بكري محمد يكتب : طرد أسرة علي عثمان طه (رجال الكارتيل عندهم أخلاق)

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

بكري محمد يكتب :

طرد أسرة علي عثمان طه (رجال الكارتيل عندهم أخلاق)

في كل افلام ومسلسلات المافيا والكارتيل وعصابات تجارة المخدرات في امريكا الجنوبية يحرصون على ابراز جانب (اعراف وتقاليد زعمائهم) في صراعاتهم ..يجوز لهم قتل بعضهم وارتكاب كل الجرائم الممكنة ولكن توجد خطوط حمراء ،لا يجوز الوشاية ويعتبر الواشي خائنا ويهدر دمه ،كما ان الاسرة تظل خارج الصراع لا يجوز المساس بها ومن يفعل ذلك يعتبر خالف التقاليد وخارج عن قانون الكارتيل ويعاقب على ذلك بالنفي او الاعدام .

في تاريخنا السياسي الحديث في جميع الحقب منذ الاستقلال ظلت مواثيق غير مكتوبة ان تظل الاسرة خارج الصراع السياسي فلم يسجل التاريخ ان تعاملت حكومة عسكرية او مدنية مع معارضيها ان اقحمت اسرهم وحرماتهم في الصراع السياسي (وشغالين) بالمثل (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)،طوال فترة الانقاذ وفي اخطر سنينها والصراع العسكري علي اشده ظل هذا العرف يعمل فلم تتعرض لحرمات معارضيها وبل اكرمتهم في بعض الاحيان فتجد رب الاسرة سجين او في المنفي ولكن يمكن لاحد رموز الانقاذ ان يكون وكيلا لابنته كما حدث ذلك مع خليل إبراهيم و مع مالك عقار وابنائهم يدرسون في جامعات العاصمة بكل حرية وبعضهم كان ربما جزء من العمل المسلح ولكن لم تتعرض لهم، كما اكرمت الانقاذ، من الرموز الروائي الطيب صالح الذي قال (من أين أتي هؤلاء) والفنان محمد وردي والراحل المشير جعفر نميري وعند وفاته اقامت له جنازة رسمية كما اكرمت رئيس مجلس السيادة الاسبق أحمد الميرغني واقامت له جنازة رسمية عند وفاته ، وبعضهم كانت تتكفل رئاسة الجمهورية بعلاجهم خارج السودان او داخله ،كان رجال الانقاذ يشاركونهم مناسباتهم الاجتماعية افراح واتراح وظل الخلاف السياسي كما هو ولكن مطلقا لم تتعرض لحرماتهم حتي سقوطها .

اما ما يحدث الآن بعد حبس أكثر من عامين بدون محاكمات او ادانات لرجالها يتعمد النظام الجديد اذلال اسرة قياديي الانقاذ بشكل ممنهج ومتعمد، فسجن حرم رئيس الجمهورية ما يقارب العام دون النجاح في تقديمها لمحاكمة ، وقام أحد سدنة النظام  بتصويرها في وضع غير قانوني وغير اخلاقي، في تعدٍ واضح لكل الاعراف والاخلاق والقانون ، حتي اجبر على اطلاق سراحها بعد ضغط الشارع المعارض،واخيرا طرد اسرة نائب الرئيس ورميهم في الشارع العام من المنزل الوحيد الذي يمتلكونه قبل البت النهائي في قضية مصادرة المنزل بالتزامن مع طرد حرم رئيس الجمهورية من المنزل الذي تقيم فيه بصورة مريبة وكأن أزمات السودان تقف علي هذين المنزلين .

(ياخ لو زول مؤجر منك بيت بالقانون لا تستطيع اخراجه بهذه الصورة المذله للانسان السوداني)

هل يشعر رجال النظام الجديد بالنصر والنشوه لمجرد طرد وتشريد نساء واطفال بدون عائل .

الخلاصة
هل ما يحدث لاسر قيادات الانقاذ هو استفزاز للحد الاقصي لجر الاسلاميين لخيارات معينة يرغب فيها اباطره النظام القحتي ومحاوره ام هي مجرد تزامن غير برئ وعدم اخلاق ليس الا، ما يعني الحياة السياسية في السودان دخلت نفق مظلم، ان تكون الاسرة والحرمات جزء من المعركة السياسية .

واخيرا نقول لهم
(ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال
فكن مع الناس كالميزان معتدلاً
و لا تقولن ذا عمي و ذا خالي
العم من أنت مغمور بنعمته
و الخال من كنت من اضراره خالي
لا يقطع الرأس إلا من يركبه
و لا ترد المنايا كثرة المال”)

(يومًا تريش خسيس القوم ترفعه

نحو السماء ويومًا تخفض العالي)

طبعا لم اسأل أين الجنرالات من هذا العبث ربما منشغلين بمعاركهم الخاصه ولكن التاريخ لن يرحم احد.

أسرة علي عثمان محمد طهالاستاذ علي عثمان محمد طهالرآية نيوزبكري محمدطرد أسرة علي عثمان محمد طهعلي عثمان طهعلي عثمان محمد طهلجنة إزالة التمكين
تعليقات (0)
أضف تعليق