عميد م: ابراهيم عقيل مادبو يكتب: خابَ المُستشار

السودان

رصد:الرآية نيوز

عميد م: ابراهيم عقيل مادبو يكتب:

خابَ المُستشار

بَين الفَينةِ والفَينة، يطل علينا ذاكَ المستشار الذي لم يفلح طيلة فترة عمله السابقة في تقديم إستشارة صائبة، وقد تجاوزه الزمن لإنتهاء الصلاحية.

واليوم يبدو أن الحنين قد عاوده لتقديم إستشارات الخَيْبةُ ليقطِع علينا اندماجَنا في الأحداث، ويطلَّ بصَوْتُ يشبه فحيح الأفعى وفي نبرةٍ تقريريةٍ حاسمة، كأنه يوقظنا مِن طول غفلتنا ويُنهي سُباتَنا وسذاجَتنا، وينبهنا لأهمية حديثه كمُستشار كما ظل يرَوّج لنفسه، ويُحذِّرنا – كشعب – تحذيرًا مُبطنًا قاصداً تأليب الشعب على جيشه والوقيعة بين مكونات الجبهة الداخلية في وقت يحتاج فيه الوطن إلى التكاتف والوقوف صفاً واحداً أمام الأطماع الأثيوبية، بل أنه وبطريقة خبيثة يريد الفشل لمبادرة معالي دولة رئيس الوزراء الداعية إلى تمتين الصف الوطني وترك المشاكسات والسير إلى الأمام وأن نخطو بكل عزم لنصل إلى نقطة نهضة السودان.

اعمال البني التحتية في الفشقة التي يقوم بها الجيش السوداني

ولقد خابَ المستشار ووَقَع في وادِي تُخُيِّبَ وسقط في باطل السياسة، وهو يصرح بحسب موقع سودان مورنينغ من خلال برنامج إذاعي، وبطريقة التلميح وإثارة الفتن إن إصلاح المؤسسة العسكرية يتقاطع مع كثير من الجهات، وكنا ننتظر منه كمستشار أن يذكر أو يسمي تلك الجهات وهل هي داخلية أم خارجية إقليمية ودولية، ولا نعتقد أن هناك كائن سيمنعه من الإفصاح عن هذه الجهات في عهد الحريات، وقد قال الرجل أن المؤسسة العسكرية تستغل سلطاتها في سوق “الله اكبر” ومثل هذا القول يعبر عن خواء العقل ويثبت أن المستشار يسعى لغرضٍ ماكر، فحديثه يقدح في كل وزراء الحكومة ومجلس الوزراء والمجلس السيادي بشقيه المدني والعسكري، وذهب الرجل إلى أبعد من ذلك وهو يريد شيطنة الجيش وتسميم أجواء الترتيبات الأمنية وطفق يتحدث عن الدمج ويقول أن انشاء جيش واحد قد يعني ابتلاع قوى على حساب الأخرى، وحديثه يتناقض وفحوى اتفاق جوبا ورغبات قادة الحركات المسلحة في السلام، وبالتالي فهو يتقمص ثوب المحلل الإستراتيجي ويلمح إلى أن الدمج قد يؤدي إلى إضمحلال قوى وحركات يميل إليها – بالطبع -ولا يريد لها تُدمج في الجيش مخافة أن تفقد قوتها بحسب زعمه، وثالثة الأثافي قوله أن استعادة الفشقة تم بطريقة هزلية ومغرضة، ويبدو أن السيد المستشار السابق لا يعلم كيف وضعت أثيوبيا يدها على الفشقة وكيف إستغلت ضعف موقف الحكومات السابقة منذ اواخر عهد النميري، ولا يعلم كم عدد المواطنين السودانيين – رجالاً ونساء وأطفالاً – الذين استشهدوا على يد المليشيات المدعومة من الجيش الفيدرالي الأثيوبي، ولا يدري عدد شهداء الجيش الذين ماتوا وهم يقدمون أرواحهم مهراً غالياً لعودة الفشقة، ثم وبرعونة وسذاجة يدعو الجيش لاستعادة حلايب مستقبلاً كواجب، ونعذر السيد المستشار الذي لا يعلم كيف يتم إتخاذ قرار الحرب، ونسأله لماذا لم تقدم إبان عملك مستشاراً لدى الجهة التنفيذية والسياسية بالبلاد إستشارة لإستعادة حلايب؟.

أمجد فريدالجيش السودانيالفشقةحلايبخاب المستشار
تعليقات (0)
أضف تعليق