الخرطوم:الرآية نيوز
رؤى
هيثم محمود
القصاص للشهداء
المتابع لمستجدات المشهد السياسي يتأكد بأن بلادنا قد كتب عليها أن تعيش حالة من البؤس والحزن والشقاء في كل عيد، وكأن الله قد غضب على هذه البلاد فجعل اليوم الذي يسبق عيد الفطر في كل عام يوما لسفك الدماء وقتل الأبرياء.
مساء ٢٨ رمضان تداعى عدد من الشباب لإحياء ذكرى مذبحة فض الإعتصام والافطار في ساحة القيادة.. القوات المسلحة استبقت الأمر وأعلنت إغلاقا كاملا لجميع الطرق المؤدية للقيادة ونفذت ذلك حرفيا، ولبعض التقديرات لم تغلق المساحة التي تقع بين مسجد جامعة الخرطوم وجسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم ببحري، ولا ندري لماذا أغلق الجيش كل الطرق وترك هذه المساحة؟ هل هذه ثقرة أمنية أن يتجاهل الجيش إغلاق هذه المساحة؟ أم أن الجيش أتاح تلك المنطقة لتنفيس الثوار والتعبير قريبا من ساحة القيادة؟! .
تجمع الثوار وافطروا وقدموا خطابا رصينا أعلنت خلاله أسر الشهداء إتهامها الصريح لحميدتي وشقيقه عبد الرحيم دقلو وحملتهم مسؤولية إزهاق أرواح شهداء فض الاعتصام.
مع استمرار الهتاف الثوري واستفزاز بعض الشباب لأفراد القوات المسلحة والتزام قوات الشرطة أماكنها قامت مجموعة من أفراد القوات المسلحة بإطلاق الرصاص الحي على الثوار فخلفت ثلاثة من الشهداء وعشرات الجرحى والمصابين الذين اكتظت بهم مستشفيات الخرطوم.
ماحدث بالأمس في ساحة القيادة هو جريمة مكتملة الأركان وتكرار بالبونط لمذبحة فض الاعتصام التي أتى الشباب لإحياء ذكراها الفرق الوحيد هو أن الجهة التي أطلقت النار في هذه المرة معروفة ولا يحتاج الأمر للجنة أديب.
تتحمل القوات المسلحة كامل المسؤولية ويجب محاسبة الذين أطلقوا النار وتقديمهم لمحاكمة عاجلة فإجراءات التسليح والذخيرة في القوات المسلحة معروفة والقوات التي فضت تجمع الثوار بالذخيرة الحية معروفة أفرادا وضباط.
لكن هنالك جهات أخرى تتحمل المسؤولية إلى جانب العسكر أولها الجهة التي دعت للافطار في ساحة القيادة رغم تحذير الجيش في بيان واضح، وثانيها قوات الشرطة التي رابطت بالموقع ولم تقم بتفريغ المتظاهرين لا بالانذار والتحذير عبر مكبرات الصوت ولا بالغاز المسيل للدموع كما فعلت مع إفطار شباب التيار الإسلامي الذين ضربتهم بالبمبان أثناء الصلاة في مشهد لم تفعله قوات الاحتلال الصهيوني.
مسؤولية أخرى تقع على الحزب الشيوعى الذي قاد الشباب لساحة القيادة وأعلن كوادره الإعتصام من ساحة الافطار وظهور بعض أفراد القوات النظامية باسلحتهم وسط الثوار كل ذلك استعجل القوات المسلحة لفض التجمع بالتأكيد أن الجيش لم يقم بما قامت به لولا موافقة حكومة حمدوك التي تعلم تماما بأن الاعتصام لو قدر له أن ينجح فسيحدث انقلاب عسكري يقضى على أخضر الحكومة ويابسها من عسكر ومدنيين.
نطالب بتوقيع أقسى العقوبات على من أفسدوا على الشعب فرحته بالعيد وأعادوا ذكرى مذبحة فض الإعتصام بمذبحة أخرى ف القصاص للشهداء لا بد أن يكون عاجلا غير آجل.