الخرطوم:الرآية نيوز
د.سناء حمد..تنعى الطيب مصطفى
وإنكسر القلم ..وعبر فارس الكلمة رحل الطيب مصطفى ، ، الرجل الشجاع والمبدئي في مواقفه ، الذي لا يخشى المواجهة ولا يتردد في الجهر برأيه دون ان يأبه للعواقب ، لم يثنه تخويف ولا تضييق ولا تهديد …كان حُراً في رأيه مستقلاً في مواقفه لم يثنه عما يؤمن به رجاء قريب او صديق او جبروت عدو او تجاوز خصم ، كانت كلماته تنضحُ صدقاً واحرفه تكتب بمداد الوفاء لفكرةٍ آمن بها وقضيةٍ التزم بها ، ودعوة بذل نفسه وابنه وماله لها .
عاش الطيب وهو فخور بأبنه الشهيد وابن اخته الشهيد وابناء أسرته من الشهداء يلهج بذكرهم لسانه وكأنه يعاهدهم على الا يحيد ، ولم بضع بعدهم لامة الحرب ولم يُلق سلاحه رغم ما واجهه من معاناة وتضييق وضيق .
عاش الطيب ..متصالحاً مع نفسه وملتزماً بما يمليه عليه ضميره لا يجامل ولا ينافق، عاش نبيلاً في زمان بات النبل فيه سلعةً نادرة ، وظل صاحب مروءة ومُروّة مسارعاً في الخيرات ونصيراً للضعفاء ، واصلاً لرحمه واصحابه وجيرانه ، ومعيناً لكل صاحب موهبة وقلم من شباب الصحفيين والكتاب …..رحم الله الطيب اخوي ..كما تقول ماما زينب ..شقيقته التي تحلف به حباً له وثقةً فيه ..ورحل الطيب خالي كما تناديه بناتها حباً فيه وبراً به..رحل الذي كانت تقسم به امه حباً فيه ورضاً عنه ..حتى ظننت لفترة انه وحيدها ..!!
والله وليُّ بيوت ٍ ظل يفتحها واسرٍ استراحت تحت ظل بذله وافراد سُتروا تحت كنف عطائه….. اللهم ارحم عبدك الطيب مصطفى رحمةً لا تنبغي الا منك ، وجُد عليه جُوداً لا يكون الا منك ..اللهم ابن له بيتاً في الفردوس العُلى ، واجعله قبره روضة من الجنان..اللهم اربط على قلب اخواته واخوته وابنائه وبناته واهله وعلى أهل فكرته ورفقة قضيته، وانا لفراقك يا الطيب لمحزونون .