إبراهيم عثمان يكتب : البترول بين المؤسسين و”المؤسس”

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

البترول بين المؤسسين و”المؤسس”

( ما حدث في هجليج أن قوات “الجبهة الثورية” بما فيها “حركة العدل والمساواة” احتلت المنطقة. وبسبب الصراعات داخل حكومة الجنوب نسب الأمر إليه، كان يريد “مساومة” هجليج بمنطقة “أبيي”، فتعقد المشهد الداخلي على قوى المعارضة. اجتمع أهل الحكم لإحالة الهزائم والفشل إلى انتصارات، عبأوا الشعب ونجحوا في ذلك، وحين تنقشع الأزمة يعودون إلى صراعاتهم الداخلية ) – المحبوب عبد السلام.

الكيزان بذلوا مجهودات خارقة للتحايل على الحصار و”تأسيس” مشروع البترول، ووظفوا فيه الآلاف من كل أبناء الشعب السوداني المؤهلين بمن فيهم شيوعيين، وأحدهم ابن عضو اللجنة المركزية، حفروا آباره، أنشأوا محطات معالجته، وخطوط أنابيبه، ومصافيه، ومستودعات تخزينه، وحرسوا منشآته وقدَّموا الشهداء، ثم باعوه للمواطنين بسعر رخيص، ثم شكروا الشعب على صبره .

القحاتة سخروا من المشروع، ثم حرضوا الشركات الأجنبية، ثم حرضوا أمريكا على معاقبة الشركات التي لم تستجب للتحريض، ثم هددوها، ثم فجر بعضهم خطوط الأنابيب، واختطفوا المهندسين والعمال، وساعد بعضهم جوبا لاحتلال هجليج، ثم قاوموا بشراسة أي زيادة في أسعاره ولو كانت بضع جنيهات، ومع استلامهم السلطة أصدروا فرماناً يحرم على الإسلاميين العمل في البترول، وفصلوا عشرات المهندسين والموظفين والعمال، ثم تحاصصوا الوظائف، وهبطوا بالأداء، ثم باعوه للمواطنين بسعرٍ غااااالٍ جداً يزيد عن أربعين ضعف أغلى سعر باعه به الكيزان، ثم طلبوا من الشعب أن يصبر وألا ينسى أن يشكر “المؤسس” !

لا مقارنة بين الإثنين، ولولا نجاح القحاتة جزئياً في سياسة القطيع، لما كانت هناك حاجة أصلاً لهذه المقارنة السريعة، فتفاصيلها أشهر وأظهر من أن تحتاج إلى تذكير الناس بها، وصدق الشاعر :

ألم تر أن السيف ينقُصُ قدرُه إذا قيل إن السيفَ أمضى من العَصا

مصدر اعتراف المحبوب :
‏https://www.alrakoba.net/546541/أشك-في-أن-الميرغني-يؤمن-بالديمقراطية-و/

إبراهيم عثمان

ابراهيم عثمانمقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق