودور الآباء في التربية ( الدم قصاد الدم لو حتى من أبوي) ، (وعذريتي ليست شرفي) .. إلى آخر المطالبات البعيدة جداً عن هموم الناس ومشاكلهم الحقيقية .

آخر تقليعة من تقليعات كوكب قحت التي تكشف عن غربتهم التامة عن المجتمع وهمومه هي مبادرة “استعادة الحياة الليلية بالخرطوم”، حيث عبر المبادرون عن حنينهم لليالي الخرطوم في الخمسينات والستينات والسبعينات، والكل يعلمون أن ليالي الخرطوم في تلك الفترة كانت المراقص والديسكوهات، والسكر والبارات، والسهر حتى الفجر لغير أداء صلاة الفجر تشكل أهم مظاهرها . يقول المبادرون إن قوانين الشريعة ١٩٨٣ قضت على هذه الليالي وأنهم بصدد استعادة الحياة الليلية بالخرطوم بعد التخلص من الشريعة.

الخرطوم أيها الحالمون بتزيين كوكبكم بليالي العربدة أصبحت نهارااتها ولياليها في عهدكم قطعة من الجحيم، فإن كان لديكم فائض مبادرات فالأولى بها هموم الناس ومشاكل كوكبهم . الخرطوم يا سكان كوكب قحت تسهر، كأغلب مناطق السودان، في صفوف السلع غير المدعومة، وفي مطارة النهابين وقطاع الطرق، وفي انتظار الكهرباء الغالية المقطوعة، والبحث عن المياه المعدومة، ومن يستجيب لدعوتكم ويسهر في قلب الخرطوم حتى الفجر، ستقابله مشكلة المواصلات، ومشكلة الطرق غير الآمنة، ومشكلة العمل في صباح اليوم التالي بحثاً عن الرزق في زمن القحط هذا .

هموم الناس في كوكب الشعب الذي حولتموه إلى مكان للتعاسة هي : الأمن، الغذاء، التعليم، الصحة، المواصلات، الكهرباء، الماء، التنمية، العزة، الكرامة، الأخلاق، والثقافة غير المنبتة عن وجدانهم .. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن مساهمة قحت كانت هي مضاعفة هذه الهموم أضعافاً مضاعفة.

إذا لم يتحرك الشعب ليسقط هذه الحكومة أو ليأطرها أطراً على الاهتمام بشؤونه سيتمادى سكان الكوكب القحطي في خدمة اهتماماتهم على حساب هموم الشعب، خاصةً في ظل مباركة قادة الأجهزة النظامية الذين ثبت أنهم من سكان كوكب قحت رغم إنهم منبوذين داخله، وهمومها هي همومهم، إن لم يكن لقناعاتهم الخاصة فلإرضاء من يرتبط رضاهم بمصالحهم السلطوية بالخارج ثم بالداخل.

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمانالرآية نيوزكوكب الشعب وكوكب القحاتة !مقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق