بكري محمد يكتب : (دي حكومة ختان!)

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

بكري محمد يكتب : (دي حكومة ختان!)

(هرب حمارا من احدى الدول العربية المعروفة بقسوتها ضد الانسان والحيوان ، واثناء قطعه الحدود التقاه كلبا وسأله ـ ماذا بك يا حمار لماذا انت هارب من بلدك ؟ فقال الحمار ـ الا تعلم بأنهم في بلدي يذبحون كل الجمال . فقال الكلب ـ ولكنك لست جملا بل حمارا ، فما انت خائف منه ؟ فقال الحمار ـ حتى يكتشفوا بانني حمارا فسأكون قد اصبحت من بين الاموات.)

كنت مشاركا في احدي ورش الاتحادات الشبابية الولائية، واثناء مداولات الورشة عن مشاكل الشباب وسبل تطوير العمل الشبابي، لاحظت أن أمينة الشابات تتحدث عن انجازاتها في مشروع (ختان البركة) للذكور ،طلبت فرصة معقبا عليها، قلت يا أختي حاليا شبابنا لا يعاني من أزمة (طهور) ثم أن هذا المشروع لا يخصك في امانتك وينبغي ان تبحثي عن مشاكل الشابات الحقيقية وتطوري كيفية حلها ،فورا صدر قرار من الورشة بالغاء مشروع (ختان البركة).

حكومتنا الحالية منذ اليوم الأول وهي تحدثنا عن ختان الاناث ومشاكل (الفمنيست) والغاء قانون النظام العام ،والاحوال الشخصية الخ .. ،وكأن الثورة قامت من أجل هذه القضايا التي تهم طبقات معينه ،تعيش في ترف وبيوت وشقق في لندن وباريس ونيويورك، غير موجوده في الشارع السوداني المطحون الذي لا يفرق معه حاليا المختون من غير المختون مع ان هذه الحكومة (ختنت) الجميع ما الاعمال بالنيات.

المظاهرات التي أتت بهذا التغيير قامت بسبب زيادة قيمة (الخبز) من جنيه إلي أثنين ،وليس لسبب آخر ولكن غرف الاعلام المركزية التي تدار من الخارج والداخل، نجحت في خداع بعض الشباب، بإنها ثورة وعي وليست من اجل الخبز وقالت لهم (الجوع ولا الكيزان) يعني ضمنيا نحن حنجوعكم ولكن ولا الكيزان في أكبر عملية برمجة للعقل الباطني مع ان ممكن يكون (لا الجوع ولا الكيزان) لكن للاستمرار دائما يحتاج السياسي القذر لعدو دائم يوحد الناس ضده.

نحن من اليوم الأول كنا نرفض التغيير بالطريقة التي تم بها ولا نرفض مبدا التغيير ،لاننا كنا نعلم البديل هو مجموعة من ابناء النخب الثرية التي كانت تنظر للانقاذ بانها حكومة ابناء هامش اتت بابن الخفير والمزارع وزيرا وواليا ونائبا للرئيس ورئيس ، فحرمتهم من امتيازاتهم التاريخية التي حصلوا عليها بعد ذهاب المستمعر ،لذلك تجدهم يكنون لرجال الانقاذ كراهية لا مثيل لها ،ولكن لينجحوا في مسعاهم لعبوا على وجدان الشعب بان هؤلاء نهبوكم وجوعكم واغتنوا واباؤهم يدرسون في الخارج ويتعالجون في الخارج ،و في الحقيقة المعركة كانت تخص ابناء النخب لذلك عندما حدث التغيير أتت بهم فلم ير شباب المتاريس من يمثلهم، فوجدوا ( لينا الشيخ حفيدة المهدي ومريم المنصورة وولاء البوشي ومدني عباس مدني) وغيرهم ،ولكن لا يوجد وزيرا واحدا من عامة الناس .

هذه الحكومة ليس لها برنامج أو مشروع كل حساباتها كانت على كراهية (الكيزان) و اكاذيب كبري (٦٤) مليار دولار في ماليزيا و(70)%ميزانية الامن والدفاع وبمجرد سقوط الانقاذ ووقف الفساد المزعوم وذهاب العقوبات يتحول السودان الي جنة ولكن سرعان ما تكشفت الحقائق واصطدم الناس بالواقع المرير ،حكومة لا تملك شي تقدمه غير أن تاخذ من جيبه لتحل ازماتها، وتبخرت الاكاذيب مع الزمن وتفتت اسطوانة الكيزان وتبخرت احلام الناس وانعدمت لقمة العيش وكل الخدمات واصبح الشعب في محنة كبري وصدق مبارك المهدي عندما قال (هؤلاء لن يستطيعوا تشغيل كهرباء القصر الجمهوري) وقد كان.

باختصار شديد
هذه الحكومة استنفدت كل الفرص وعمليات التخدير من برلين لي باريس إلى قومة السودان،واخيرا  رفعت يدها عن مسئولياتها تجاه الشعب وما يحدث في الشارع الآن هو مؤشرات ثورة جياع بلا شك، تقتلع ابناء وعملاء المنظمات وحكومة الهوانات غير مأسوف عليهم.

(فلا يوجد شعب يقبل بهذا الختان الفرعوني الجماعي)

الرآية نيوزبكري محمدمقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق