بكري محمد يكتب: زيادة الاسعار ..إغتيال جماعي للشعب مع سبق الإصرار والترصد

السودان

الخرطوم: الرآية نيوز

بكري محمد يكتب:

زيادة الاسعار ..إغتيال جماعي للشعب مع سبق الإصرار والترصد.

حتي سقوط الانقاذ كان سعر جالون البنزين حوالي (٢٧) جنيها والجاز في حدود (٢٠)ج والغاز في حدود (٣٠)جنيه للاسطوانة ،كان علاج الطوارئ مجانا ومتوفرا وجرعات السرطان مجانية للمرضي .

كان في كل موازنه مع بداية سنة مالية، يقدم وزراء الانقاذ الموازنه بزيادات طفيفة لا تتجاوز جنهين او ثلاث في سلعة معينة، وفي كل مرة كانت تخرج احزاب المعارضة وقتها ،وترفض الميزانية وتعتبرها ميزانية تجويع للشعب السوداني وتدعو للمظاهرات الرافضة لرفع الدعم وتذرف الدموع على الشعب المغلوب على أمره من بطش نظام الانقاذ القاسي حتي المظاهرات التي أسقطت الانقاذ كانت بسبب زيادة في قيمة (الرغيف) من جنيه إلى جنيهين فقط .

الوضع الآن
نفس الاحزاب بعد ان تولت نظام الحكم بدون منازع وابعدت خصومها من المشهد السياسي عبر لجنة ازالة التمكين والقوانين الاستثنائية، قامت برفع الدعم الذي كانت ترفضه عندما كانت في المعارضة في مفارقة عجيبه، حتي وصل سعر جالون البنزين اكثر من (١٣٠٠)جنيه رسمي وفي السوق الموازي يصل الي اكثر من ٣ الف جنيه للجالون .

أما النظام الصحي شبه منهار هل تعلم عزيزي القارئ أن سعر ثلاث جرعات ادوية سرطان تجاوزت (٢ مليار ونصف) جنيه يدفعها ذوي المرضي مقدما للامدادات الطبية ثم تقوم بطلبها من الخارج، اليس هذا قتل عمد لمرضي السرطان من يملك كل هذه المبالغ .

قبل سقوط الانقاذ صورو للناس بمجرد “تسقط بس” وزوالها سيتحول السودان الي جنه واموال الشعب المنهوبة تعود إلي خزينة الدولة ،اليس من المنطق بعد السقوط تتوفر السلع وتزدهر البلد ،بعد توقف عمليات السرقة والنهب للمال العام، وقيام لجنة ازالة التمكين بمصادرة اموال رجال الانقاذ، والسؤال (أين هذه الاموال ؟؟) من قام بالاستيلاء عليها واعادة توزيعها ، فهذا يقودنا إلى خيارين، اما كانوا يكذبون على الشعب السوداني بتشويه قادة الانقاذ أو هم من يسرقون الدولة الآن، لانه مافي منطق حكومة محاصرة ورجالها ينهبوا ثروات البلاد تستطيع توفير السلع بسعر أقل ومدعوم.

من المفارقات في هذه الحكومة السقوط المستمر في شعاراتها (لم تحقق سلام ولا عدالة ولا حرية)السجون تعج بالمساجين ،وهتافات(حكومة الجوع تسقط بس) هم جوعوا الشعب واقعيا وان كان ذلك مجرد هتاف كاذب ،اتضح للناس لاحقا ،قالوا “ثورة وعي” الوعي لا يشبع ولا يغني من جوع، وأين الوعي نفسه والفوضى تعم الشوارع و المؤسسات.

هذه الحكومة تقودنا مباشرة في طريق زيمبابوي ولو استمرت على هذا النحو فإن المليون لن يطعمك قطعة (خبز)

باختصار:
الشعب السوداني يعيش حاليا بما اشبه بعمليات الاغتيال الجماعي فلا طاقة له بمتوالية الرفع المستمرة وانعدام تام للخدمات ،الناس الآن في حالة (جوع ومرض وغلاء فاحش)، بيوت كريمة اصبحت مشرده وتمد يدها متسولة، والغريب في الامر الحكومة التي كانت تذرف دموع التماسيح على الشعب (شغاله رفع) دون ان تطرف لها عين ، والاغرب من الحكومة الفاشلة البائسة الشعب نفسه في صمت غير مفهوم هل هو الصمت الذي يسبق العاصفة، قبل اندلاع ثورة الجياع العارمة ام هو في حالة صدمة ودهشه مما يحدث سيفيق منها لا محال .

(في كل الأحوال ثورة الجياع قادمة)
الاعلام الممنهج لن يستطيع خداع الناس طويلا
البطون الجائعه لا تنافق والجوع كافر.

الرآية نيوزبكري محمدمقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق